بعد أيام من الإطاحة برئيس النظام السابق، بشار الأسد، كشف مسؤولون على إطلاع مباشر على سير الأحداث في دمشق، تحديداً قبل فراره من العاصمة، تمهيداً لخروجه من سوريا إلى روسيا.

وكشفت وكالة “رويترز” أن الرئيس المخلوع، بشار الأسد، أعد خطة سرية للفرار من سوريا عندما كانت سلطته تنهار، دون إطلاع غالبية مساعديه ومسؤولي حكومته وحتى أقربائه على الأمر. إذ أفاد أكثر من 10 أشخاص على دراية بالأحداث، أن الأسد لجأ إلى “الخداع والتكتم لتأمين خروجه”.

الاجتماع الأخير بدمشق

قبل ساعات من مغادرته سوريا، اجتمع الأسد مع نحو 30 من قادة الجيش والأمن في وزارة الدفاع يوم السبت الماضي، وأكد لهم أن الدعم العسكري الروسي في طريقه، داعياً القوات البرية إلى الصمود، وفق “رويترز”.

إحراق صورة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد السيطرة على مدينة درعا 6 كانون أول/ديسمبر 2024 – انترنت

بحسب مصدر حضر الاجتماع، لم تكن هناك أي إشارة إلى خططه للفرار، لم يكن الموظفون المدنيون على علم بشيء أيضاً.

غادر الأسد مكتبه مساء السبت متوجهاً إلى المطار بدلاً من منزله، حيث أبلغ مدير مكتبه بأنه سينهي يومه في المنزل، وفقاً لمساعد من دائرة الأسد المقربة.

وأضاف المصدر أن الأسد طلب من مستشارته الإعلامية بثينة شعبان الحضور إلى منزله لكتابة خطاب له، لكنها عندما وصلت، لم تجد أحداً.

بحسب مصدر سوري، تحدث لـ “الحل نت”، فإن الأسد هرب من سوريا، دون إخبار أخيه، ماهر الأسد، الذي سارع إلى الفرار للعراق، وهو ما دفع زوجة ماهر لوصف الرئيس المخلوع بـ “بائع العائلة”.

وأكد المصدر أن ماهر الأسد، غادر سوريا إلى العراق، مرجحاً انتقاله إلى طهران أو موسكو بعد ذلك، في حين أن رؤساء الأفرع الأمنية و”الأمانة السورية للرئاسة” توجه عدد منهم إلى العراق وعدد آخر إلى لبنان.

وقالت “رويترز” نقلا عن أحد المسؤولين، إن ماهر استقل مروحية إلى العراق ومن ثم إلى روسيا.

بحسب ما أكده مساعد سوري ومسؤول أمني لبناني، تُرك أبناء خال الأسد، إيهاب وإياد مخلوف، دون تنسيق مسبق مع سقوط دمشق في أيدي الثوار.

وأثناء محاولتهما الهرب بسيارة إلى لبنان، تعرضا لكمين من قبل الثوار، مما أسفر عن مقتل إيهاب وإصابة إياد. ولم يصدر تأكيد رسمي حول الحادثة، كما لم تتمكن “رويترز” من التحقق منها بشكل مستقل.

من دمشق إلى حميميم

في الساعات الأولى لسقوط النظام، صباح الأحد، 8 كانون الأول/ديسمبر، غادر الأسد دمشق على متن طائرة خاصة، محلّقاً تحت الرادار بعد تعطيل جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة.

أضرم سكان في حماة النار في لافتة كبيرة تحمل صورة الرئيس المخلوع بشار الأسد معلقة على واجهة مبنى البلدية في 5 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد سيطرة مقاتلين مناهضين للحكومة على المدينة الواقعة في وسط غرب سوريا – فرانس برس

وفقاً لدبلوماسيين إقليميين، جاءت هذه الخطوة لتجنب القبض عليه من قبل فصائل المعارضة، الذين كانوا يقتحمون العاصمة.

هبطت الطائرة في قاعدة حميميم الروسية في مدينة اللاذقية الساحلية، ومنها استقل الأسد طائرة أخرى إلى موسكو، حيث كانت زوجته أسماء وأبناؤهم الثلاثة بانتظاره في العاصمة الروسية.

وحصل الأسد على حق اللجوء في موسكو، حيث لجأ صباح الأحد الماضي، بعد أن أمضى الساعات الأخيرة في سوريا وهو يخطط للهرب بسرية.

المقابلات مع 14 شخصية، من بينهم مساعدين في دائرته الداخلية ودبلوماسيين إقليميين ومسؤولين إيرانيين كبار، ترسم صورة لزعيم اعتمد على الدعم الخارجي والخداع للحفاظ على حكمه الذي دام 24 عاماً.

وطلبت أغلب المصادر، التي تضم مساعدين في الدائرة الداخلية للرئيس السابق ودبلوماسيين إقليميين ومصادر أمنية ومسؤولين إيرانيين كبارا، حجب هوياتهم لمناقشة المسائل الحساسة بحرية، وفق “رويترز”.

وتشير تقارير متعددة إلى أن الأسد وعائلته سيعيشون في موسكو بعيداً عن الأضواء. وبينما يمتلكون ما لا يقل عن 20 شقة فاخرة تُقدر قيمتها بنحو 40 مليون دولار في العاصمة الروسية، يُتوقع أن يعيشوا تحت رقابة مشددة من الأجهزة الأمنية الروسية.

إذ إن اختيار روسيا وجهة نهائية للجوء يحمل أبعاداً سياسية وجيوسياسية، بينما يرى المراقبون أن الأسد اختار موسكو كونها مكاناً أكثر استقراراً وأقل عُرضة للضغوط الدولية، خاصة أن روسيا، بقيادة بوتين، ترفض التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية التي تسعى لمحاكمة الأسد بتهم جرائم حرب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات