تستمر أنقرة وموسكو بالتنسيق حول عمل الطرفين في سوريا، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في محافظة إدلب والتصعيد الروسي، في ظل استمرار “هيئة تحرير الشام” التحضير لمعركة ضد الجيش السوري.  

حيث اجتمع وفدٌ من المخابرات التركية مع وفد ضباط من المخابرات والشرطة العسكرية الروسية قرب مدينة سراقب، أمس الثلاثاء.  

التصعيد الروسي  

الوفدان الأمنيان، الروسي والتركي، اجتمعا في القاعدة الروسية المعروفة بـ “المنشرة” على طريق “M4″، قرب قرية ترنبة، 2 كم غرب مدينة سراقب بريف إدلب. 

دورية روسية تركية مشتركة في سوريا - انترنت
دورية روسية تركية مشتركة في سوريا – انترنت

الاجتماع، وفق ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، يأتي استمرارا للاجتماعات السابقة، التي أجراها وفودٌ روسية وتركية، لمناقشة التطورات في سوريا، إذ ناقش الوفدان، أمس الثلاثاء، التصعيد الروسي الأخير على إدلب. 

هذا الاجتماع، يأتي في ظل التحشيد العسكري على جبهات إدلب وحلب واللاذقية والحديث عن معركة مرتقبة، إضافة إلى التصعيد الإسرائيلي على لبنان، وتكثيف استهداف الأراضي السورية.  

وبالتوازي مع الاجتماع أجرت المخابرات التركية في منطقة “بوتين-أردوغان”، جولات على النقاط العسكرية المنتشرة في المنطقة. 

التطبيع بين دمشق وأنقرة 

إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا، لم تغب عن طاولة الاجتماعات، حيث ناقش الوفدان خطوات سير إعادة العلاقات بين البلدين الجارين بوساطة روسية، وفق “المرصد السوري”. 
إذ لم ترد دمشق على دعوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لعقد لقاء مع نظيره السوري بشار الأسد، في حين أن سوريا تتمسك بمطالبها، بالانسحاب التركي من الأراضي السورية، لكنها لم تضعه شرطاً للقاء.  

بعد دعوة أردوغان الأخيرة في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، حاول الرئيس التركي في 12 تشرين أول/أكتوبر الحالي، لفت انتباه دمشق لاحتمالية توسع نطاق الحرب الإسرائيلية على لبنان، إذ أظهر غيرة على وحدة الأراضي السورية بعد الاستهداف الإسرائيلي  لدمشق، لكن دمشق حافظت على هدوئها وتجاهلت ذلك.  

إضافة إلى ذلك، فإن الطرق الدولية تمثّل محورا رئيسيا في اجتماعات وفدي، موسكو وأنقرة عادة، حيث تمثل الطرق الدولية محاور صراع وتفاوض بين القوى المختلفة، وتظل السيطرة عليها هدفًا استراتيجيًا لكل الأطراف. 
طريق “M4” يمتد من اللاذقية إلى الحسكة مرورا بحلب والرقة، مما يجعله شريانًا حيويًا للتجارة، بينما يربط طريق “M5” بين دمشق وحلب عبر حمص وحماة، ويُعتبر من أهم الطرق التجارية والصناعية في سوريا. 


في 27 آب/أغسطس الماضي، انعقد اجتماع ثلاثي بين الوفود التركية والروسية والإيرانية في مدينة سراقب لمناقشة فتح الطرق السريعة وتأمينها، إضافة إلى محاولات إقناع السكان المحليين بفتح المعابر التجارية بين مناطق سيطرة الحكومة السورية والمعارضة، رغم رفض السكان لفتح معبر “أبو الزندين”. 


بينما اجتمع مسؤولون أتراك وروس في نقطة روسية في بلدة ترنبة في الـ 20 آب/أغسطس الفائت، حيث تمت مناقشة فتح معبر على طريق “M4” والاستعدادات اللازمة لذلك. 


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات