ما تزال إيران تلملم خسائرنا هنا وهناك، بعد تلقي العديد من حلفائها في الشرق الأوسط ضربات قاصمة، فضلا عن سقوط أبرزهم، وهو نظام بشار الأسد. وفي هذا الصدد كشف تسجيل صوتي منسوب لأحد كبار قادة “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا، عن تفاصيل الأيام الأخيرة لنظام الأسد.

وبحسب وسائل الإعلام ومنها، “العربية”، تحدث قائد كبير في “الحرس الثوري” الإيراني يدعى “بهروز إثباتي” في التسجيل الصوتي الذي انتشر الأحد، على منصات التواصل الاجتماعي المحلية، وأعادت نشره مواقع معارضة اليوم الثلاثاء، عن خسائر إيران بسوريا وأسباب انهيار نظام الأسد.

أسباب سقوط الأسد

وقال الجنرال في “الحرس الثوري الإيراني” خلال كلمة ألقاها بأحد المساجد في إيران، اليوم الثلاثاء: “خسرنا بشدة في سوريا”.

لافتة للجنرال الإيراني قاسم سليماني بمدخل السفارة الإيرانية في دمشق- “أ.ب”

وبحسب التسجيل الصوتي المنشور، يتحدث الجنرال عن الأيام الأخيرة لقوات “الحرس الثوري” في سوريا. ويقول: “لقد خسرنا بشدة في سوريا”، مشددا على أن الفساد في البنية الداخلية والانهيار الاقتصادي من الداخل كانا سببين رئيسيين لانهيار نظام بشار الأسد.

ولفت الجنرال بـ”الحرس الثوري”، بهروز إثباتي، إلى أن “الشعب انتفض لإسقاط نظام فاسد”، بحسب ما نشرته قناة معارضة تدعى “عبدي ميديا” على منصة “تليغرام”.

إلى جانب ذلك، اعتبر إثباتي أن روسيا أحد أسباب انهيار سوريا في عهد بشار الأسد، فقال: “الروس أوقفوا جميع أنظمة الرادار ليتمكن الاحتلال الإسرائيلي من قصف مقرنا الاستخباراتي”.

وأردف إثباتي إن روسيا “كانت تقصف الصحارى بدلا من استهداف مواقع هيئة تحرير الشام”.

القائد العام لـ “الحرس الثوري” الإيراني اللواء حسين سلامي، قال من جهته، إن القوات الإيرانية “كانت آخر من غادر الأراضي السورية”، بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن “من غير المنطقي أن يشارك الحرس الثوري والباسيج في بلد كان جيشه مجرد متفرج”.

وأضاف سلامي، خلال اجتماع مع قيادات بالحرس الثوري الإيراني، أن “البعض توقع منا أن نذهب ونقاتل بدلاً من الجيش السوري”، متسائلاً: “هل يعقل أن نشرك الحرس الثوري والباسيج للقتال في دولة أخرى بينما يقف جيشها متفرجاً؟”، وفق ما أوردت وكالة “مهر” الإيرانية.

واعتبر سلامي أن الجيش السوري لم يكن لديه إرادة التغيير والحرب ضد فصائل المعارضة المسلحة التي أسقطت نظام بشار الأسد، داعياً إلى “التعايش مع الواقع السوري”، وأضاف: “ننظر إلى الحقائق ونتصرف بناء على هذه الحقائق”.

واعتبر سلامي أن “قوة إيران لم تتراجع، وتتخذ القرارات المناسبة، وتتصرف بناءً على قدراتها ومواهبها، ولديها منطق سياسي قوي للقتال”.

الحديث عن حياته بسوريا

كذلك، تحدث بهروز إثباتي في جزء من التسجيل الصوتي عن السنوات التي قضاها في سوريا ولبنان، فأضاف: “أصعب لحظات حياتي بوصفي حارسا كانت لحظات اضطراري لمغادرة سوريا”.

كما ونوّه في حديثه إلى تداعيات قطع طريق الإمداد على جماعة “حزب الله” اللبناني. وقال: “لا تقلقوا بشأن تجهز جبهة المقاومة عسكريا”.

وتطرق إثباتي إلى احتمال مواجهة إيرانية – أميركية. وقال: “صواريخنا التقليدية، باستثناء الصواريخ الاستراتيجية، ليست فعّالة جدا ضد المواقع الأميركية. حتى لو ضربناهم، ما الذي سيحدث؟ أميركا ستضرب عشرات المواقع التابعة لنا، وقد تشن هجوما على الحشد الشعبي أيضا”.

الاستهدافات الإسرائيلية في دير الزور وحلب القضاء على فائض القوة الإيرانية؟ استهداف إسرائيل سوريا دير الزور حلب إيران
أشخاص ينتظرون خارج مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية بعد يوم من غارة جوية في دمشق في 2 أبريل/نيسان 2024. (تصوير لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية)

واللافت أن إثباتي حذر من “إدخال المنطقة في مواجهة عسكرية لا يصب في مصلحة المقاومة حاليا”.

ووفق تقارير صحفية، فإنه قبيل سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بدا جليا أن طهران فقدت الأمل في بقائه، وراحت تسحب مقاتليها ومستشاريها من سوريا.

الأسد كان “عاجزا” عن حل الأزمات

في وقت سابق من الشهر الماضي، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أسباب سقوط النظام السوري السابق.

وقال لافروف لوكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس“، أواخر كانون الأول/ديسمبر 2024 إن الأسد كان “عاجزا” في تلبية احتياج السكان في سوريا، وأضاف قائلا: “يمكننا القول بالفعل إن أحد أسباب تدهور الوضع كان عجز الحكومة السابقة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، وسط حرب أهلية طال أمدها”.

وتابع لافروف آنذاك: “بعد النجاحات التي تحققت في مكافحة الإرهاب الدولي، والتي شاركت فيها أيضا القوات الجوية الروسية، توقع السوريون أن تتحسن حياتهم”.

وزعم لافروف أن ذلك لم يحدث “نتيجة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على سوريا”، طبقا لوكالة “تاس” الروسية.

هذا وسيطرت فصائل “المعارضة السورية” وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” على العاصمة دمشق يوم 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي بعد تقدم خاطف دفع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى الفرار لروسيا بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما، و54 سنة من حكم “آل الأسد”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات