بعد أن عرضت العراق الوساطة بين دمشق وأنقرة لاستضافة رئيسي البلدين، عادت بغداد للحديث عن إمكانية استضافة حوار بين المعارضة السورية والحكومة في دمشق، إذ أعلنت عن تلقيها طلبا من أحد أطراف المعارضة لرعاية حوار، في سبيل إيجاد حلّ سياسي للأزمة.

وكشف المستشار السياسي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، سبهان ملا جياد، عن تلقي العراق طلبا رسميا من أحد أطراف المعارضة السورية، لرعاية حوار سوري – سوري في بغداد، من دون إدراج أي مسميات أو دلالات تحدد ماهية هذا الطرف.

طلبات رسمية

المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، قال إن طلبات رسمية وصلت من بعض أطراف المعارضة السورية إلى العراق لكي يرعى الحوار السوري – السوري على أرضه، و “لا نستطيع الإعلان عن الجهة حاليا”، لكنه أشار إلى أفضلية إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا، وحلّ هذا الملف قبل أي ملف آخر.

المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال اجتماعه مع وفد المعارضة السورية في جنيف في آذار/مارس 2016 - أ ف ب
المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال اجتماعه مع وفد المعارضة السورية في جنيف في آذار/مارس 2016 – أ ف ب

الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد، تأتمن العراق أكثر من غيره، ولا تحذر من التعامل معه سياسيا، وسترحّب برعاية العراق لهذا الحوار، وفق ملا جياد، الذي أشار أيضا إلى استعداد بغداد لرعاية هذه الوساطة وضمان جميع الأطراف، إذ إن علاقتها جيدة بكل الدول المجاورة.

وأضاف أن العراق قريبٌ على تركيا وإيران حالياً، والمعارضة السورية بعضها قريب من الجانب العربي وخاصة الخليجي، وآخر قريب من تركيا، والعراق علاقاته اليوم جيدة وتسمح أن يرعى هكذا حوار.

ملا جياد أكد أن العراق مؤهل للدخول بوساطات، لأن علاقاته طيبة مع سوريا وتركيا وإيران والدول العربية عموما، وهو مستعد لأن يكون ضامنا للأطراف إذا وافقت على ذلك.

المواقف الدولية

المسؤول العراقي استبعد أن يتعرض العراق لرفض أميركي أو روسي، إذا مضى بالوساطة ورعاية الحوار السوري – السوري، لكنه لفت إلى إمكانية تعطيل الحوارات بشكل غير مباشر، ومن المستبعد أن يعلنا رفضا علنيا، بل سيحاولان تأجيل كل شيء إلى ما بعد الإدارة الأميركية الجديدة.

جو بايدن وفلاديمير بوتين قبل لقائهما بجنيف في 16 حزيران/يونيو 2021 - أ ف ب
جو بايدن وفلاديمير بوتين قبل لقائهما بجنيف في 16 حزيران/يونيو 2021 – أ ف ب

لكن موسكو لم تقبل عرض العراق باستضافة اجتماع بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خضم الحديث عن تطبيع العلاقات، إذ قالت تسريبات لموقع “ميدل إيست آي” إن روسيا عارضت هذه الفكرة.

الموقف الإيراني لن يكون سبباً في عرقلة أو تعطيل هكذا حوارات، “فالنظام السوري مطلوب منه اليوم حلّ سياسي، إذ أن الجامعة العربية أعادت سوريا لصفوفها وأبلغتها بأن خطوتنا مقابل خطوة منكم، وتريد الجامعة من سوريا اليوم تنفيذ الاتفاق الذي يفيد بأن خطوتنا اتجاهكم وإعادتكم إلى الجامعة ينبغي أن تقابل بخطوة مماثلة باتجاه الحلول السياسية في سوريا“، وفق حديث ملا جياد لشبكة “964” العراقية.

وأشار إلى أن الحكومة السورية لم تتخذ إلى الآن الخطوة المقابلة، وعليها المُضي بالحلول السياسية للوضع الداخلي، إذ أن هذه الحلول تتطلب الانفتاح على المعارضة السورية والحوار معها من أجل الوصول إلى المرحلة الثانية مع الجامعة العربية.

الإعلان العراقي يأتي في وقت يجري فيه التحضير عن لقاء سوري تركي بتنسيق روسي، على أمل المُضي قدما لتطبيع العلاقات بين البلدين بعد أكثر من عقد من القطيعة، وهذا سيغير من الحسابات السياسية بالنسبة لسوريا، ولن يكون من أولوياتها في المستقبل القريب، الاجتماع مع المعارضة، خاصة في ظل وجود مسار “أستانا”، الذي يضم روسيا وإيران وتركيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات