خلال حقبة النظام السوري السابق، كانت سوريا خاضعة لسيطرة 3 قوى، جزء يسيطر عليه النظام السوري السابق، والشمال السوري تسيطر عليه فصائل “المعارضة السورية”، وشمال وشرق سوريا تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وكان لذلك تأثير متفاوت على البلاد والسوريين عموما في مختلف المجالات، ولم تكن المؤسسة التعليمية السورية استثناءً من ذلك.

اعتماد “نظام المعايرة”

في قطاع التعليم مثلا، كل جزء تحت سيطرة قوى سياسية ما، يدرس ضمن منهاج يختلف عن الجزء الذي تحكمه السلطة السياسية الأخرى، ولكن اليوم وبعد مرور شهر على سقوط النظام السابق برئاسة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على يد فصائل “المعارضة السورية، فإن السؤال الذي يشغل الكل اليوم، هو حول توحيد الشهادات واعتمادها بالنسبة للطلبة في كل الأجزاء من عدمها، فضلا عن مصير شهادات الطلبة السوريين المقيمين في الخارج.

ضمن هذا الإطار، تحدث وزير التربية والتعليم السوري في حكومة تصريف الأعمال، نذير القادري مع “الحل نت”، اليوم الأربعاء، وأكد أن شهادتي الحكومة المؤقتة والإنقاذ في الشمال السوري هي واحدة ومعتمدة، وأن شهادة الطلبة في مناطق النظام السوري السابق أيضا معتمدة، كون النظام كان معترفا به دوليا.

وأوضح القادري، أن كل الشهادات سيتم اعتمادها وتوحيدها، حيث إن الطلاب ليسوا مسؤولين عن سياسات النظام السابق، وبالتالي لا يوجد خوف أو قلق من هذا الأمر، ولكن ماذا عن شهادات الطلاب داخل المجالس المحلية والقادمين من خارج سوريا؟

أجاب القادري حول هذا السؤال المصيري للطلبة لـ “الحل نت”، وقال: “يحق للطالب 80 من أصل 100 من علامة شهادته التي نالها، ثم يحتاج إلى معايرة شهادته عبر امتحان المعايرة، وهذا الامتحان من 20 درجة، وحينها فإن كل درجة سيحصل عليها من خلال امتحان الـ 20 درجة ستُضاف إلى الـ 80 درجة التي بجعبته مسبقا، وبعدها سيدخل وفق المعدل عقب المعايرة إلى الجامعة”.

ماذا عن اللغة الكُردية؟

أما عن سبب اعتماد “معيار المعايرة”، بيّن القادري، أن الطالب في الداخل قد يُظلم إذا أتى الطالب من الخارج بمعدّل عالٍ وهو قد لا يستحقه، فمثلا بعض الطلبة كانوا يأتون من الخارج ولديهم الدرجة الكاملة، فأثّروا على الطلبة في الداخل، وأخذوا مقاعدهم في الجامعة، ولهذا السبب، تم اعتماد “نظام المعايرة”.

وزارة التربية والتعليم في دمشق- “عدسة الحل نت”

وفي سياق آخر متصل، حول اعتماد اللغة الكُردية ضمن المنهاج التعليمي في سوريا، قال القادري لـ”الحل نت”: “لا مشكلة لدينا مع الكُرد، فهم جزء مهم من المجتمع السوري، ولن نحرم الناس من لغتهم وهويتهم، ولكن لن ندعهم يؤثرون على لغتنا العربية”.

وأوضح القادري أنه “في حال التوافق مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا يمكن اعتماد اللغة الكُردية في المناهج التعليمية، لكن بشرط أن تكون ضمن مناطقهم”، فأضاف بالقول: “بإمكان اللغة الكُردية أن تكون ضمن المناهج في مناطقهم، لكن لن تُفرض على كل سوريا، أي يمكن للسكان الكُرد في شمال وشرق سوريا، دراسة اللغة الكُردية كمادة ضمن المنهاج الدراسي، غير أن المناهج في مناطقهم ستكون مناهج سورية”.

وأكد القادري خلال لقاء “الحل نت” معه، على أنه “لا يوجد إلغاء أو تقييد للقوميات في سوريا كما كان يفعل النظام السابق. للجميع الحق بتعلم لغته وممارستها في سوريا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات