في إطار تقويض العمليات العدائية لجماعة “الحوثيين” اليمنية في البحر الأحمر، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان لها اليوم الخميس، فرض عقوبات على “شبكة إيرانية” قالت إنها “تمول هجمات الحوثيين على الشحن الدولي” في البحر الأحمر.

وأدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية “OFAC” فرداً وثلاث شركات صرافة على قائمة العقوبات، تتهمهم بتسهيل نقل الدعم المالي الإيراني للحوثيين، في أحدث رد أميركي على هجمات “الحوثيين” على السفن.

عقوبات أميركية على “الحوثيين”

نحو ذلك، قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيانها، إن شركات الصرافة مقرها في تركيا واليمن، وفق ما نقلته وسائل الإعلام.

فيما قال وكيل وزارة الخزانة بريان نيلسون في البيان “إجراء اليوم يؤكد عزمنا على تقييد التدفق غير المشروع للأموال إلى الحوثيين، الذين يواصلون شن هجمات خطيرة على الشحن الدولي ويخاطرون بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر”.

وأردف نيلسون “ستواصل الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائنا وشركائنا، استهداف شبكات التسهيل الرئيسية التي تدعم الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الحوثيون ومؤيدوهم في إيران”.

ومن بين المدرجين على قائمة العقوبات الأميركية رئيس “جمعية الصرافين” في صنعاء الموالي للميليشيات المدعومة من إيران، وثلاثة محلات صرافة، حيث قام هؤلاء الأشخاص وفق بيان الوزارة الأميركية بتسهيل تحويل ملايين الدولارات إلى “الحوثيين” بتوجيه من سعيد الجمل، المدرج على قائمة العقوبات الأميركية والتابع لـ”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني.

آلية التمويل

طبقاً للبيان، تعتمد شبكة سعيد الجمل، المدرج على لائحة العقوبات، على مجموعة من مكاتب الصرافة المنتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط لتسهيل حركة الأموال الإيرانية إلى الشركات المالية المتحالفة مع “الحوثيين” في اليمن أو الشركات التابعة لهم الموجودة في عموم المنطقة.

This photo released by the Houthi Media Center shows a Houthi forces helicopter approaching the cargo ship Galaxy Leader on Sunday, Nov. 19, 2023. Yemen’s Houthis have seized the ship in the Red Sea off the coast of Yemen after threatening to seize all vessels owned by Israeli companies. (Houthi Media Center via AP)

وأوضح البيان أن شركة “الأمان كارغو” ومقرها تركيا، تعمل نقطة طريق للأموال التي يرسلها الممولون الإيرانيون التابعون للحوثيين إلى أعمال الجماعة في اليمن، مشيراً إلى أن “الحرس الثوري الإيراني” ممثلاً في “فيلق القدس” قام بإيداع ملايين الدولارات في الشركة لشحنها إلى اليمن، إذ تودع الأموال في نهاية المطاف في حسابات شركة “نابكو للصرافة والتحويلات المالية”، وهي التي خلفت شركة “الحدث” المدرجة على قائمة الولايات المتحدة، وتأسست بعد فرض عقوبات على دار الصرافة.

كما عملت شركة “الأمان كارغو” بالمثل مع شركة “الصرافة اليمنية” المعينة من قبل الولايات المتحدة، الشركة “العالمية للصرافة والتحويلات المالية”، لتحويل الأموال من تركيا نيابة عن “الحوثيين” وشبكة سعيد الجمل، كما قامت شركة “العالمية” بتحويل عشرات الملايين دولار لدعم جهود الجمل في تمويل “الحوثيين”، وفق ما نقلته “الإندبندنت عربية” عن البيان.

شركة “نابكو” تسير تحت قيادة نبيل علي أحمد الحدث “نبيل الحدث” رئيس “جمعية الصرافين” في مناطق سيطرة “الحوثيين” بصنعاء، وتعمل كوسيط مالي لتحويل الأموال من وإلى اليمن وقد تلقت ملايين الدولارات بهذه الطريقة من “الحرس الثوري الإيراني” نيابة عن شبكة سعيد الجمل. 

وبالمثل، مرت ملايين الدولارات عبر حسابات “نبيل الحدث” في تركيا، والتي يتم إيداعها بعد ذلك في حسابات تابعة للحوثيين في اليمن. ومن ثم يتم تحويل هذه الأموال إلى ريالات يمنية من قبل شركة “الروضة للصرافة” التابعة لإدارة “الحوثيين”، بغية إخفاء هذه العملية.

وفي وقت سابق من كانون الأول/ ديسمبر الجاري فرضت واشنطن عقوبات على 13 شخصاً وكياناً متهمين بتحويل عشرات الملايين من الدولارات بالعملة الأجنبية عبر بيع منتجات إيرانية إلى ميليشيات “الحوثي” اليمنية.

وتم جمع هذه الأموال عن طريق بيع وشحن المنتجات الإيرانية وتحويلها إلى “الحوثيين” بتسهيل من “الحرس الثوري” عبر شبكة معقدة من شركات الصرافة والشركات العاملة في عدة دول، بحسب ما أكدت وزارة الخزانة الأميركية في بيانها آنذاك.

استمرار الهجمات “الحوثية”

في المقابل، أكدت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، الخميس، إسقاط طائرة مسيّرة وصاروخ مضاد للسفن في جنوب البحر الأحمر أطلقه “الحوثيون”. 

وذكرت “سنتكوم” أنه “لم ترد تقارير عن إصابات أو أضرار في 18 سفينة كانت متواجدة بالمنطقة”، وفق ما نقلته قناة “الحرة”.

وقالت في بيان عبر “إكس”: “قامت USS MASON (DDG 87) بإسقاط مسيّرة وصاروخ بالستي مضاد للسفن في جنوبي البحر الأحمر تم إطلاقهما من قبل الحوثيين بين الساعة 5:45 و6:10 مساء (بتوقيت صنعاء) في 28 ديسمبر”. 

ونوّهت “سنتكوم” في بيانها إلى أن “هذه هي المحاولة الثانية والعشرون من جانب الحوثيين للهجوم على الملاحة الدولية منذ 19 أكتوبر”.

يأتي ذلك، وسط استمرار الهجمات “الحوثية” بمسيرات وصواريخ على سفن يقولون إنها “مرتبطة بإسرائيل”، وهي هجمات تهدد بتعطيل التجارة العالمية.

ووفقا لأحدث البيانات التي نشرتها “بلومبرغ”، فإن نصف أسطول سفن الحاويات التي تعبر البحر الأحمر وقناة السويس بانتظام تتجنب الآن هذا الطريق بسبب التهديد “الحوثية”.

لكن الجهود التي تبذلها القوات الأميركية لتأمين الملاحة في البحر الأحمر دفعت الكثير من الشركات العالمية إلى العودة التدريجية لتسيير السفن والناقلات بالبحر الأحمر.

هذا وأعلنت شركة الشحن الدنماركية “ميرسك” قرارها باستئناف الشحن عبر البحر الأحمر، وانضمت شركة الشحن الفرنسية “سي إم إيه سي جي إم” لجهود استئناف عبور البحر الأحمر، بعد قرابة أسبوعين من قرارها تعليق الرحلات، بسبب التهديدات هناك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات