وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اليوم الخميس، إلى العراق في زيارة رسمية، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بجانب مناقشة تطورات المنطقة، وتداعيات استمرار الحرب في قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية السعودية على منصة “إكس/ تويتر” إن فيصل بن فرحان سيبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.

فيما أشار المكتب الإعلامي للسوداني، إلى أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين العراق والمملكة العربية السعودية، وآفاق تطويرها وتنميتها في جميع المجالات، ولاسيما السياسية والاقتصادية، وتعزيز الشراكات المثمرة، وتفعيل المجلس التنسيقي العراقي السعودي، بما يحقق المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.

وأضاف بيان المكتب الإعلامي للسوداني أن اللقاء استعراض أهم التطورات في المنطقة، وتداعيات الحرب في غزة والجهود العربية والدولية لوقفها.

ماذا وراء الزيارة السعودية لـ “العراق”

تأتي زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً على خلفية الحرب الدموية المستمرة منذ عدة أشهر في غزة والتي اندلعت بسبب هجوم مباغت شنته حركة “حماس”، يوم 7 أكتوبر الماضي ضد إسرائيل.

ويسعى الوسطاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة مع مصر وقطر والعديد من دول والإقليم، منذ أشهر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى منع انجرار المنطقة إلى حرب شاملة، خاصة بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران. وتعهدت إيران بالرد القاسي.

ولهذا يرجح المراقبون أن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى العراق تأتي في إطار التهدئة لمنع تفلت الأوضاع الأمنية، وتأجيج أو إشعال المنطقة عبر استئناف العمليات الهجومية ضد القواعد والقوات الأميركية، الأمر الذي يتزامن مع قرار تأجيل الانسحاب الأميركي من العراق، وقد سبق لرئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني وقبله مصطفى الكاظمي، أكد على وجود استشاري وفني للقوات الأميركية سواء في ما يخص أمور وجوانب التدريب أو من ناحية المساعدة في مكافحة الإرهاب، ومواجهة تنظيم “داعش” وفلوله.

وبالتالي، فإن الوجود الأميركي وبخلاف المزاعم الإيرانية يتم في هذا الإطار التنسيقي مع الحكومة العراقية. فالزيارة السعودية لبغداد، هي مسعى لمنع تفجر الأوضاع في ظل تهديد الميلشيات الولائية باستئناف الهجمات ضد القواعد الأميركية سواء في العراق أو سوريا، مجدداً، الأمر الذي ينذر بتصعيد مع الأجواء المشحونة على خلفية حرب غزة.

وتميل السعودية إلى بناء تفاهمات سياسية أمنية وإقليمية تؤدي إلى ضبط هذه التنظيمات المدعومة من طهران، بحيث لا تتسبب في فوضى واندلاع مزيد من مخاطر التصعيد.

وترى الولايات المتحدة أن وقف إطلاق نار في غزة يمكن أن يساهم في تفادي اشتعال المنطقة في ظل مخاوف من شن إيران وحلفائها في المنطقة، وفي طليعتهم “حزب الله” اللبناني والموالي لطهران، هجوماً على إسرائيل رداً على اغتيال هنية بإيران في ضربة نسبت إلى إسرائيل.

هذا ومنذ شباط/ فبراير الماضي، أي منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تحافظ الحكومة العراقية على هدنة حرجة مع الفصائل المسلّحة الموالية لإيران بشكل غير مباشر، بزعم أنها المسؤولة الحصرية عن مفاوضات انسحاب القوات الأميركية.

“جهود لمنع الحرب”

والثلاثاء الفائت، قال وزير الخارجية العراقي إن بلاده نجحت، دبلوماسياً، في منع رد أميركي محتمل على قصف قاعدة “عين الأسد” التي تستضيف مستشارين تابعين لـ”التحالف الدولي”.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد عراقي بحدوث تغيير في مسار مفاوضات الانسحاب، وإعلان فصيل عراقي استئناف عملياته ضد القوات الأميركية خلال الأيام المقبلة.

جنود عراقيون في قاعدة عين الأسد غرب العراق فبراير الماضي- “أ.ف.ب”

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في تصريحات لقناتي “الحدث/ العربية”، إن “بغداد نجحت في إيقاف واشنطن عن الرد على قصف قاعدة عين الأسد”.

وشدد وزير الخارجية العراقي، الثلاثاء الماضي، على أن بلاده تتحرك داخلياً وخارجياً من أجل منع توسع الصراع في المنطقة.

كما أضاف أن المنطقة برمتها تحت الخطر، لكن الجهود الدولية المكثفة لوقف إطلاق النار في غزة قد تساعد في فرض هدوء نسبي إقليمياً. ولفت إلى أن العراق جزء من تلك المنظومة التي تساعد وتسعى للتهدئة.

كما حذر من أن دفع العراق إلى حالة الحرب خطر، لافتاً إلى أن الحكومة والأحزاب السياسية تفهم هذه المسألة، طبقاً لحديثه مع قناتي “الحدث/ العربية”.

هذا وكانت القاعدة العسكرية العراقية التي تستضيف مستشارين أميركيين، تعرضت إلى قصف بصاروخين، تبنّته مجموعة مجهولة تسمي نفسها “ثوريون”.

أعلنت واشنطن إصابة عدد من الجنود الأميركيين، الموجودين ضمن القاعدة في إطار مهمات التحالف الدولي بالعراق.

واعتقلت القوات الأمنية أشخاصاً قالت إنهم متورطون بإطلاق الصواريخ، بعد أن ضبطت منصة إطلاقها، لكنها خلال أسبوع أعلنت الإفراج عنهم جميعاً لعدم ثبوت مشاركتهم في الهجوم.

وأفادت الخارجية العراقية، الخميس الماضي، أن بغداد قررت تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بسبب التطورات الأخيرة بالمنطقة.

وتزامن قصف قاعدة عين الأسد” مع إعلان “حركة النجباء” العراقية نهاية الهدنة بين الفصائل والقوات الأميركية، طبقاً لمهدي الكعبي القيادي في الحركة.

وإثر تأجيل انسحاب “التحالف الدولي” من العراق، رأت فصائل مسلحة موالية لإيران، استئناف هجماتها بـ”وتيرة أعلى”، وذلك بحجة “فشل الدبلوماسية ومماطلة واشنطن في المفاوضات مع الحكومة العراقية”.

وصرح فصيلان منضويان فيما يعرف بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” أنهما جاهزان لاستئناف العمليات، وإن الهدنة التي رعتها الحكومة العراقية انتهت عملياً”، يوم أمس الأربعاء.

مدرب عسكري من “التحالف الدولي” يصافح جندياً عراقياً في أحد معسكرات التدريب-“أرشيفية – سانت كوم”

كما وقال كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم فصيل “كتائب سيد الشهداء”، في تصريح صحافي، إن “الحكومة لم تبلغ بأن الحوار مع الولايات المتحدة قد توقف لأي سبب كان”.

وشدد الفرطوسي على أن “موقف فصائل المقاومة العراقية واضح ومعلن منذ البداية، بأن إخفاق الجهود الدبلوماسية لإنهاء الوجود الأميركي، سيدفعها إلى عودة عملياتها لتحرير كامل الأراضي”.

فيما صرح المتحدث باسم “الكتائب” بأنهم ينتظرون من الحكومة موقفاً رسمياً بشأن تطور المفاوضات، وتابع: “مع ذلك، نعلم أنهم (الأميركيين) ليسوا جادين في الانسحاب”.

ووسط كل ذلك، أعلن العراق نيته تعزيز العلاقات مع حلف الشمال الأطلسي “الناتو”. وبحث مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أمس الأربعاء، مع سفيرة الحلف في العراق جولييت غوندي جدول أعمال الاجتماع الأول رفيع المستوى المزمع عقده لتطوير العلاقة على المستوى الاستراتيجي وتعزيز الشراكة بين الجانبين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة