في تطور لافت بسير الأحداث المتسارعة في سوريا، أُعلن، اليوم الجمعة، عن تشكيل “غرفة عمليات عسكرية” في محافظة درعا، جنوبي البلاد، في خطوة تزيد من الضغط على النظام السوري، الذي باتت سيطرته على الأراضي السورية على المحك، في ظل تقدم فصائل المعارضة. 

وجاء ذلك بعد أن سيطرت الفصائل، أمس الخميس، على مدينة حماة، وبدأت التقدم نحو محافظة حمص، حيث وصلت، في وقت سابق من اليوم الجمعة، إلى مشارف المدينة، بحسب مصدر محلي. 

“الوجهة دمشق”

إعلان تشكيل “غرفة عمليات الجنوب”، المكونة من فصائل المعارضة، التي أكدت على بدء المعركة ضد قوات النظام في الجنوب السوري، بالتنسيق مع محافظتي السويداء والقنيطرة، التي تُعتبر على أبواب العاصمة دمشق.

مقاتلون من “هيئة تحرير الشام” يقودون مركبة عسكرية في الراشدين بمحافظة حلب، سوريا، 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. رويترز/محمود حسنو

وقال مصدر في “اللواء الثامن”، في وقت سابق اليوم الجمعة، إن “غرفة عمليات الجنوب” ستضم “اللواء الثامن” واللجنة المركزية وكل المجموعات المحلية في درعا. 

“هناك تنسيق عال المستوى ضمن محافظة درعا ومع المحافظات الأخرى (السويداء والقنيطرة)، وكذلك مع الفصائل في إدارة العمليات في الشمال السوري”، وفق المصدر. 

بيان تشكيل الغرفة، أكد على ضبط حدود الجنوب والمحافظة على أمنه واستقراره، بينما دعا أهالي حوران إلى المحافظة على مؤسسات الدولة وصيانتها من العبث والتخريب، مؤكداً رغبة غرفة العمليات باستمرار المؤسسات المدنية في عملها.

وبدأ البيان بالإشارة إلى أن وجهة فصائل المعارضة في الجنوب ستكون دمشق و”الملتقى ساحة الأمويين”، معتبرا أن سوريا تعيش حالة تحرر وطني شامل، انطلقت شرارة ثورته الأولى من حوران، مهد الثورة. 

السيطرة على نقاط عسكرية 

قبل إعلان تشكيل “غرفة عمليات الجنوب”، سيطر مقاتلون محليون على نقاط وحواجز عسكرية لقوات النظام، في أرياف محافظة درعا، الشمالية والغربية والشرقية، حيث جرى انسحاب لقوات النظام بعد اشتباكات مع عناصره، في حين استُهدفت بعض المناطق بالمدفعية، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم أطفال.

وسيطرت مجموعات محلية على عدد من البلدات في ريف درعا الشرقي، بينها الغارية الشرقية والكرك الشرقي، والمسيفرة والجيزة، وسيطرة العناصر على أسلحة خفيفة وثقيلة، بينما وردت أنباء عن حدوث اشتباكات على أطراف “اللواء 52” في محيط مدينة الحراك، إذ بدأت الفصائل بالعمل على السيطرة عليه. 

في منطقة اللجاة، شمالي درعا، سيطرت مجموعات محلية على كافة الحواجز والمواقع العسكرية، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، وانسحابها من مواقع أخرى، وفق ما ذكر “تجمع أحرار حوران” المحلي، حيث جرى تأمين “انشقاق العديد من العناصر وأسر آخرين”. 

أما في بصرى الشام، معقل “اللواء الثامن”، دخل مسلحون إلى مقر الناحية و”فرع الأمن العسكري” في المدينة من دون إطلاق نار، حيث جرى سحب الأسلحة، والاحتفاظ بالعناصر داخل المدينة.

وأظهر مقطع فيديو، سيطرة فصائل المعارضة على معبر نصيب – جابر الحدودي مع الأردن، حيث جرى ذلك من دون حصول اشتباكات مع عناصر المعبر الموجودين فيه، بينما قرر وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، إغلاق المعبر الحدودي. 

وكان مقاتلون محليون قد هاجموا “فرع الأمن العسكري” في مدينة نوى، بريف درعا الغربي، بوقت سابق، اليوم الجمعة، حيث اقتحموا مبنى قيادة منطقة نوى واعتقلوا جميع العناصر، بينما شهد حاجز “المخابرات الجوية” في قرية الجبيلية، اشتباكات تخللها قصف مدفعي لقوات النظام، مصدره “اللواء61″.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات