لم تكن إسرائيل تعلن مسؤوليتها عن استهداف مواقع في سوريا، إلا أنها باتت مؤخراً تعلن ذلك بشكل رسمي، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الثلاثاء، أنه استهدف مواقع عسكرية لـ “حزب الله” اللبناني في بريف حمص.

وجاء ذلك بعد أن أعلنت، الاثنين، عن استهداف مناطق جنوب العاصمة دمشق، واختطاف سوريّ متعاون مع إيران.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أعلن، مساء أمس الثلاثاء، أنّ القصف استهدف مدينة القصير، القريبة من الحدود السورية اللبنانية، إذ تبعد نحو 15 كيلو مترا فقط.

مستودعات أسلحة

خلال أقلّ من أسبوع، استهدفت إسرائيل مدينة القصير للمرة الثانية، إذ قصفت في الـ 31 تشرين أول/أكتوبر الماضي، المنطقة الصناعية، وجسر الدف، وسوق الهال في المدينة، بينما عاودت استهداف نفس المنطقة، أمس الثلاثاء. حيث دوت 7 انفجارات عنيفة.

غارة إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص الجنوبي بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، 5 تشرين الثاني نوفمبر 2024 (إكس)
غارة إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص الجنوبي بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 -(إكس)

بحسب بيانٍ نشره أدرعي عبر منصة “إكس“، فقد تم استهداف مستودعاتِ أسلحةٍ تستخدمها وحدة التسلح التابعة لـ “حزب الله” في سوريا.

وأضاف أن المقاتلات الحربية الإسرائيلية، بتوجيه من هيئة الاستخبارات، أغارت على مستودعات أسلحة تستخدمها وحدة التسلح التابعة لـ “حزب الله” في منطقة القصير في سوريا.

وادّعى المتحدِّث الإسرائيلي، أن “الـحزب” أنشأ بنيةً تحتية لوجستية لنقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان عبر المعابر الحدودية بين البلدين.

الغارات الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 3 آخرين، وفق ما نقلت صحيفة “الوطن” المحليّة عن مصدر مطلع، بينما أشار رئيس مجلس مدينة القصير، رامز سعدية، إلى أن أضراراً مادية لحقت في المدينة الصناعية.

بعد الغارات الإسرائيلية، تصدت الدفاعات الجوية السورية لطائرة مسيّرة شرق الفرقلس بريف حمص الشرقي، حيث تمكنت من إسقاطها، لكن لم تذكر مصدرها، وفق “الوطن“.

تطور لافت

مؤخراً، باتت إسرائيل تعلن عن عملياتها العسكرية في الأراضي السورية، وهو ما يثير تساؤلات عديدة، تتعلق بتغيير استراتيجيتها في تبني العمليات، بينما تتهم دمشق بالتعاون مع “حزب الله” وتعريض حياة المدنيين للخطر.

من محيط موقع الغارة على منطقة السيدة زينب
من محيط موقع الغارة على منطقة السيدة زينب 4 تشرين ثاني/نوفمبر 2024 – انترنت

إذ قال أدرعي، إن “حزب الله بدعم من النظام السوري يعرّض سلامة المدنيين للخطر من خلال إنشاء بنيته التحتية في المناطق المدنية”، وهذه العبارة تكررت في إعلان استهداف منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، مساء الاثنين.

إسرائيل أعلنت عدم قبولَ وجود عسكريّ إيراني في سوريا، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قبل إقالته، لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن هناك حاجة إلى وقت نقل الأسلحة من إيران عبر سوريا والعراق إلى لبنان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إقالة غالانت، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيراً جديداً للدفاع، كما عيّن غدعون ساعر وزيراً جديدا للخارجية. بينما نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مقربين من نتنياهو قولهم، إن رئيس الحكومة ينوي كذلك إقالة رئيس أركان الجيش ورئيس الشاباك.

130 معبراً بين سوريا ولبنان

مركز الأبحاث الإسرائيلي “ألما”، قال إن هناك ضرورة أن تستمرَّ تل أبيب في العمل على تعطيل ممر الأسلحة الإيراني عبر سوريا، مع التركيز على الطرق المؤدية إلى لبنان براً وبحراً وجواً، وهو ما يستلزم قطع “أنابيب الأوكسيجين” عن “حزب الله”.

أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء السير على الأنقاض، بعد غارة إسرائيلية، أثناء فرارهم من لبنان بسبب الأعمال العدائية المستمرة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، عند معبر المصنع الحدودي مع سوريا، في لبنان، 4 أكتوبر 2024 - رويترز
أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء السير على الأنقاض، بعد غارة إسرائيلية، أثناء فرارهم من لبنان بسبب الأعمال العدائية المستمرة بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية، عند معبر المصنع الحدودي مع سوريا، في لبنان، 4 تشرين أول/أكتوبر 2024 – رويترز

المركز قال في تقرير، إنّ أي اتفاقٍ سياسي لإنهاء القتال في الساحة الشمالية، يجب أن يتضمن “نظاماً للإشراف الدولي الفعال على المعابر الرسمية بين سوريا ولبنان.

وأضاف أن هذه الرقابة لا يمكن تنفيذها على عشرات المعابر غير الرسمية، لذلك لابد أن يعطي الاتفاق، إسرائيل الإذن بالتحرك ضد أنشطة التهريب والمسؤولين عنها.

واعتبر أن فعالية جهود مكافحة التهريب، ستنعكس على عملية “تجفيف” ترسانات “حزب الله”، مشيراً إلى أن المعابر الشمالية الثلاثة الرسمية لديها أيضاً “إمكانات عالية” لنشاط مماثل.

الواضح أن هناك استراتيجية عسكرية جديدة باتت تتبعها تل أبيب في التعامل مع استهداف مواقع لـ “حزب الله” في سوريا، إذ يشير ذلك إلى أنها بدأت ربّما بمرحلةٍ جديدة لإنهاء تواجد “الحزب” والميليشيات الإيرانية في الأراضي السورية، بينما لا يستبعد جرّ سوريا إلى حربٍ محدودة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات