عقب سقوط نظام الأسد، ووصول المعارضة إلى قيادة دمشق، تغير الحال كليا، فالعزلة الدولية عن سوريا تبدلت نحو انفتاح دولي كبير، وفي الجديد ثمة دعم عربي غير مسبوق، يوازي ذلك داخليا، تحرك جاد من الحكومة السورية الانتقالية لضبط الأمن وفرض القانون، ومحاسبة كل من يحاول العبث بأمن البلاد.

في الشأن الداخلي، أكد وزير الداخلية السوري محمد عبد الرحمن، أن الحفاظ على أمن سوريا واستقرارها هو أولوية لا تقبل المساومة. “من أجل ذلك نؤكد أن أي اعتداء على الأمن العام أو تهاون في حماية مصالح المواطنين لن يمر مرور الكرام”.

دمشق: سنحاسب كل من يهدد أمن سوريا

عبد الرحمن، أضاف في مقابلة مع “العربية” أن “محاسبة المجرمين والمخلّين بالأمن هي مسؤولية وطنية تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، ولن نتوانى عن اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة، مهما كانت مواقعهم أو خلفياتهم”.

وقال وزير الداخلية السوري، إن “العدالة هي الأساس في بناء دولة قوية، وإننا عازمون على محاسبة كل من يهدد أمن سوريا أو يتعدى على حقوق المواطنين. لا مكان للمتهاونين أو المجرمين في سوريا الحرة، وسنظل دائما على عهدنا في حماية أمن الوطن والمواطن”.

وأردف عبد الرحمن، أن “ما حدث في الساحل السوري من اعتداء لفلول النظام المجرم على قواتنا سيجعلنا أكثر إصرارا على المضي قدما باستئصال أذناب النظام، الذين أذاقوا أهلنا الويلات ويسعون اليوم لزعزعة السلم الأهلي”.

وتابع عبد الرحمن: “بذلنا جهدنا للتخفيف من معاناة شعبنا، وقمنا بافتتاح مراكز تسوية تساعد على تسليم السلاح والاستمرار في حياة كريمة لمن أراد والباب لا يزال متاحا، لكن من يأبى فالقانون لن يتركه وقواتنا ستلاحقه على امتداد الأراضي السورية”.

تم العثور على كميات هائلة من حبوب الكبتاغون داخل مقار أمنية ومطارات عسكرية تابعة للنظام السوري السابق – (الأناضول)

في سياق آخر، كشف مصدران أمنيان تابعان لوزارة الداخلية بالحكومة السورية، عن مفاجأة عثرت عليها السلطات الأمنية الجديدة داخل المربع الأمني التابع للنظام السابق بمنطقة كفرسوسة وسط العاصمة دمشق.

وقال أحد المصدرين لوكالة الصحافة الفرنسية “أ ف ب”، إن عناصر الأمن أشعلوا النار في كميات من القنب الهندي وصناديق من عقار الترامادول (المهدئ) ونحو 50 كيسا صغيرا تحتوي على حبوب كبتاغون وردية اللون في باحة المربع الأمني للنظام السابق بدمشق.

وأكد مصدر في إدارة الأمن العام: “عثرت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية الجديدة على مستودع للمواد المخدرة أثناء تمشيط العاصمة دمشق وبالتحديد داخل المربع الأمني في منطقة كفرسوسة”، بينما أكد مصدر آخر، العثور على “ما يقارب أو يفوق المليون حبة قمنا بحرقها على الفور”.

دعم عربي من 4 دول

خارجيا، تلقت وزارة الخارجية السورية اتصالات هاتفية من 4 وزراء عرب، أكدوا فيها على دعم الحكومة الجديدة والاستعداد لتعزيز العلاقات الثنائية مع دمشق، بعد نحو أكثر من أسبوعين على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الكويتي عبد الله علي اليحيا، إذ بارك الوزير الكويتي للشعب السوري انتصاره بعد نضال دام نحو 14 عاما، مؤكدا دعم بلاده للخطوات التي اتخذتها حكومة دمشق الجديدة، وأبدى استعداد الكويت للتعاون بما يخدم مصالح البلدين، ويصب في استقرار سوريا.

كذلك تلقى الشيباني اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية والمغتربين في لبنان عبد الله بو حبيب، أكد فيه وقوف حكومة لبنان مع الحكومة السورية الجديدة، وبارك للشعب السوري انتصاره، واتفق الوزيران على تكثيف الجهود لتعزيز استقرار المنطقة والحفاظ على أمنها.

كذلك قالت الخارجية السورية، إن وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد اللافي نقل في اتصال هاتفي، لوزير خارجية سوريا دعم ليبيا للشعب السوري والحكومة الجديدة، مؤكدا حرص حكومة “الوحدة الوطنية الليبية”، على تعزيز العلاقات الثنائية مع سوريا من خلال تبادل الوفود بين البلدين بهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت فصائل المعارضة السورية بعملية سمّتها “ردع العدوان”، تمكنت من خلالها السيطرة على حلب، تلتها حماة، ثم سيطرت على حمص، والتحقت بها درعا والقنيطرة والسويداء، ليتم أخيرا دخول العاصمة السورية دمشق، فجر 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الأمر الذي أدى إلى فرار الأسد وسقوط النظام. تم كل ذلك في غضون 10 أيام.

وحكمت عائلة الأسد سوريا منذ عام 1971 وانتهى حُكمها بعد نصف قرن من الديكتاتورية. حكم حافظ الأسد لمدة 29 عاما، منذ 1971 وحتى رحيله في عام 2000، وحكم نجله بشار الأسد لمدة 24 عاما، بدءا من عام 2000، وانتهى حكمه بسقوطه في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات