في حين قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن القضاء على “وحدات حماية الشعب” الكُردية في سوريا “بات وشيكا”، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم التخلي عن المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الغرب.

وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، تعهد ماكرون بالبقاء “وفيا” لـ “المقاتلين من أجل الحرية مثل الأكراد” الذين يتصدون للإرهاب، وخاصة تنظيم “داعش”.

الأكراد بين عدو وحليف

وحول الشأن السوري ككل، دعا ماكرون، اليوم الاثنين، إلى “النظر إلى تغيير النظام في سوريا دون سذاجة”.

وقال ماكرون إن فرنسا سترافق العملية الانتقالية “بشكل مطول” من أجل قيام “سوريا سيدة حرة تحترم تعدديتها العرقية والسياسية والطائفية”، متعهدا بالبقاء “وفيا” لـ”المقاتلين من أجل الحرية مثل الأكراد” الذين يتصدون للإرهاب.

ورأى ماكرون، أن إيران تشكل “التحدي الإستراتيجي والأمني الرئيسي” في الشرق الأوسط وستكون مسألة ذات أولوية في الحوار الذي سيقيمه مع الإدارة الأميركية المقبلة في عهد دونالد ترامب.

وأشار ماكرون إلى أن “إيران هي التحدي الإستراتيجي والأمني الرئيسي لفرنسا والأوروبيين والمنطقة بكاملها وأبعد من ذلك بكثير”، محذرا بأن “تسارع برنامجها النووي يقودنا على حافة القطيعة”.

واعتبر أن البرنامج النووي الإيراني يقترب من نقطة اللاعودة، مردفا وفق وسائل الإعلام أن فرنسا ستحتاج إلى إجراء مناقشة استراتيجية بشأن طهران مع الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة دونالد ترامب.

تركيا والأكراد

بالعودة إلى حديث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، فإنه أشار إلى أن القضاء على “وحدات حماية الشعب” الكُردية في سوريا “بات قريبا”.

وأضاف فيدان، اليوم الاثنين، أن أنقرة لن توافق على أي سياسة تسمح لـ”وحدات حماية الشعب” بالحفاظ على وجودها في سوريا، وفق وكالة “رويترز” للأنباء.

وأضاف فيدان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي: “نحن في وضع يسمح لنا؛ ليس فقط برصد؛ بل بسحق أي نوع من المؤامرات في المنطقة”.

وحذّر فيدان من أي دعم غربي للمقاتلين الأكراد في سوريا. وقال: “إذا كانت لديكم (الغرب) أهداف مختلفة في المنطقة، وإذا كنتم تريدون خدمة سياسة أخرى باستخدام (داعش) كذريعة لتشجيع حزب العمال الكُردستاني، فلا سبيل إلى ذلك أيضا”.

تعهدت قوات سوريا الديمقراطية بقتال تركيا والفصائل التي تدعمها في حال تم مهاجمة مدينة كوباني/عين العرب بشمال سوريا- “أ ف ب”

وقال الوزير التركي: “ناقشنا ما يمكننا فعله معا ضد تهديد (داعش) في سوريا والمنطقة.. (داعش) سم للمجتمعات الإسلامية. بالطبع، استخدام ديننا لقتل الناس بوحشية… وخلق الفوضى ليس شيئا سنظل صامتين حياله.. من المهم جدا ألا يعود (داعش) مرة أخرى”.

وكان وزير الخارجية التركي، قد قال يوم الخميس الماضي، إن الإدارة السورية الجديدة يجب أن تتولى إدارة المعسكرات والسجون التي يُحتجز فيها عناصر “داعش” وعائلاتهم، وأضاف أن أنقرة مستعدة لدعم هذه العملية.

اشتباكات بشمال سوريا

هذا وتدور مواجهات في شمال سوريا بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا وقوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وفي هذا السياق، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، اليوم الاثنين، بتجدد الاشتباكات والقصف المدفعي بدعم من مسيّرات تركية على محوري سد تشرين وجسر قرة قوزاق بريف منبج شرق حلب، بين فصائل “الجيش الوطني” الموالية لتركيا، و”قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد.

وقُتل 4 عناصر من الفصائل التركية، إثر استهداف نقطة تمركزهم بالقرب من جسر قره قوزاق بطائرة مُسيَّرة تابعة لـ”قسد”، كما قتل عنصر من الأخيرة على المحور ذاته، جراء القصف المدفعي التركي.

وقال المركز الإعلامي لـ”قسد“، إن “قوات مجلس منبج العسكري تخوض اشتباكات عنيفة ضد الفصائل الموالية لتركيا الذين أطلقوا هجوما بدعم من المدفعية والطيران المسيّر التركي على قرى جنوب وشرق مدينة منبج وشمال سد تشرين”، مضيفا “قواتنا تواصل استهداف مواقع وتجمعات وآليات الفصائل الموالية لتركيا في محيط جسر قرة قوزاق”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات