بعد سقوط نظام بشار الأسد، على يد تحالف فصائل “المعارضة السورية” بقيادة “هيئة تحرير الشام”، عاد آلاف السوريين إلى ديارهم، سواء من دول الجوار أو من دول أخرى، لكن الحصة الأكبر كانت من أولئك الذين كانوا يقيمون في تركيا والأردن.

وعَبَر نحو 18 ألف سوري الحدود الأردنية إلى سوريا منذ سقوط حكم آل الأسد في سوريا، حسبما أفاد وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، اليوم الخميس.

عودة السوريين من الأردن

وقال مازن الفراية لقناة “المملكة” الرسمية، إن “قرابة 18 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون أول/ديسمبر 2024 وحتى اليوم الخميس”.

سيارات تنتظر العبور إلى سوريا عبر معبر جابر – نصيب الحدودي في 19 ديسمبر 2024- “أ.ف.ب”

وبيّن الفراية أن من بين هؤلاء “بلغ عدد اللاجئين السوريين المغادرين الأردن والمسجلين في (سجلات) الأمم المتحدة 2300 لاجئ من المخيمات وخارجها”، وفق قناة “المملكة”.

ولفت الفراية إلى أنه جرى الكشف على مركز حدود الرمثا مع درعا السورية، موضحا أنه “لن يكون له فتح أمام حركة العبور حاليا”.

وتقول عمّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011. وبحسب الأمم المتحدة، ثمة نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجّل في الأردن، وفق “وكالة الصحافة الفرنسية”.

هذا وكان الوزير الأردني رأى في التاسع من الشهر الحالي أن “الظروف أصبحت مهيأة إلى حد كبير” من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بعد سقوط نظام الأسد، لافتا إلى أن “اللاجئين قد يكونون بحاجة إلى أيام أو أسابيع قبل أن يباشروا العودة”.

ويعتبر المعبر الحدودي جابر-نصيب الذي يقع على بعد حوالي 80 كيلومترا غرب عمّان، المعبر الوحيد العامل بين البلدين في الوقت الحالي، طبقا للوكالة الفرنسية.

هذا وكان الأردن قرر في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2024، إغلاق معبر جابر الحدودي المقابل لمعبر نصيب السوري؛ بسبب الظروف الأمنية المحيطة في الجنوب السوري.

لكن أعيد فتح المعبر الجمعة الماضية أمام حركة الشاحنات التجارية وكذلك السوريين العائدين إلى بلدهم.

الفئات المسموح لها بالعودة

وكشفت وزارة الداخلية الاثنين عن الفئات المسموح لها بالدخول والمغادرة عبر مركز جابر الحدودي والرابط ما بين الأردن وسوريا، وفق قناة “المملكة” الرسمية.

مبنى السفارة السورية في الأردن. (صلاح ملكاوي / المملكة)

واشترطت الداخلية، وفق تقرير آخر لـ”المملكة” أن يكون الدخول والمغادرة بحسب إجراءات السفر المتبعة وعدم وجود موانع أمنية، مع الاستمرار بالسماح للفئات التي سبق وأن تمت الموافقة لها باستخدام مركز حدود جابر.

وسمحت الداخلية، للمستثمرين الأردنيين الحاصلين على سجلات تجارية برأس مال معين، والأردنيين من موظفي البنوك التجارية العاملة في سوريا، ورجال الأعمال الأردنيين الحاصلين على بطاقات عضوية في غرف الصناعة والتجارة السورية.

كما سمحت للطلاب الأردنيين الدارسين في الجامعات السورية شريطة حيازتهم على الوثائق الجامعية اللازمة، وللوفود الأردنية الرسمية بما فيها الوفود الاقتصادية.

وفيما يتعلق بالسوريين سمحت الداخلية بالدخول والمغادرة عبر معبر جابر للمستثمرين منهم ولعائلاتهم ممن يحملون سجلات تجارية أردنية برأس مال معين، بالإضافة إلى السماح للسوريين الذين تجنسوا بالجنسية الأردنية سواء بالجواز الأردني أو الجواز السوري، بحسب “المملكة”.

“30 ألف جواز سفر”

في سياق متصل، أصدرت السفارة السورية في عمّان، نحو 30 ألف جواز سفر منذ اليوم التالي لسقوط نظام بشار الأسد، 9 كانون الأول/ ديسمبر الجاري وفقا للقائم بأعمال السفارة إحسان الرمان.

وقال الرمان، اليوم الخميس لـ “المملكة” إن القانون القنصلي السوري يتيح تمديد جوازات السفر لمدة 6 أشهر مجانا في حال العجز عن إصدار جوازات جديدة، لافتا النظر إلى أن الظروف الناتجة بعد سقوط النظام في سوريا أوقفت العمل في دائرة الهجرة والجوازات في دمشق.

وفيما يتعلق بتذاكر المرور التي أصدرتها السفارة لعودة السوريين، أشار الرمان إلى أنه تم إصدار نحو 400 تذكرة منذ السبت الماضي، مؤكدا أن كل تذكرة تتيح مغادرة من 4 إلى 6 أشخاص.

وشدد رمان على أن السفارة السورية في عمّان تعمل بالتنسيق مع الحكومة الأردنية والإدارة السورية الجديدة على دراسة مجموعة من المقترحات الخاصة بعودة اللاجئين السوريين المقيمين في المخيمات، في خطوة تهدف إلى تسهيل عودتهم إلى سوريا في أقرب وقت ممكن.

العائدين من تركيا

في إطار عودة السوريين من دول الجوار إلى ديارهم، عَبَر أكثر من 25 ألف لاجئ سوري الحدود التركية إلى بلدهم خلال الأيام الـ15 الأخيرة، حسبما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، يوم الثلاثاء الفائت. 

وقال يرلي كايا لوكالة أنباء “الأناضول” الرسمية: “تجاوز عدد العائدين إلى سوريا في الأيام الـ15 الأخيرة، الـ25 ألف شخص”.

وكانت أرقام سابقة، نشرتها السلطات التركية، قد أشارت إلى عودة 7620 شخصا من تركيا إلى سوريا بين 9 و13 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أي بعد 4 أيام من سقوط حكم بشار الأسد، وفقا لما ذكرته “وكالة الصحافة الفرنسية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات