ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرة أخرى ليهدد الأكراد في شمال شرقي سوريا. وقال في تصريح جديد إنه “على المسلحين الأكراد في سوريا إلقاء أسلحتهم، وإلا سيُدفنون في الأراضي السورية”.

ويأتي تهديد أردوغان المتكرر وسط اشتباكات مستمرة بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا وقوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 من الشهر الجاري.

تركيا تهدد الأكراد

وبعد سقوط الأسد، أصرت أنقرة مرارا وتكرارا على ضرورة حل “وحدات حماية الشعب”، مؤكدة أن المجموعة ليس لها مكان في مستقبل سوريا. وقد أدى التغيير في القيادة السورية إلى ترك الجماعات الكُردية الرئيسية في البلاد في موقف دفاعي، طبقا لوكالة “رويترز” للأنباء.

مظاهرة في قامشلو/ القامشلي مناطق سيطرة “قسد” تطالب بوحدة سوريا- “أ ف ب”

وقال أردوغان لنواب حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في البرلمان: “إما أن يلقي القتلة الانفصاليون أسلحتهم وإما سيدفنون في الأراضي السورية مع أسلحتهم”، طبقا لـ”رويترز”.

نظر تركيا إلى “وحدات حماية الشعب” الكُردية -المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة – على أنها امتداد لـ “حزب العمال الكُردستاني” (PKK).

وفي مقابلة مع “رويترز” الأسبوع الماضي، اعترف قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بوجود مقاتلي “حزب العمال الكُردستاني” في سوريا لأول مرة، قائلا إنهم ساعدوا في قتال تنظيم “داعش” وسوف يعودون إلى ديارهم إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار الكامل مع تركيا، وهو مطلب أساسي من أنقرة.

كما ووجهت “قسد” نداءات عديدة إلى السلطة الجديدة في دمشق، لتشكيل حكومة تشاركية تجمع كافة المكونات السورية، وهو ما يعني أن “قسد”، بعثت برسائل تطمينية لمختلف القوى الداخلية والإقليمية، منها تركيا، ومفادها انفتاحها على ضرورة البناء السياسي عبر الحوار والتشاركية، فضلا عن تبديد المخاوف المختلفة، مثل الارتباط بـ”حزب العمال الكُردستاني”، ثم القبول حتما بأن تكون القوات الكُردية ضمن الجيش السوري.

وبالتالي بات واضحا تأكيد “قسد” في خطابها السياسي والإعلامي عدم سعيها إلى الانفصال أو تأسيس فيدرالية، إنما الاندماج مع الحكومة في دمشق بعد التفاهم والتشارك على الأسس التي ستنبني عليها سوريا ما بعد بشار الأسد.

لكن تركيا تواصل بث التصريحات العدائية تجاه مناطق شمال وشرق سوريا، وتحريض الإدارة الجديدة في دمشق ضد قوات سوريا الديمقراطية، كما تدفع فصائل “الجيش الوطني” التي تدعمها ضد مناطق “قسد” في ريف حلب. 

اشتباكات متقطعة في منبج

في سياق آخر متصل، شهدت ليلة أمس الثلاثاء هدوءا حذرا في منطقة منبج بين “قسد” والفصائل المدعومة من تركيا، وسط انخفاض في وتيرة الاشتباكات، وفق ما أفاد مراسل “العربية/الحدث”.

وبحسب قناتي “العربية/الحدث”، ارتفع أعداد الجنود الأميركيين في سوريا خلال الأسبوعين الماضيين، حيث دخلت شاحنات محملة بالذخيرة وطائرات الشحن لتوزع لاحقا على مناطق قواعد “التحالف الدولي”.

كما أن هناك تغيرا في طريقة التغير الأميركي في كوباني/ عين العرب، حيث يرجح أن الأميركيين يبحثون عن إقامة قاعدة هناك.

في الأثناء، أعلن المركز الإعلامي لـ”قسد”، اليوم الأربعاء، أنها قتلت 5 من أفراد الفصائل الموالية لتركيا في اشتباكات عنيفة في مدينة منبج بريف حلب.

وأضاف البيان المنشور عبر حسابه منصات التواصل الاجتماعي أنه خلال ساعات مساء أمس وحتى صباح اليوم الأربعاء، جرت اشتباكات بين قوات مجلس منبج العسكري والفصائل الموالية لتركيا بجنوب شرق مدينة منبج، حيث جرى أيضا “الاستيلاء على كمية من الأسلحة والذخيرة” الخاصة بالفصائل.

وأشار البيان إلى أن قوات سوريا الديمقراطية استهدفت بشكل مباشر نقاط وتمركزات عناصر الفصائل الموالية لتركيا في تلك المناطق.

كان مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية أعلن يوم الاثنين الفائت أن قواته بدأت هجوما مضادا على الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في القرى المحيطة بسد تشرين في شمال سوريا.

تصريحات عن سوريا

وأردف أردوغان أن تركيا ستفتح قنصليتها في حلب قريبا، وأنها تتوقع زيادة في حركة المرور على حدودها في صيف العام المقبل مع بدء عودة بعض الملايين من المهاجرين السوريين الذين تستضيفهم.

هذا وعَبَر أكثر من 25 ألف لاجئ سوري الحدود التركية إلى بلدهم خلال الأيام الـ15 الأخيرة، حسبما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، أمس الثلاثاء. 

وقال يرلي كايا لوكالة أنباء “الأناضول” الرسمية: “تجاوز عدد العائدين إلى سوريا في الأيام الـ15 الأخيرة، الـ25 ألف شخص”.

وكانت أرقام سابقة، نشرتها السلطات التركية، قد أشارت إلى عودة 7620 شخصا من تركيا إلى سوريا بين 9 و13 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أي بعد 4 أيام من سقوط حكم بشار الأسد، وفقا لما ذكرته “وكالة الصحافة الفرنسية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات