بعد التصعيد الإسرائيلي على لبنان واستهداف المعابر الحدودية مع سوريا، باتت الأردن وجهة رئيسية للسوريين واللبنانيين للسفر عبر مطار الملكة علياء الدولي، بعد تعثر الوصول السلس إلى مطار بيروت.  

حيث يشهد معبر نصيب – جابر مع الأردن حركة عبور نشطة، ما لفت انتباه البلدين، سوريا والأردن، لتحسين الإجراءات المتّخذة لتسهيل عبور المسافرين.  

10 آلاف مسافر لبناني   

مطار الملكة علياء الدولي في عمّان، أصبح بديلا عن مطار رفيق الحريري ببيروت، بعد أن أوقفت شركات طيران رحلاتها إلى لبنان، بعد التصعيد الإسرائيلي واستهداف محيط المطار عدة مرات.  

أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء السير على الأنقاض، بعد غارة إسرائيلية، أثناء فرارهم من لبنان بسبب الأعمال العدائية المستمرة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، عند معبر المصنع الحدودي مع سوريا، في لبنان، 4 أكتوبر 2024 - رويترز
أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء السير على الأنقاض، بعد غارة إسرائيلية، أثناء فرارهم من لبنان بسبب الأعمال العدائية المستمرة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، عند معبر المصنع الحدودي مع سوريا، في لبنان، 4 تشرين أول/أكتوبر 2024 – رويترز

إضافة إلى ذلك، فإن الطريق الدولي دمشق – بيروت أصبح خارج الخدمة بعد استهدافه من قِبل الطائرات الإسرائيلية في الـ 4 تشرين أول/أكتوبر الحالي، بينما تعرّض “معبر جوسيه” للاستهداف، والذي يربط ريف حمص في منطقة القصير مع منطقة البقاع الشمالي اللبناني، قبل أيام.  

وتربط لبنان وسوريا 6 معابر شرعية، أبرزها من حيث الأهمية “معبر المصنع – جديدة يابوس”، الذي يقع بين بلدة المصنع اللبنانية بمحافظة البقاع شرقي البلاد، وبلدة جديدة يابوس، بريف دمشق، إذ يعتبر المنفذ الرئيسي بين البلدين.  

حركة عبور المسافرين من “معبر نصيب” إلى الأراضي الأردنية تزداد يوما بعد يوم، وسط المخاوف من توسّع نطاق الحرب إلى الأراضي السورية، مما دفع اللاجئين اللبنانيين إلى مغادرة سوريا أيضا، بحثا عن بلد أكثر استقرارا.  

إضافة إلى ذلك، فإن السوريين المغادرين أصبحت الأردن وجهتهم الرئيسية، للسفر إلى دول الخليج وأوروبا، بعد أن كان عدد منهم يقصد لبنان، مما دفع دمشق وعمان للتوجّه إلى “نصيب – جابر”، لتذليل العقبات.  

اهتمام سوري أردني  

وفد حكومي سوري، تفقّد، أمس الأحد، “معبر نصيب” في محافظة درعا، جنوب البلاد، للاطلاع على واقع العمل، وحركة المسافرين والبضائع و”الترانزيت”، والتسهيلات المقدمة في المعبر. إذ جاء ذلك بعد زيارة قام بها وزير الداخلية الأردني إلى “معبر جابر”، الجانب الأردني من الحدود، للغرض نفسه.  

الوفد الوزاري السوري في معبر نصيب الحدودي مع الأردن 27 تشرين أول أكتوبر 2024 - انترنت
الوفد الوزاري السوري في معبر نصيب الحدودي مع الأردن 27 تشرين أول/أكتوبر 2024 – انترنت

الوفد السوري، المكون من 4 وزراء، الداخلية، والنقل، والإدارة المحلية، والمالية، ناقش مع المعنيين في المعبر صعوبات العمل وسبل تحسين الخدمات في مجال حركة المسافرين بالقدوم والمغادرة، وحركة البضائع و”الترانزيت”، بحسب ما ذكرت صحيفة “الوطن” المحلية.  

وزير الداخلية السوري، محمد الرحمون، قال في تصريح صحفي، إن هذه الجولة تأتي ضمن خطة عمل الحكومة وتوجيهات رئيس مجلس الوزراء الدكتور محمد غازي الجلالي لمتابعة تسهيل الخدمات على المعابر الحدودية، وسبل تحسين الخدمات ومعالجة المشكلات إن وجدت.  

التصعيد الإسرائيلي على لبنان، فرض متغيرات جديدة، إذ أصبح “معبر نصيب الحدودي”، الأهم بالنسبة لسوريا، بالنسبة للواردات، ناهيك عن أنه البوابة السورية إلى الأردن ودول الخليج.  

الزيارة الرسمية للوفد الوزاري السوري، سبقها اتصال هاتفي بين وزيري الداخلية السوري محمد الرحمون، والأردني مازن فراية، إذ اتفقا خلاله على تسهيل حركة المسافرين السوريين الآتين من دول مختلفة عبر الطيران والمتّجهين إلى سوريا عبر “معبر جابر – نصيب”، كما بُحثت إمكانية تمديد العمل ساعتين في المعبر. 

وزار الوزير الأردني “معبر جابر” في الـ 23 من تشرين أول/أكتوبر الحالي، حيث أكد أنه سيتم حل المشاكل، بينما أشار إلى العمل على مخطط شمولي للمعبر ليكون قادرا على استيعاب أعداد أكبر من المسافرين والبضاعة بين البلدين.

الواضح أن هناك توافق في المصالح بين دمشق وعمان، فيما يتعلق بـ “معبر نصيب – جابر” بين البلدين، إضافة إلى الاتفاق على تحييد جنوب سوريا عن الصراع الإسرائيلي – الإيراني، وهذا كان محور الرسالة الأردنية، التي نقلها وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، إلى الرئيس السوري، بشار الأسد مؤخرا. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة