شهدت محافظة دير الزور، شرقي سوريا، أحداثا متتابعة في الآونة الأخيرة، تمسّ الميليشيات الإيرانية، حيث باتت تلك المجموعات في مرمى نيران العشائر، بعد أحداث البوكمال قبل أيام، بينما استهدف التحالف الدولي مواقع لتلك الميليشيات.  

ما حدث في البوكمال، كشف عن الحاضنة الاجتماعية الهشّة، التي حاولت إيران، خلال سنوات، على التغلغل فيها وتثبيت نفسها، عبر طرق مختلفة، بدءا من التعليم، وصولا إلى الإغراءات المالية والتجنيد.  

ضربات جوية

القيادة المركزية الأميركية CENTCOM“”، أعلنت، صباح اليوم الثلاثاء، عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت 9 مواقع مرتبطة بجماعات مدعومة من إيران في سوريا، ردّاً على تصاعد الهجمات ضد القوات الأميركية.

A general view of the eastern Syrian city of Deir Ezzor on September 20, 2017 as Syrian government forces continue to press forward with Russian air cover in the offensive against Islamic State group jihadists across the province. Two separate offensives are under way against the jihadists in the area -- one by the US-backed Syrian Democratic Forces, the other by Russian-backed government forces. The Syrian army now controls around 70 percent of the city and is battling to oust IS from the remainder, according to the Britain-based Observatory. (Photo by LOUAI BESHARA / AFP)
منظر عام لمدينة دير الزور شرقي سوريا 20 أيلول/سبتمبر 2017 – وكالة فرانس برس

هذه الضربات وقعت، أمس الاثنين، في موقعَين مختلفين وشملت أهدافاً تابعة لجماعات مسلحة موالية لإيران، وتهدف إلى تقليل قدرتهم على التخطيط وشنّ هجمات مستقبلية ضد القوات الأميركية وقوات التحالف الموجودة في المنطقة، وفق بيان للقيادة الأميركية. 

قائد القيادة المركزية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، قال في تصريحه حول هذه التطورات: “رسالتنا واضحة، الهجمات ضد القوات الأميركية وشركائنا في التحالف بالمنطقة لن يتم التسامح معها”. وأضاف: “سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية أفرادنا وشركائنا في التحالف والرد على الهجمات”. 

وتأتي هذه الضربات في أعقاب سلسلة من الهجمات، التي استهدفت القوات الأميركية في سوريا خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما استدعى ردّاً من قبل القوات الأميركية لضمان حماية قواتها وتقليص الخطر الذي تشكله هذه الجماعات المدعومة من إيران، وفق القيادة المركزية.

الضربات الجوية جاءت بعد ساعتين من إنهاء “الحرس الثوري الإيراني” والفصائل الموالية له مناورات عسكرية أجراها، أمس الإثنين، في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي. 

البوكمال

أحداث مدينة البوكمال، التي بدأت في الـ 7 من تشرين ثاني/نوفمبر الحالي، لم تنتهِ بعد، حيث شهدت منطقة السيال في ريف مدينة البوكمال، اليوم الثلاثاء، استنفاراً أمنيا لأبناء عشيرة البومريح، وسط استعدادات للهجوم على الميليشيات الإيرانية.

مقر لميليشيات إيران في دير الزور - انترنت
مقر لميليشيات إيران في دير الزور – انترنت

ويأتي ذلك بعد اعتقال شابين من أبناء العشيرة من قبل عناصر “الفوج 47” وإهانتهما، أثناء التوترات التي جرت بين عشيرة المشاهدة الذين ينتمون للميليشيات الإيرانية وعشيرة الحسون قبل عدة أيام. 

هذه الأحداث كشفت هشاشة الحاضنة الشعبية للميليشيات الإيرانية في دير الزور، حيث عملت، منذ السيطرة على دير الزور في عام 2017، على التغلغل بأشكال مختلفة في المجتمع، عبر التعليم والنشاطات الترفيهية، إضافة لتأمين فرص عمل في المشاريع التعليمية والصناعية وغيرها، ناهيك عن حملات التجنيد في صفوفها.

إذ شاركت معظم العشائر، إلى جانب عشيرة الحسون، في الاشتباكات ضد “الفوج 47″، التابع للميليشيات الإيرانية في المنطقة، قبل التوصل لاتفاق يقضي بتسليم كافة العناصر المتورطين في استهداف منزل وسيارة الشيخ أيمن الدحام الدندل، ومنع نصب أي حاجز عسكري من قبل جميع الأطراف باستثناء السلطات السورية، على أن يعاقب أي طرف يقوم بنصب حاجز.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات