يشهد القطاع الصحي في سوريا تدهورا غير مسبوق، في ظل تراجع مستوى الخدمات في المشافي، وارتفاع تكاليف زيارة عيادات الأطباء التي أصبحت أصلا نادرة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها البلاد.

مبادرة لخفض أجور معاينة الأطباء

وفي اللاذقية أطلق طبيب العيون زياد عثمان، مبادرة لتخفيض تكاليف معاينات المرضى، وذلك مراعاة للظروف المعيشية السيئة التي يعيشها الأهالي، لا سيما في شهر رمضان.

وقال عثمان في تصريحات لموقع “أثر برس” المحلي الأربعاء: “في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الأعباء المادية على المواطن، أطلقنا منذ بداية شهر رمضان مبادرة استقبال المرضى مقابل معاينة مخفضة (3000 ل.س) شاملة لجميع خدمات العيادة“.

وأشار عثمان إلى أن الخدمات التي تقدمها عيادته تشمل: “تنظير قعر العين، وقياس ضغط العين، وحقن أبر في الجفن“، مؤكدا أن هذه الخدمات مأجورة في بعض المراكز.

قد يهمك: وزير سوري سابق يكشف عن أساليب سرقة الفقراء

ولفت الطبيب إلى أن العديد من المرضى في سوريا، يعانون من مشاكل في العين، إلا أنهم لا يزورون الطبيب في ظل ارتفاع التكاليف، حيث تتراوح أجور المعاينة في العيادات المختصة بين 10 إلى 15 ألف ليرة.

قطاع الصحة في خطر

ويشهد القطاع الطبي الحكومي في مناطق سيطرة الحكومة السورية، أوضاعا سيئة، تتمثل بـ“الإهمال في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى“.

وبات الذهاب إلى عيادات الأطباء في سوريا هما كبيرا يؤرق الكثير من السوريين، في ظل الأجور المرتفعة التي يحددها كل طبيب مهما كان اختصاصه، إلى جانب ارتفاع أسعار الطبابة والعلاج في المستشفيات بالتوازي مع تضاعف أسعار الأدوية خلال الآونة الأخيرة.

ويشتكي الأهالي في سوريا من تقاضي الأطباء على المعاينات مبالغ كبيرة، تصل أحيانا إلى قرابة 50 ألفا، فيما طالب البعض بضرورة ضبط هذا الأمر ومراقبة الكشف الطبي حتى يكون عادلا للمريض والطبيب في نفس الوقت.

في حين يرى الأطباء أن الأجور التي يتقاضونها لا تتناسب مع عملهم، ما تسبب بظهور ظاهرة هجرة الأطباء إلى خارج البلاد مؤخرا.

وسبق وأن نقل “الحل نت“، عن الطبيب السوري ماهر الزعبي، المدير الإداري ومسؤول التواصل في مشفى الجيزة بدرعا، إلى أن البيانات المتعلقة بأزمة الهجرة في سوريا تقدر بأن حوالي أكثر من 25 ألف طبيب غادروا البلاد منذ بداية الأزمة في عام 2011.

وفي هذا السياق، تعد هجرة الأطباء بمختلف اختصاصاتهم من الملفات المهمة التي تحتاج إلى حلول بعد تزايدها خلال الأونة الأخيرة، و المؤسف أن نزيف الهجرة لم يتوقف حتى الآن، بل تضاعف، ولم تعد هجرة الأطباء مقتصرة على الدول العربية، و لا على كبار الأطباء، بل بدأت الهجرة إلى بلدان أوروبية في ظل العديد من الإغراءات العلمية والمادية، حسب صفحة “صاحبة الجلالة” المحلية.

دول مختلفة وجهة للأطباء السوريين

وأكد تقرير سابق لموقع “الحل نت“، أن ليبيا دخلت أيضا على خط استجرار عمالة التمريض والكوادر الفنية في الآونة الأخيرة، بعد العراق، حيث أن دول الخليج التي تشترط تعديل الشهادات للممرضين وتحتاج دوله إلى إتقان الإنكليزية، بخلاف العراق وليبيا اللتين تعترفان بالشهادة السورية.

 وأشار التقرير، إلى أن تدفق كبير للأطباء في الآونة الأخيرة لأطباء التوليد من الخريجين الجدد، وتعتبر الصومال وليبيا والعراق واليمن أبرز وجهاتهم، حيث يتراوح راتب الطبيب منهم بين 2000 – 3000 دولار شهريا، بينما تتراوح رواتب التخصصات النادرة كجراحي الصدر والعظام والعمود الفقري، وأطفال الأنبوب ما بين 20 – 30 ألف دولار شهريا.

ولفت تقرير “الحل نت“، إلى أن هناك 300 طبيب سوري في الصومال، مقابل حوالي 1000 طبيب في العراق، وهو عدد ليس بالقليل، رغم أنه لا يؤثر على العمل الطبي في بعض التخصصات داخل سوريا، لكنه يؤثر في تخصصات أمراض الأوعية الدموية والصدر والجهاز العصبي والرئوي، بينما محافظة حلب لديها ثلاثة أطباء صدرية فقط ونفس العدد من جراحي الأوعية الدموية، وهو عدد ضئيل للغاية.

قد يهمك: أكثر من 200 مليون دولار.. قيمة حوالات السوريين في رمضان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.