تصريف المئة دولار على الحدود السورية، فجّرت غضب الممثل أيمن زيدان، حيث أثارت تصريحاته جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن هاجم الحكومة السورية بشكل لاذع، واتهمها بـ”التنكيل” بالمواطنين.

في الآونة الأخيرة، تصاعدت حدة انتقادات زيدان للحكومة السورية، ووصل الأمر إلى حد فتح النار عليها بشكل مباشر. وكان آخر ما ذكره زيدان في هذا الصدد هو ما جاء في منشوراته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، والتي قال فيها: “أنا مواطن أم رهينة؟”.

هذه التساؤلات التي طرحها زيدان ليست جديدة، بل هي تساؤلات طرحها الكثير من السوريين منذ صدور القرار منذ ثلاث سنوات. ولكن طرح هذه التساؤلات من قبل أحد أشهر الممثلين السوريين يعطيها أهمية خاصة، ويجعلها أكثر إلحاحا.

انتقاد بعد 3 سنوات من صدور القرار

أيمن زيدان، الممثل السوري الشهير، وواحد من أبرز النجوم الذين ظهروا على الساحة الفنية السورية منذ بداية التسعينيات، فتح النار على الحكومة السورية في منشورين متتاليين على صفحته على “فيسبوك”. في المنشور الأول، قال زيدان إنه اضطر لتصريف 100 دولار من عملة “الإمبريالية” ويقصد الدولار الأميركي من أجل أن يتمكن من العودة إلى سوريا. 

أيمن زيدان الحكومة السورية تصريف المئة دولار الحدود السورية التنكيل بالمواطنين انتقادات زيدان فتح النار مواطن أم رهينة؟ التساؤلات السوريين القرار الأهمية
أيمن زيدان يفتح النار على الحكومة السورية – إنترنت

منشور زيدان جاء على الصيغة التالية، “شارفت على السبعين من عمري ولم يحدث أن اضطررت لتصريف مئة من عملة الإمبريالية من أجل أن يفتح لي ما يسمى الوطن أبوابه …زمن المفارقات والغرابة … لا تعليق”.

في المنشور الثاني، تساءل زيدان، “هل نحن مواطنون أم رهائن؟”، وهنا أثارت تصريحات زيدان عددا من الأسئلة المهمة حول الوضع في سوريا لدى العديد من المواطنين؛ أبرزها لماذا يضطر المواطنون السوريون إلى تصريف عملة خارجية من أجل دخول بلدهم، وما هي طبيعة العلاقة بين الدولة والمواطنين في سوريا.

يمكن القول إن تصريحات زيدان هي تعبير عن الغضب والاستياء الذي يشعر به الكثير من السوريين تجاه الحكومة. فمنذ صدور القرار في تموز/يوليو 2020، عانى السوريون من تبعاته على المستوى الشخصي والإداري، حيث كان تصريف العملة الأجنبية يخضع لأهواء الجمارك، فضلا عن تأخر الإجراءات بسبب نفاذ العملة السورية داخل المنافذ الحدودية.

الحكومة السورية أصدرت القرار بفرض تصريف 100 دولار إلى الليرة السورية، وفق سعر بنك “سوريا” المركزي عن كل مواطن سوري ومن في حكمه يدخل البلاد عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية، وبررت حينها القرار بحجة “تأمين جزء بسيط من احتياجات البلاد من القطع الأجنبي”.

ليست المرة الأولى

رغم مسيرته الفنية الطويلة والتي قدّم فيها العديد من الأعمال الدرامية المميزة، والتي حققت نجاحا كبيرا على الصعيدين المحلي والدولي، إلا أنها لم تكن المرة الأولى التي ينتقد فيها زيدان الحكومة بشكل مباشر، وهناك العديد من الأسباب التي دفعته إلى طرح هذه التساؤلات. ولكن أهم هذه الأسباب هو ما يتعرض له السوريون.

أيمن زيدان الحكومة السورية تصريف المئة دولار الحدود السورية التنكيل بالمواطنين انتقادات زيدان فتح النار مواطن أم رهينة؟ التساؤلات السوريين القرار الأهمية
أيمن زيدان يجسد معاناة السورية خلال أحد أعماله الدرامية – إنترنت

في عام 2019، توجه أيمن زيدان برسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، منددا بسوء الأوضاع المعيشية التي تمرّ بها العاصمة دمشق هذه الأيام، ومشيرا إلى أنه لم يعد للنصر أي معنى.

تصريحات الممثل السوري جاءت في ظل الظروف التي تمرّ على جميع القاطنين في سوريا، يجد الكثير من المواطنين صعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية، مثل الغذاء والماء والدواء. كما أن الكثيرينَ منهم يضطرون إلى العيش في مخيمات للنازحين، أو في دول أخرى.

كلمات زيدان هي تذكير بأن الوضع في سوريا لا يزال كارثيا، وأن السوريين لا يزالون يكافحون من أجل حقوقهم الأساسية. ولذلك أثارت ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أنها شجاعة، وطالبوا بمزيد من الفنانين السوريين للوقوف ضد الظلم والفساد الذي يعاني منه الشعب السوري.

أما البعض الآخر فقد اعتبروا أن تصريحات زيدان خطيرة، وطالبوا إياه بالاعتذار عن تصريحاته. وعلى الرغم من ردود الفعل المتباينة، إلا أن تصريحات زيدان كشفت عن حجم الظلم والفساد الذي يعاني منه الشعب السوري، وأهمية تضامن الفنانين السوريين مع الشعب في محنته.

انتقاد بطريقة غير مباشرة

خلال السنوات السابقة كانت منصة “فيسبوك” مكانا لتعبير زيدان عن آرائه، خصوصا عن استيائه من الوضع داخل سوريا، من الفساد والمحسوبيات وبطريقة غير مباشرة.

أيمن زيدان الحكومة السورية تصريف المئة دولار الحدود السورية التنكيل بالمواطنين انتقادات زيدان فتح النار مواطن أم رهينة؟ التساؤلات السوريين القرار الأهمية

رسائل مفاجئة وجهها أيمن زيدان مطلع عام 2019، منتقدا فيها الحكومة السورية، وكل القيادات المسؤولة عن انقطاع الكهرباء في البلاد متّهما الجميع بالتقصير والتّعكز على التبريرات، واصفا إيّاهم بمعاملته كغريب وأنهم أسياد البلاد ومالكوها.

في منشوره ذكر “انتصرنا، لكن لا معنى للنصر إن لم تعد لنا أوطاننا التي نعرفها، تباً للصقيع والعتمة. لا أدري إلى أين نسير؟ لماذا لم يعد الوطن كما كان في الحكايا، أعيدوا لنا دمشق كما نعرفُها”.

لم يقف زيدان عند هذا الحد؛ بل زاد “كسوري ربما أحتمل كل الصعاب، لكنني لا أحتمل أن أكون غريباً، لا تجعلونا غرباء، نحن من هذه الأرض التي لا تشكو يوماً. لا تسرقوا كبرياءنا ونحن نلهث خلف تفاصيل الغاز والكهرباء، تذكروا أننا سوريون وسنظل نفخر بسوريتنا”.

أما حين استضافته النجمة السورية أمل عرفة ضمن برنامجها “في أمل”، سألته ما إذا كان هناك أمل، إشارة منها إلى الأوضاع في سوريا والأزمة التي بدأت منذ العام 2011، ابتسم أيمن زيدان، وقال: “ما تحرجيني” ما يعني أنه مخيب ويائس.

أيضا في عام 2014، كتب زيدان في صفحته شاكيا من سوء الوضع في مطار دمشق، “كان من المقرر أن أغادر اليوم صباحا إلى القاهرة على متن الخطوط السورية من مطار دمشق. حجزت بطاقتي وفق الصيغ المتّبعة منذ حوالي أسبوع تقريبا. كان موعد الانطلاق الجمعة الساعة التاسعة والنصف صباحا، وكما هي العادة أتممت كل الإجراءات المطلوبة، لكن فجأة اكتشفت أن الخطوط السورية قد ارتكبت خطأ بسيطا للغاية، لا توجد طائرة متوجهة إلى القاهرة أصلا”.

كل هذه الممارسات التي ترتكبها الحكومة السورية هي انتهاكات لحقوق الإنسان الأساسية وفق ما يُستوحى من تصريحات زيدان العلنية. وهي تجعل السوريين يشعرون بأنهم ليسوا مواطنين، بل هم رهائن في بلدهم، فهل يكون حديث الممثل السوري الأخير سببا في إلغاء قرار المئة دولار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات