تأتي أنباء تأجيل اجتماع “لجنة الاتصال العربية” بشأن سوريا كفصلٍ جديد في رواية معقّدة. “ما القصة وراء هذا التأجيل؟”، تساؤل يطفو على سطح الأحداث، يحمل في طياته ثقل الظروف ودقة المواقف.

نقلت صحيفة “الوطن” المحلية، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، السابع من أيار/مايو الجاري، خبراً يثير الفضول ويدعو للتأمل. فالجهود الدبلوماسية التي بُذلت بكثافة في الآونة الأخيرة، والتي كانت تهدف إلى جمع شمل الأطراف العربية حول القضية السورية، لم تفلح في تحديد موعد لهذا اللقاء المنشود.

انشغال وزاري

تأجيل اجتماع اللجنة الذي كان من المقرر عقده يوم الأربعاء القادم في العاصمة العراقية بغداد، أُعلن أمس بعد تلقي دعواتٍ للأطراف المعنية بمشاركته، بما في ذلك “جامعة الدول” العربية.

العرب أمام فرصة تاريخية لقيادة عملية السلام الفلسطينية
مناقشات اللجنة الوزارية العربية المعنية بحشد دولي من أجل غزة – إنترنت

وقد جاء هذا التأجيل استجابةً لطلب أحد أعضاء اللجنة، الذي أكد على أهمية مزيدٍ من التشاور حول الموضوع المطروح، وفق ما نقلته “الوطن” عن مصادر لم تسميها هذه المعلومات.

في السياق نفسه، أوردت الصحيفة تصريحات للقائم بأعمال السفارة العراقية في دمشق، ياسين شريف الحجيمي، حيث أوضح أن سبب التأجيل يعود إلى ارتباط الدول المعنية بالتحضير للقمة العربية المقررة في العاصمة البحرينية في 16 من أيار/مايو الحالي. 

وأشار الحجيمي إلى انشغال وزراء الدول المعنية بهذا الملف بشكل رئيسي، مما دفع إلى تأجيل الاجتماع.

وكان السفير البحريني في دمشق، وحيد مبارك سيار، قد قام بتسليم الرئيس السوري بشار الأسد، دعوة لحضور القمة في 26 من آذار/مارس الماضي.

اجتماع وحيد

في الخامس عشر من آب/أغسطس عام 2023، تم عقد أول لقاء لـ “لجنة الاتصال الوزارية العربية”، بمشاركة وزراء الخارجية من مصر والعراق والسعودية والأردن ولبنان ودمشق، وتم عقد هذا الاجتماع في القاهرة بحضور الأمين العام لـ”جامعة الدول” العربية.

“مناكفة بيانات” هل سيغرق الأسد الأردن بالميليشيات الإيرانية؟ (2)
أعضاء اللجنة العربية لسوريا، وزير الخارجية المصري سامح شكري (وسط – يمين)، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (وسط – يسار)، وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (2 – يسار)، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ( من اليسار)، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (2-يمين) ووزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب يجتمعان في القاهرة في 15 أغسطس 2023. (تصوير خالد دسوقي / وكالة فرانس برس)

وفي الثامن من تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام، أشار وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، إلى أن “لجنة الاتصال العربية” بدأت بنشاطٍ وحماس، ولكنه أوضح أن هناك ضغوطاً شديدة على اللجنة لعدم منح أي تنازلات للحكومة السورية. 

وقدّم بوحبيب هذا الرأي استنادًا إلى عبارة “يكفي أنكم أعدتم الحكومة السورية إلى الجامعة العربية”. إلا أن دمشق لها رأي آخر، إذ تعتبر السلطة السياسية في سوريا أن أهم انتصار حققته على مدى عام 2023 بعد انعزال تام منذ عام 2011، هو تسلّم السعودية كانون الأول/ديسمبر 2023، أوراق اعتماد السفير السوري لدى المملكة المعيّن حديثا، أيمن سوسان.

فيما يتعلق بالرئاسة السورية، وعقب اجتماع عّمان التشاوري، شهدت تحوّلا كبيرا في سياق توسيع رحلات الأسد إلى الخارج، حيث شارك في قمة جدة بالمملكة العربية السعودية.

بعد هذه القمة، قام بزيارة رسمية إلى الإمارات، وأيضاً قام بزيارة إلى موسكو حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولاحقًا في زيارة رسمية إلى بكين في 22 أيلول/سبتمبر، التقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ.

شروط الحل التي وضِعت عربياً بعد الاجتماع مع وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في جدّة وعمّان، والتي تم التعبير عنها من خلال سياسة “الخطوة بخطوة” لمعالجة الملفات الإشكالية، لم تشهد تغييراً يتّسق مع الرؤية العربية المعبّر عنها في القرارات الختامية. 

اللقاءات بين لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا والحكومة السورية، لم تسفر عن تحقيق أي خرق سياسي في حل الأزمة، وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، ونقلاً عن مصادر دبلوماسية عربية، فإن اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا، قررت تجميد اجتماعاتها مع حكومة دمشق، نظراً لعدم تجاوبها مع خريطة الطريق التي رسمتها لإعادة تطبيع العلاقات العربية – السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات