منذ التصعيد الإسرائيلي على لبنان في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، شهدت الأراضي السورية تصعيداً في الغارات الإسرائيلية، وسط تجاهل دمشق للاستهداف المتكرر، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حذر، بشكل صريح، الرئيس السوري، بشار الأسد. 

 وجاء ذلك في كلمة متلفزة، مساء أمس الثلاثاء، حينما أعلن نتنياهو عن الموافقة على اتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار، إذ تُعتبر هذه المرة الأولى التي تُطلق فيها تل أبيب تحذيرات مباشرة للأسد. في حين وجهت واشنطن رسالة إلى دمشق، اليوم الأربعاء، لمنع تهريب الأسلحة إلى لبنان عبر سوريا. 

“اللعب بالنار”

خلال كلمة نتنياهو المتلفزة، تطرق إلى الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد أذرع إيران في سوريا والعراق واليمن، وتبع ذلك إطلاق تحذير للأسد من السماح بمرور الأسلحة عبر الأراضي السورية إلى لبنان.

نتنياهو يحذر الأسد من "اللعب بالنار".. وواشنطن توجه رسالة إلى دمشق!
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال إعلان الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024 – انترنت

تحذير نتنياهو جاء في الثلث الأول من كلمته، وهو ما يدل على أن تل أبيب تتابع عن كثب ما يحدث في الأراضي السورية، من عبور للأسلحة والذخائر إلى لبنان، عبر معابر غير شرعية وأنفاق. 

“في سوريا نحن نمنع بشكل منهجي محاولات إيران والجيش السوري نقل الأسلحة والذخائر إلى لبنان، وعلى الأسد أن يفهم جيداً أنه يلعب بالنار”، قال نتنياهو. 

هذا التحذير جاء بعد أن اتّهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الاثنين، مسؤولين سوريين بالمساعدة بجهود عمليات نقل الوسائل القتالية إلى “حزب الله” بطريقتين رئيسيتين.

 الأولى عن طريق تخزين الوسائل القتالية قبل نقلها إلى لبنان في مستودعات تابعة للجيش السوري، إضافة إلى تقديم تسهيلات ملموسة عند المعابر الداخلية السورية، التي تديرها “وحدة الأمن العسكري” السورية.  

منع تهريب الأسلحة

التركيز الإسرائيلي والأميركي، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان، ينصب على منع توريد الأسلحة من إيران إلى “حزب الله” عبر الأراضي السورية، لذلك وجّه نتنياهو كلمة مباشرة للأسد، بعد اتهام مسؤولين سوريين بالمساعدة في ذلك.

آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على حي المزة في دمشق – انترنت

هذا التحذير يحمل لهجة جديدة في التعامل مع تحركات الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” في الأراضي السورية، إذ تعتبر تل أبيب، إلى جانب واشنطن، أن وقف إرسال الأسلحة إلى “الحزب” سيساهم في استقرار المنطقة، بعد تدمير ترسانة “الحزب” العسكرية. 

الضربات الإسرائيلية استهدفت على مدار شهرين، الأراضي السورية بعشرات الغارات الجوية، إذ دمرت المعابر بين سوريا ولبنان، الشرعية وغير الشرعية، ونفق بطول 3.5 كم، يربط الأراضي السورية باللبنانية، بينما اغتالت قادة “حزب الله” في سوريا. 

بالإضافة إلى تل أبيب، فإن واشنطن وجّهت تحذيرات، غير مباشرة، إلى دمشق، لمنع تهريب الأسلحة عبر سوريا إلى “حزب الله” في لبنان. 

“من الناحية النظرية، من الممكن أن يلعب النظام السوري دوراً في منع تهريب الأسلحة عبر الأراضي السورية”، وفق ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر. 

وأضاف ميلر في مؤتمره الصحفي اليومي، أنه “لم نشاهد النظام السوري يلعب هذا الدور حتى الآن، ولكن نعم، من الممكن أن يلعب هذا الدور”.

ورفض ميلر تقديم تفاصيل إضافية حول ما إذا كانت دمشق جزءاً من أي محادثات بهذا الشأن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات