“جرائم سرية” قبل تولّيه الحكم: الأسد عجّلَ بوفاة والده واغتالَ محمود الزعبي؟

بعد سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وفراره إلى موسكو، ووصول المعارضة إلى دفة الحكم، بدأت تتكشف الكثير من الكواليس السرية عن حقبة الأسد الابن، آخرها ما وصفها مفلح الزعبي، نجل رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي، بـ “جرائم بشار ما قبل توليه الحكم”، فما علاقته بوفاة والده حافظ الأسد؟ واغتيال أبيه محمود الزعبي؟


مفلح الزعبي ظهر في لقاء متلفز مع “تلفزيون سوريا”، قائلا إنه قرر الظهور للإعلام بعد 24 عاما من الصمت، أي منذ موت أبيه رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي، وأن ظهوره جاء ليكشف “جرائم” بشار الأسد عندما كان مواطنا عاديا، أي قبل أن يكون رئيسا لسوريا.

بشّار تدخّل بأدوية أبيه!

بحسب مفلح الزعبي، فإن حافظ الأسد، بين عامي 1998 و1999، بدأت “صحته بالتراجع” وكان يعاني من “مرض عصبي وزهايمر”، اضطر بعدها لتناول أدوية “من أجل التوازن النفسي” كي يقدر على “التكلم” وكي يصبح قادرا على إدراك “ما يجري حوله”.


وكشف نجل رئيس وزراء سوريا الأسبق، عن مكالمة هاتفية بين حافظ الأسد، وأبيه، سمعها عن غير قصد عندما قام برفع سماعة الهاتف في غرفة مجاورة، ليسمع حوارا يدور بين الأسد والزعبي، ظهر فيه الأسد في مرحلة متأخرة من حالته “العقلية” حيث بعدما تكلم مع رئيس وزرائه مطولا، عن قضية ما، فاجأه بسؤاله: “مَن أنت؟” فقال له الزعبي: “سيدي، أنا محمود، أنا رئيس وزرائك!” فردّ حافظ: “مَن محمود؟” وأضاف سؤالا آخر: “أنا لِم اتصلت بك؟ أنا أتحدث مع مَن؟”


ومع استمرار تراجع حالة حافظ الأسد الصحية سوءا، أكد مفلح، أنه في تلك الأثناء التي شهدت تراجع الحالة الصحية “العقلية” للأسد الأب، “تواترت أنباء” حتى إنه “سمعها” من أبيه رئيس الوزراء الأسبق، تتحدث عن أن بشار الأسد كان “يتدخل حتى بمواعيد الأدوية وطريقة إعطاء الأدوية لأبيه!”.


وأردف الزعبي، أن بشار الأسد كان يتدخل بمواعيد الأدوية وطريقة إعطائها لأبيه حافظ، كان بهدف “زيادة الحالة” الصحية تدهورا وسوءا، من أجل أن “يفسَح في المجال له” في التسلط على كل تفاصيل السلطة في سوريا؛ لأن انقطاع التواصل الهاتفي، بين رئيس وزراء سوريا الأسبق، وحافظ الأسد، وبسبب تدهور صحة الأخير، كان يمكّن بشار الأسد من التدخل الشامل في التعيينات والصفقات التي وقف بوجهها، محمود الزعبي، كما شرح نجله.


وأكد نجل رئيس وزراء سوريا الأسبق، أنه لا يلقي بهذا الاتهام بحق بشار، بالتدخل بمواعيد وطريقة إعطاء الأدوية لأبيه، لزيادة حالته الصحية تدهورا، ونو ما يعني التسريع بوفاة والده حافظ الأسد، “من أجل الانتقام” من الرئيس المخلوع، بل لأنه “شخص لا يقول إلا الحقيقة” وأنه انتظر 24 عاما، كي يتمكن من الظهور على وسائل الإعلام، للتحدث عما جرى.

الأسد وموت الزعبي: اغتيال أم انتحار؟

أما بشأن ظروف موت أبيه رئيس وزراء سوريا الأسبق، محمود الزعبي، والذي أعلن النظام السوري حينها عن وفاته مُنتحرا، عام 2000، أحاطت الشبهات بدور النظام بتصفيته، وهو ما أكده الزعبي الابن، في حواره، قائلا إن الأسد الابن اغتال والده، فلم ينتحر كما أُعلن من قبل النظام.


ويبرز الزعبي، الأسباب الحقيقية، للصراع بين أبيه رئيس الوزراء الأسبق، وبشار الأسد، قبل أن يتولى حكم سوريا، قائلا، إن قضية “النفط” و”تعيينات الوزراء” هي التي فجّرت العلاقة بين الرجلين، إلى الدرجة التي أدت في النهاية لاغتيال والده محمود الزعبي، لا انتحاره.


وبحسب الزعبي الابن، فإن والده رفض المغادرة، مع أن بشار كان قد وجّه النظام السوري بأكمله، للانتقام منه، فعزلوه من رئاسة الوزراء، ثم فصلوه من قيادة “حزب البعث”، وتجلت أقسى أشكال الانتقام من الرجل، قبل اغتياله، بطرده من منزله الذي سبق وأعطاه إياه، حافظ الأسد.


ما يمكن ذكره، أن إعلان نظام الأسد عن “انتحار” رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي عام 2000، لم يصدقه غالبية السوريين في ذلك الوقت، ورجّحوا مقتله اغتيالا، خاصة وأن الزعبي عمل رئيسا للوزراء لمدة 13 عاما متواصلة، ويعتبر من أقوى شخصيات نظام حافظ الأسد الأب الذي توفي بعد شهر من موت الزعبي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة