في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها سوريا بمختلف محافظاتها، يعتمد السوريين بشكل أساسي على الحوالات المرسلة بشكل دوري لهم من قبل أقربائهم وأصدقائهم من خارج البلاد.

انتعاشة الحوالات في رمضان

وتشهد هذه الحوالات عادة انتعاشا في العديد من المناسبات السنوية، لا سيما في رمضان والأعياد الدينية، وذلك بسبب زيادة الإنفاق لدى معظم السوريين في هذه المناسبات، على العادات المتبعة، لا سيما في رمضان وعيد الفطر مثلا.

ونشر مركز “جسور للدراسات” تقريرا توقع فيه زيادة قيمة الحوالات المالية إلى سوريا خلال فترة شهر رمضان، إذ من المتوقع أن تصل قيمة الحوالات هذه الفترة إلى أكثر 200 مليون دولار تتوزع بشكل رئيسي في مناطق شمالي سوريا.

قد يهمك: أسعار فلكية للحلويات السورية.. عيد الفطر على الأبواب

وقدر التقرير عدد المستفيدين من الحوالات الدورية إلى سوريا، بأكثر من 5 ملايين نسمة، يتوزعون على مختلف مناطق البلاد، وبمبالغ شهرية تقدر بين 125 و150 مليون دولار شهرياً“.

وأوضح أن “هذه الحوالات تزداد في شهر رمضان من حيث المبالغ المرسلة وحجم الشريحة التي تغطيها، لأسباب تتعلق بثقافة أغلبية الشعب السوري التي تحض على زيادة الإنفاق في رمضان، وهي مسألة تعد شبه إلزامية خلال رمضان في الشريعة الإسلامية، ويفضل معظم السوريين من المهجرين في مختلف أنحاء العالم أن يدفعوا هذه الصدقات في سوريا“.

وعادة ما تتم عمليات تسليم هذه المبالغ بطرق مختلفة، أبرزها عبر شبكة من المكاتب المنتشرة في سوريا، وهي خاصة بالحوالات وصرف العملة، إذ يتم تسليم المبالغ بالعملات الصعبة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.

حظر التعامل بالعملة الأجنبية

أما في مناطق سيطرة حكومة دمشق، فيُحظر التعامل بالعملات الصعبة، ما يعني أن على المكاتب تسليم الحوالات بالليرة السورية.

وأشار التقرير إلى أن هذه الحوالات يمكن لها أن تنشط العديد من القطاعات خلال شهر رمضان، لا سيما سوق الألبسة الجاهزة التي يقبل الناس على شرائها في أواخر رمضان، “مما ينشط حركة الأسواق، ويولد مداخيل للعاملين في أسواق السلع الأساسية، ويرفع من سرعة دوران النقود، بالتالي يزيد الضغط على الأسعار باتجاه ارتفاعها“.

وتشهد البلاد أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وسط حالة من الفوضى تعيشها الأسواق السورية، من تفاوت بالأسعار وانتشار للمواد المغشوشة والمهربة، لا سيما منذ مطلع شهر رمضان الجاري.

الحكومة شريك في ارتفاع الأسعار

لم تجد الإجراءات التي تدعي حكومة دمشق القيام بها كتسيير دوريات لمراقبة الأسواق وتحرير ضبوط بحق المخالفين وإطلاق أسواق خيرية في رمضان لمنافسة السوق نفعا، كما أنها لم تؤثر في الأسعار مطلقا، فالأسعار لا تزال في صعود بشكل يومي، وهذا ما جعل المواطنين في حالة تساؤل وتشكيك حول دور الحكومة الموافق ضمنا على ما يجري.

ويسمع السوريون منذ عدة أشهر وعودا مستمرة من الحكومة ومن غرف التجارة والصناعة عن تخفيضات قادمة وضبط للأسواق لكن دون أن يكون هناك أي نتائج.

ومع دخول شهر رمضان، ضربت الأسواق السورية موجة ارتفاع جديدة شملت اسعار العديد من السلع الغذائية، فضلا عن الأصناف والمأكولات التي تنتشر في هذا الشهر

اقرأ أيضا: بورصة الأسعار في رمضان سوريا.. ارتفاع الفروج وانخفاض البيض

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.