بعد الحديث عن أوامر تركية بحل فصيل “لواء صقور الشمال”، تشهد مناطقٌ في الشمال السوري توترا أمنيا وعسكريا، بين اللواء الذي يقوده “حسن خيرية” والقوات التركية في المنطقة.
القرار التركي، وفق مصادر محلية، جاء بعد رفض الفصيل العسكري الموالي لتركيا فتح معبر “أبو الزندين”، الذي يصل بين مناطق حكومة دمشق والمعارضة في ريف حلب، شمال سوريا، إضافة إلى رفض المصالحة مع القوات الحكومية. وهو ما يبدو أنه تمهيد لمرحلة سياسية جديدة بين أنقرة ودمشق.
اعتراض على التطبيع
فصائل سورية موالية لأنقرة أبدت اعتراضا على المسار الجاري لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، وما ستؤول إليه أوضاعهم بعد عودة العلاقات، ناهيك عن مشاركة فصائل، بينهم “صقور الشمال” في الاحتجاجات المناهضة لفتح معبر “أبو الزندين”، بينما يؤكد القرار أن الفصائل المعارضة هي رهن للمصالح التركية.
تحاول أنقرة فتح المعبر قبل اللقاء الأول مع دمشق، إذ يُعتبر فتح “أبو الزندين” مصلحة تركية وورقة بيد تركيا في مسار التطبيع، لذلك تحرص على فتحه قبل نهاية الشهر الحالي، بينما تعمل موسكو على التحضير للقاء.
إضافة لذلك، فإن فتح المعبر جاء بطلب روسي بهدف تحسين شروط التفاوض خلال اللقاء الموعود، وإبداء حسن نيّة تجاه دمشق للمُضي في ملف التقارب، للدخول في مفاوضات تفضي إلى حلحلة المواضيع الخلافية، وصولاً إلى إعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها، وفق ما ذكرت صحيفة “الوطن” المحلية، في وقت سابق.
يأتي ذلك في حين نفى قيادي في “الجيش الوطني”، رفض الكشف عن هويته، وجود نيّة لحل أي فصيل، “إنما الاندماج في تشكيلات أكبر لترتيب المشهد العسكري”، مشيراً إلى الطلب من فصائل عدة، الاندماج في تشكيلات عسكرية أكبر بمناطق انتشارها، في مشهد يدل على أن أنقرة تتجه لمرحلة جديدة في الشمال السوري، إن صح ذلك.
رفض لقرار أنقرة
القرار التركي بحلّ “لواء صقور الشمال”، أثار حالة من الغليان في الشمال السوري، حيث رفض قائد المجلس العسكري في قبيبة الموالي بإدلب الحل، ودعا إلى استنفار كامل للوقوف في وجه القرار وضد أي دولة تساند حل الفصيل، مؤكدا على قبولهم بإجراء الإصلاحات ومحاربة الفاسدين ضمن الفصيل دون حله.
كما رفض كل من مجلس قبيلة بني خالد في الشمال السوري والمجلس الأعلى لقبيلة النعيم القرار التركي، ووجّهوا نداءً إلى جميع الفصائل وأبناء العشائر للوقوف صفاً واحداً إلى جانب الفصيل وضد القرارات التي تُحاك ضده، وعلى رأسها فتح المعابر مع الحكومة السورية.
ونظّم “المجلس الثوري العام في محافظة إدلب” مظاهرة احتجاجية ضد ما وصفه بالقرار الجائر بحق “لواء صقور الشمال”.
بالتزامن مع ذلك، توجهت أرتال ضخمة تابعة لـ “لواء صقور الشمال” من عفرين باتجاه النبي هوري وشيخ روس وعبودان بريف حلب، لرفع الجاهزية القتالية، وفق ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
القرار التركي هو بمثابة إنذار للفصائل الأخرى أيضا في حال التمرّد، إذ استبقت أنقرة الأحداث بهذا الفعل بهدف ضمان عدم حصول أي رفض مستقبلي من الفصائل الموالية لها لأي قرار تصدره بما يتعلق مع العلاقات مع دمشق وربما إجراء مصالحة أو أي خيارات أخرى تُطرح على طاولة المفاوضات مع دمشق بخصوص مصير هذه الفصائل.
- زيارة مفاجئة للأسد إلى موسكو.. ما علاقة “ردع العدوان” وتحذيرات نتنياهو؟
- تخوفات الصين تتضاعف بعد مناورات عسكرية لتايوان وتوقف رئيسها بأميركا
- المعارضة تسيطر على 32 قرية وموقعا استراتيجيا في حلب.. ما الدور الذي تلعبه أنقرة؟
- بري يدعو لانتخاب رئيس الجمهورية.. وإسرائيل تتهم “حزب الله” بخرق الهدنة
- باسم ياخور في جريمة قتل غامضة: ما القصة؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.