أكدت شخصية عشائرية مهمة في شمال شرق سوريا لـ”الحل نت”، بأنه يتم التباحث لأجل العمل على تشكيل وفد وازن من الشخصيات العشائرية البارزة في مناطق “الإدارة الذاتية” للتوجه إلى العاصمة السورية واللقاء بالقيادة الجديدة في دمشق، كما أكد المصدر أن بعض العشائر تفكر في إيجاد صيغة متوازنة بين دمشق وشمال وشرق سوريا حقناً للدماء، وتجنيب مناطقهم، ويلات الحرب والصراع.

وقال المصدر، إن المرحلة تتطلب كثيراً من الحكمة، وأن المصالحة ستعزز موقع القيادة الجديدة في دمشق، وستثبت أنها قيادة مسؤولة، كذلك فإن “قسد” ستصبح لديها قدرة أكثر على الانخراط في الشأن الوطني العام اذا تمت المصالحة، وهذا سيجعل سوريا أكثر قوةً.

قوة الاعتدال

وفي معرض حديثه لـ”الحل نت”، أكد المصدر بأن العشائر لديها علاقات قوية مع “قسد” ودمشق أصبح فيها واقع جديد تجب مراعاته وأخذه بجدية، وأن أبناء العشائر موجودون في كلا الطرفين، وأنهم في الوقت الذي يباركون إسقاط نظام بشار على يد القيادة الجديدة في دمشق، فإنهم لن ينسوا كذلك أن “قسد” حمتهم من بطش نظام بشار الأسد خلال السنوات الماضية.

بعض العشائر العربية بحسب المصدر، نجحت في لعب دور في عملية سلام ومصالحة بين دمشق و”قسد” ومنع الفتنة، وهذا سيعزز دور العشائر في مستقبل سوريا كقوة معتدلة وسيجعلها تكسب ثقة جميع الأطراف.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن العشائر دفعت في السنوات الماضية ثمناً كبيراً للصراعات نتيجة انخراط أبناء العشائر مع طرف ضد آخر وأن ما بعد سقوط بشار الأسد ونظامه يجب على العشائر أن تركز على تحقيق الصلح والسلام بدل الانخراط في مزيد من الحروب التي تجعل من أبنائهم وقوداً لحروب لا تخدم سوريا والاستقرار فيها.

تقريب وجهات النظر 

قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، قال أمس الثلاثاء، إن المناطق التي توجهت إليها “قسد” في دير الزور، كانت بدافع محاربة تنظيم “داعش”، مشيراً إلى أن المشاكل التي تحصل في الرقة يجب أن تُحل عن طريق الحوار.

عبدي، في لقاء عبر قناة “الحدث”، أكد استعدادهم للتواصل مع السلطة الجديدة في العاصمة السورية دمشق، مضيفاً: “نحاول أن نتشارك مع القوى الجديدة بالعملية السياسية”. 

وصرح عبدي، أن “علاقتنا المباشرة ستكون مع الحكومة المركزية في دمشق، لم يكن لدينا علاقات أو توافق مع نظام الأسد، كنا أكثر القوى التي تصـادمت مع الأسد”.

وأضاف عبدي، “نتواصل عبر الأميركيين مع الأتراك والهدف خفض التصعيد، كما نتواصل مع هيئة تحرير الشام عبر أصدقائنا الأميركيين، والقوى الدولية التي كانت تتواجد في سوريا تغيرت”. وبيّن أن سوريا تعيش وضعاً جديداً والتطورات “لم نكن نتوقعها”، مشيرا إلى أنه يجب تمثيل كافة المناطق والمكونات في سوريا من خلال الحوار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات