في ظل الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها سوريا، تظهر ممارسات غريبة تثير الدهشة والاستغراب، فقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة عجيبة تتمثل في قيام بعض التجار بعمليات نفخ الخراف، بهدف تحويلها إلى “ماعز شامي” مزيف لبيعها بأسعار باهظة.

يبدو أن هذه الممارسات المشبوهة قد باتت تُمارس على نطاق واسع في سوريا، دون رقابة من السلطات المختصة. الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين، الذين باتوا يخشون من الوقوع ضحية لهذه الخدع التجارية الماسة بصحتهم وسلامتهم.

وفي ظل غياب الرقابة والإشراف الحكومي على الأسواق، يتمكن هؤلاء التجار من مواصلة ممارساتهم الاحتيالية بكل بساطة، مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد. وهو ما يثير تساؤلات حول مدى انتشار هذه الظاهرة وآثارها الصحية والاجتماعية على المواطنين.

ماعز شامي “مغشوش”

كشف نقيب الأطباء البيطريين بدمشق، الدكتور لؤي المحمد، أمس الثلاثاء، عن ممارسات مريبة تتم في سوريا بهدف خداع المواطنين والاستفادة منهم ماديًا.

بلغ سعر كيلو الغنم “الهبرة” صفر الدهن 280 ليرة سورية – إنترنت

وأوضح المحمد أن هناك في سوريا عمليات نفخ وزيادة وزن وتعديل ملامح على الخراف، بهدف بيعها بسعر أعلى كـ”ماعز شامي”. ويتم ذلك عبر حقن الخراف بمضادات حيوية لتسريع نموها، لتصبح مشابهة للماعز الشامي المرغوب، وهي من أغلى السلالات في العالم.

عمليات النفخ لا تدوم سوى ساعات قليلة، ما يدفع البائعين إلى بيع هذه الخراف المنفوخة على الفور، قبل أن ينكشف الأمر لاحقًا. 

وأشار نقيب الأطباء البيطريين بدمشق إلى وجود نوعين من الأغنام العواس في سوريا، هما الأغنام العواس الشامية، من أغلى الأنواع في العالم، والماعز الشامي الذي يعتبر لحمه من أزكى وأشهى أنواع اللحوم.

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها سوريا، لجأ الكثير من الأهالي في دمشق وريفها إلى تربية الكلاب والقطط، كملاذ نفسي للتسلية والصحبة، وفقًا لما كشفه لؤي المحمد، في حديثه لإذاعة “شام إف إم” المحلية.

ولفت المحمد إلى أن هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة فقط على العائلات الثرية، بل باتت منتشرة بين مختلف شرائح المجتمع السوري. فالكثير من الأُسر لجأت إلى تربية الحيوانات الأليفة كوسيلة للشعور بالألفة والدفء العاطفي، في ظل الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها الكثير من السوريين جرّاء الأزمات المتتالية.

استيراد اللحوم المجمدة

كشف رئيس جمعية اللحامين في سوريا، محمد يحيى الخن، عن موجة جديدة من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في البلاد، على خلفية قرار تصدير الأغنام الذي بدأ تنفيذه مطلع الشهر الماضي.

زيادة الطلب على لحوم الأغنام في السوق المحلية والخارجية – إنترنت

الخن أوضح أن سعر كيلو الغنم الحي وصل إلى ما بين 85 و87 ألف ليرة سورية، فيما بلغ سعر كيلو الغنم “الهبرة” صفر الدهن 280 ألفاً، وكيلو الهبرة بنسبة دهن 25 بالمئة بين 220 و240 ألفاً، وكيلو الغنم “المسوفة” 50 بالمئة دهن بـ 160 ألفاً.

وفي المقابل، سجل سعر كيلو العجل الحي 65 ألف ليرة، والهبرة 200 ألف، والمسوفة 150 ألفاً.

وأبدى رئيس جمعية اللحامين تأييده لقرار استيراد الأغنام، الذي من المتوقع أن ينعكس إيجابًا على انخفاض الأسعار، مقارنة بالأغنام المنتجة محليًا. حيث توقع ارتفاع إضافي في أسعار لحوم الغنم خلال الفترة المقبلة، بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى.

أيضا بيّن الخن أن سعر كيلو الغنم الحي قد يرتفع إلى ما بين 90 و95 ألف ليرة سورية، بزيادة تصل إلى 10 آلاف ليرة عن السعر الحالي. وعزا ذلك إلى زيادة الطلب على لحوم الأغنام في السوق المحلية والخارجية.

لذا فإن الاقتراح المناسب بحسب الخن، هو استيراد لحم غنم مبرّد ومجمّد وأن يتم التأكد منه بأنه مذبوح وفقاً للطريقة الإسلامية باعتبار أن تكاليف استيرادها أقل من شراء الأغنام الحية، لاسيما من حيث نفقات النقل والذبح.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات