“كان عندنا في إسكندرية 300 ألف يهودي وناس من أكثر من 12 جنسية وكلنا عايشين مع بعض ولما كنا بنقابل بنت حلوة مكناش بنسألها بتصلي إزاي…”. بسخريته اللاذعة المعتادة، فجّر المخرج العالمي يوسف شاهين، على لسان الفنان المصري محمود حميدة، بطل فيلمه الأخير في الرباعية التي وثّقت سيرته الذاتية بفيلم: “إسكندرية نيويورك”، رداً لا يخلو من طرافة وذكاء وحدة في انتقاد الصورة الشعبوية للغرب و”الآخر” عن منطقة الشرق الأوسط، لكنها في الوقت ذاته صورة تحمل الانتقاد ذاته لـ”الأنا” الذي تآكل وضعف وانكمش لحدود ضيقة لم يعد بمقدوره القبول بالتنوع، ووقع تحت وطأة خطابات العنف والكراهية، فضلاً عن الطائفية. 

المخرج العالمي الذي انتقل من الإسكندرية على ساحل المتوسط وتعلم في أحد معاهد السينما بالولايات المتحدة، وكانت الأخيرة حلم يكبر ويملأ خياله ووجدانه بنفس درجة تأثير وجاذبية السينما الهوليودية، مشغول بهموم منطقته وأزماتها وهزائمها، وتمكن من نقل تفاصيل عديدة بأفلامه للمهرجانات العالمية.

إشارة المخرج العالمي في أحد المؤتمرات بالولايات المتحدة بعد عرض فيلمه: “باب الحديد”، وهو الفيلم الوحيد الذي مثّل فيه دور البطولة وقام بإخراجه، إلى التنوع الهوياتي والقومي الذي جعله لا يتحسس من المختلف دينياً أو قومياً، تبدو مهمة ولافتة، وذلك في إطار الوضع الذي ساد لاحقاً مع التحوّلات السياسية والمجتمعية وسبّبت في حدوث شمولية تفرض نتائجها وإكراهاتها في الحياة بكافة تفاصيلها، وأن يصبح النموذج الأحادي والرؤية المغلقة هي القائمة وتنبذ أي تنوع أو اختلاف. فانبعاث الحساسية الزائدة والمفرطة من التنوع بات أمراً واقعاً مع الصحوات الإسلاموية التي بدأت بشعار جماعة الإخوان: “الإسلام هو الحل” مروراً بإغراء الفتيات في أعمار مبكرة للحجاب القسري وتهديد بعضهم بتشويه أجسادهن بالمواد الحارقة وحتى مرحلة “صليل الصوارم” وذروة الـ”دعشنة”. 

تحول الشرق الأوسط لـ”بيئات متنازعة”

وفي أفلام يوسف شاهين كافة، كان حذراً من الانحدارات المجتمعية، و صعود الأصوليات الدينية، ليس فقط على هيئة تنظيمات متشددة وإرهابية مسلحة، تقوم بالتفجيرات أو الاغتيالات، إنما من الأفكار التي تتغلغل وتشكّل شبكة يسقط فيها ضحايا بالجملة نتيجة تغيّر المجتمع بصيغته المنفتحة والليبرالية وقيمه المدنية والمواطنية إلى تكتلات في مواجهة بعضهم البعض بدلاً من التآلف والمشاركة.

الميلشيات الشيعية في العراق- “الصورة من الإنترنت”

المفارقة أن ما حذّر منه يوسف شاهين وظل يناقشه في أفلامه على اختلافها وتنوعها، ويقترض من أسبابها وعواملها، كما في فيلم: “الآخر” و”إسكندرية ليه” و”المصير”، اتسعت الشروخ فيه لتصل إلى حدود “الهويات القاتلة” على حد وصف الأديب اللبناني أمين معلوف، وقد تحولت دول الشرق الأوسط إلى بيئات متنازعة يتوالد فيها العنف بصورة طبيعية ومنتظمة وتلقائية، ومن دون توقف، في حين تجهض كافة المحاولات الجادة والحثيثة للانعتاق من هذا الوضع. 

يوضح تقرير حديث لمجلة “الإيكونوميست” إلى أن الإقليم تتنازعه الميلشيات، ويعيش أكثر من ربع السكان فيه وعددهم نحو 400 مليون شخص في الدول العربية رهن هذا التهديد والسلاح غير الشرعي المتفلت و”بدولة أضعف من أن تتمكن من كبح جماح الجماعات المسلحة”.

ففي لبنان أو العراق أو سوريا أو اليمن كما في تونس وليبيا، تنهش الميلشيات أجساد الدول لا سيما في ظل انتهاء صلاحية العقد الاجتماعي والسياسي الذي انبنت عليه تلك الدول، وهو أمر لم يغب عن أفلام المخرج العالمي، الذي انتقد بحدة ومباشرة واضحة الأجهزة السياسية التي لم تطور من نظرياتها في الحكم وكذا أدواتها، بينما عمقت الفجوة بينها وبين المواطن، بل أضعفت المجتمع المدني، ونما وفق هذا قيم الاستبداد والفساد، ولم يكن من سبيل لحماية قيم التخلف والديكتاتورية سوى خطاب طائفي شمولي يعيش على أجنحته التيارات الأصولية وجماعات الإسلام السياسي. 

وفي سوريا، كانت “داعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام” ولادة من رحم الجهاز القمعي لـ”نظام بشار الأسد”، والذي سهل مهمة “دعشنة” الثورة السورية لمواجهتها بدموية، ومع تحويل المسار الثوري والحراك السياسي المجتمعي إلى طائفي مسلح، امتدت في مفاصل وشرايين “الأسد” الروح، لتضحى روحاً انتقامية.

حظي الميلشيات بسلطة قانونية!

وبطبيعة الحال، كما تسللت التنظيمات الطائفية في سوريا بنسخ عديدة سنّية وشيعية، وأمست هي الحاكمة بسلطة الأمر الواقع، فإن الميليشيات المماثلة الطائفية المسلحة في العراق حظيت بسلطة قانونية، فضلاً عن آخرين تحتمي بالأولى وتنشط في ظل الفوضى والسيولة الأمنية والعسكرية، بينما تحقق مصالح دول خارجية وأجندات إقليمية، وفي المقابل تعمق الوضع الطائفي الدموي وتصعد من خطاب الكراهية حتى لا يلتئم المواطن في اصطفاف سياسي ومجتمعي واحد بل يتشظى وراء العنف بكافة أشكاله ودوامة القتل والدم باسم الدين/ الطائفة.

ولهذا، توضح “الأيكونوميست” أن “حزب الله” المدعوم من إيران في لبنان، لا يمكن السيطرة عليه في ظل ضعف وإضعاف لبنان، الأمر الذي ينطبق على الحالة اليمنية في ظل وجود جماعة “الحوثي”. وبينما تتنازع المناطق السّنية والشيعية ميلشيات طائفية مسلحة في لبنان ما بين “قوات الفجر” الذراع العسكرية للجماعة الإسلامية (إخوان لبنان) في الشمال ذي الأغلبية السنية، و”حزب الله” بالجنوب الشيعي، فإن اليمن ينقسم إلى شطرين أحدهما في حوزة “الحوثي” الشيعي والآخر تحت قبضة مسلحي إخوان اليمن المعروفين باسم “حزب الإصلاح”. ويضاف لذلك الميليشيات العديدة في ليبيا.

تتسب الميلشيات الطائفية العسكريتارية حروباً عنيفة في المجتمعات المحلية التي تنشط فيها، غير أنه منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، سبّبوا في تعميق الصراع لحدود قصوى داخل أربع دول.

ويقول التقرير: “وما يجعل الميلشيات بالمنطقة مميزة هو تعايشها مع الدول التي تنتمي إليها، حيث تسيطر العديد من المجموعات المسلحة على إمبراطوريات اقتصادية واسعة. ومن الناحية النظرية، يعتبر حزب الله مثل أي حزب سياسي آخر في نظام المحاصصة الطائفية بلبنان: أعضاؤه يجلسون في البرلمان ويديرون الوزارات، وهو أيضاً الطرف الوحيد الأفضل تجهيزاً من الجيش، ويتمتع بالقدرة على اتخاذ القرار بشأن جر البلاد إلى حرب خارجية. وهناك العديد من الجماعات المتمردة العنيفة والفاسدة في مختلف أنحاء العالم، ولكن قِلة منها تسيطر على 12 بالمئة من مقاعد البرلمان وتدير وزارة العمل، كما يفعل حزب الله في لبنان”.

تعميق الصراعات

وتتسب الميلشيات الطائفية العسكريتارية حروباً عنيفة في المجتمعات المحلية التي تنشط فيها، غير أنه منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، سبّبوا في تعميق الصراع لحدود قصوى داخل أربع دول، وورطتهم في الانخراط بالصراع، وذلك في إشارة إلى اليمن وسوريا والعراق ولبنان، حيث إن تلك الميلشيات التي تحتل مناطق عديدة وتقسّمها رهن إرادتها وتقوم بإدارتها لحساب مصلحتها الأمنية والسياسية، نجحت في أن تكون وكيل مباشر للدولة التي تقدم الدعم؛ إيران. 

ويقول التقرير بالمجلة البريطانية، إن الميلشيات تتبنى ممارسات وحشية، منها القتل والتخويف، فضلاً عن “نهب مليارات الدولارات من سندات الخزانة المالية (الرسمية للدول)، وتخيف المستثمرين الأجانب”. مشيراً إلى أنه برغم من تزايد الكراهية ضدهم محلياً لكن من الصعب استئصالهم تماماً واقتلاع جذورهم وذلك بسبب السلاح “والامبراطوريات الاقتصادية”.

سجل الاغتيالات الذي تتورط فيها ميلشيات “حزب الله”، وهو سجل حافل ممتدٌّ لعقود- “رويترز”

فيما ألمح التقرير إلى وسائل العنف المتعددة التي تعمل عليها تلك الميلشيات، لا سيما سجل الاغتيالات الذي تتورط فيها ميلشيات “حزب الله”، وهو سجل حافل ممتدٌّ لعقود، كما حدث مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري أو وزير المالية السابق محمد شطح كما مع آخرين منهم المفكر والناشط السياسي لقمان سليم قبل سنوات قليلة، كما يؤدي المال أدواراً مؤثرة إلى جانب الوسائل العنيفة، فتحتمي تلك الميلشيات خلف شبكات مالية هائلة وامبراطوريات اقتصادية تؤمن لها البقاء. 

وتنقل “الإيكونوميست” تصريح سابق لوزير المالية العراقي السابق علي علاوي، والذي قال إن الخزانة تلقت أقل من مليار دولار من الرسوم الجمركية البالغة 7 مليارات دولار والتي يتم فرضها كل عام، بينما استولت الميلشيات على معظم ما تبقى. وفي عام 2022، قاموا بتأسيس مجموعة بناء و أقنعوا الدولة بمنحها مساحة تبلغ نصف مساحة قبرص. إنهم يصدرون قروضاً للمتقاعدين ويجمعون مئات الآلاف من الدولارات يومياً من فرض ضرائب على الشاحنات عند نقاط التفتيش.

استمالة الحكومات!

اعتماد تلك القوى على تاريخ من المظلومية للفئات الضعيفة والتي تشعر بالنقمة أو الغضب المكتوم، كان ضمن استراتيجيتها للتوسع وبناء مجتمعاتها الموازية والتي تكون مصدر سلطتها لمواجهة المجتمع القديم، وانهيار شرعيته، لحين تدشين قوتها بسلطة الأمر الواقع أو القفز على أجهزة ومؤسسات الدولة وابتعاث أدوارها الطائفية والانحراف بها من الدور الوطني المدني إلى الطائفي بصورته المتجهمة، كما يحدث في العراق، وبصورة مماثلة في مناطق نفوذ وكلاء إيران بلبنان وسوريا، وبدرجات متفاوتة في اليمن وليبيا. 

وقد نجحت القوى الميلشياوية في أن تستثمر تلك الاستراتيجية حتى تتحول طاقات الغضب لدى قطاعات معينة إلى عداء للدولة والمجتمع كما تتحول إلى حواضن لهؤلاء الميلشياويين. ويقول: “كان الشيعة في لبنان، الذين يشكلون قاعدة حزب الله، لقرون عديدة من الطبقة الدنيا الفقيرة؛ أما أولئك الذين يعيشون في العراق فقد تعرضوا للقمع الوحشي خلال حكم صدام حسين الذي دام 24 عاماً. تفتقر ليبيا إلى انقسامات طائفية عميقة، لكن هناك انقسامات إقليمية تنبع من سوء حكم معمر القذافي، الدكتاتور الذي أُطيح به في عام 2011”.

يضاف بعد ذلك، الحرب التي تكون بمثابة سبب وجود الميلشيات وتجعلها مفيدة للدولة. لعقود من الزمن، سيطر “نظام الأسد” على سوريا بإحكام. ثم جاءت الانتفاضة الشعبية في عام 2011 والتي تحولت إلى حرب أهلية عندما بدأت القوات في قتل المحتجين.

وكان الجيش السوري بحاجة إلى المساعدة من عدد كبير من الميلشيات لسحق التمرد. وهذا يشير إلى عنصر ثالث. فالمتمردون بحكم تعريفهم يقاتلون الدولة. ولكن في الشرق الأوسط، كثيراً ما تمنح الدولة درجة من الشرعية لمثل هذه الجماعات، ثم تجد أنه من المستحيل التراجع عنها. وقد دعا الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان عام 1989 جميع الميلشيات إلى نزع سلاحها. لكنها استثنت “حزب الله” الذي قال إنه “جماعة مقاومة” تقاتل إسرائيل، كما يوضح التقرير البريطاني.

ليس ثمة شك أن المنطقة تئنّ تحت وطأة شروط متجددة لصناعة الطائفية، وتشكّل دويلات طائفية، وحدوث انقسامات مذهبية، تغذيها العصابات المسلحة بمرجعياتها المتشددة والأصولية

وهنا تنقسم ميلشيات الشرق الأوسط إلى فئتين. لكن تحولوا إلى كونهم “الدولة” في معظم أنحاء اليمن. وباستيلائهم على السلطة، حشد “الحوثيون” المعارضة. وتحملّهم قطاعات عديدة من المدنيين مسؤولية الفقر والمجاعة والمرض.

أما أولئك الموجودون في العراق ولبنان وسوريا فقد اتبعوا سيناريو مختلفاً، وفق “الإيكونوميست”؛ إذ إنه بدلاً من الاستيلاء على الحكومة، سعوا إلى استمالتها، مشيراً إلى ضلوعه في عمليات فساد مالي وسياسي نتيجة امتلاكها القوة والسلاح، فضلاً عن تقاسم السلطة والحكم من خلال المحاصصة الطائفية، لافتاً كذلك إلى سيطرته على الحدود البرية مع سوريا والنشاط الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، بينما لا تتمكن قوى أخرى بالدولة أو المجتمع ردع هذا الدور أو ذلك النشاط حتى مع تأثيراته السلبية وتهديد الاستقرار، وقد سبق للحزب المدعوم من طهران احتلال بيروت عام 2008 لإجبار مجلس الوزراء على التراجع عن القرارات التي عارضها الحزب، وتتمثل في رفض الحكومة شبكة الاتصالات (لشبهة دورها في التجسس واعتدائها على سيادة الدولة) التابع لسلاح الإشارة الخاص بالحزب ثم إقالة العميد وفيق شقير مدير أمن المطار. وتقول لينا الخطيب من “تشاتام هاوس”، وهي مؤسسة فكرية بريطانية، إن “قوة حزب الله هي قوة بلا مسؤولية”.

الدعم الخارجي هو الذي يفسر القوة الصلبة التي تتمتع بها ميلشيات الشرق الأوسط، كما هو الحال في تدفّقات إيران المالية الهائلة لوكلائها بالمنطقة، فضلاً عن الدعم العسكري واللوجيستي، وقد “حاولت أميركا منع مثل هذه المساعدات من خلال العقوبات، ولكن دون نجاح يذكر”، بحسب الإيكونوميست. “وقد اتبع صناع السياسة الغربيون والأمم المتحدة مخططات لإقناع الميلشيات بنزع سلاحها. لكن طالما أن لديهم تدفقات من الأموال والأسلحة من الخارج، فلن يكون لديهم حافز كبير للمضي قدماً”.

ليس ثمة شك أن المنطقة تئنّ تحت وطأة شروط متجددة لصناعة الطائفية، وتشكّل دويلات طائفية، وحدوث انقسامات مذهبية، تغذيها العصابات المسلحة بمرجعياتها المتشددة والأصولية- “EPA”

وليس ثمة شك أن المنطقة تئنّ تحت وطأة شروط متجددة لصناعة الطائفية، وتشكّل دويلات طائفية، وحدوث انقسامات مذهبية، تغذيها العصابات المسلحة بمرجعياتها المتشددة والأصولية. ويمكن القول إن أحداث ما عرف بـ”طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، بعثت من جديد أو حاولت تجدد امتداد سيرة وشرعية الميلشيات الطائفية السّنية والشيعية المتحالفين راهناً في مصالح مشتركة، حيث يتحول الصراع الفلسطيني إلى قضية دينية لا تتخطى صورة “القدس” و”الأقصى”، ويتم اختصارها في “حماس” وأخواتها لتتحول المعادلة إلى “خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود”. 

وبالتالي، يبقى السؤال مُلحّاً كما طرحه أمين معلوف وهو يقول: “كل الذين يستهويهم العالم العربي أو يغريهم أو يقلقهم أو يرعبهم أو يشغلهم لا يسعهم إلا أن يطرحوا على أنفسهم من وقت لآخر عدداً من الأسئلة: لماذا كل هذه الحُجب وهذه الملاءات، وهذه اللحى التعيسة والدعوات إلى القتل؟ لماذا كل هذا القدر من مظاهر السلفية والعنف، أكلّ ذلك ملازم لهذه المجتمعات وثقافتها وديانتها؟ ألا يتوافق الإسلام مع الحرية، ومع الديمقراطية ومع حقوق الرجل والمرأة ومع الحداثة؟”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة