تعمل “الإدارة الجديدة” في سوريا على إنعاش قطاع الزراعة والنهوض به، بعد سنوات من الحرب التي دمرت بنية البلاد التحتية، وأنهكت جميع قطاعاتها بما فيها القطاع الزراعي، ما أسهم في تراجع حاد للاقتصاد.
وعقب سقوط النظام البائد يبرز قطاع الزراعة كرافعة محتملة تدعم اقتصاد البلد المنهك، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الرئيسية.
تعاني سوريا بعد 14 عاماً من الحرب، تراجعاً حاداً في الاقتصاد، انخفض على إثره الإنتاج الزراعي بنسبة تزيد على 50%، نتيجة لتدمير البنى التحتية، وتحول أغلب الأراضي إلى ركام، ذلك بعد أن كانت البلاد حققت اكتفاءً ذاتيًا خلال العقود الماضية، وكان قطاع الزراعة أحد أهم محركات الاقتصاد الوطني.
تراجع القطاع ومساهمته بالناتج المحلي
أفاد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري، محمد طه الأحمد، خلال حديث مع موقع، “CNBC عربية“، بأن مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي لسوريا تراوحت بين 30% 35% خلال العامين 2009 و2010.

وأوضح أن مساهمة القطاع الزراعي تراجعت إلى 12% من الناتج المحلي الإجمالي حالياً، مشيرًا إلى أن القطاع كان يُشغِل أكثر من 30% من إجمالي اليد العاملة بسوريا في 2009 و2010، لكن نسبة العمالة في القطاع أصبحت لا تتجاوز الـ 15% من إجمالي اليد العاملة بالبلد.
وتشير تقارير رسمية سابقة إلى أن الزراعة، التي كان يُنظر إليها كركيزة أساسية للتنمية، ومورداً متجدداً لمنتجات الاستهلاك والتصنيع والتصدير، تعرّضت لهزة كبيرة مع بداية الانفتاح عام 2005 بسبب انتقال عماله إلى القطاع الحكومي الوظيفي براتب مقطوع، على إثر موجة الجفاف التي ضربت مناطق زراعية عديدة داخل البلاد.
يشكل قطاع الزراعة، إلى جانب النفط، ركيزة أساسية للاقتصاد السوري وفق دراسات البنك الدولي، وبحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة نحو 32% من مساحة البلاد.
المساحة القابلة للزراعة
يوضح وزير الزراعة السوري أن الأراضي القابلة للزراعة كانت تمثل 25% من إجمالي مساحة سوريا سابقاً، لافتًا إلى أن مساحة الأراضي القابلة للزراعة هي ستة ملايين هكتار، وتابع: “يمكننا استثمار واستصلاح في حدود 1 – 1.5 مليون هكتار”.
تسعى الحكومة إلى أن يكون نحو 2.5 مليون هكتار ضمن المساحات المروية، وتستهدف أن تكون خطتها وكافة مستلزماتها قابلة للتنفيذ بحلول العام 2026، بحسب الوزير.
وقال الوزير: “هدفنا رفع إنتاجية القمح من 400 كجم في الدونم الواحد إلى 750 كجم/دونم”، مشيراً إلى حاجة سوريا إلى 800 ألف هكتار مزروعة لإنتاج القمح.
وفيما يتعلق بالصادرات، أضاف الأحمد: “نسعى لإعادة فتح الشراكات أمام الصادرات مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى”.
“قسد” تسيطر على ثلثي المساحات الزراعية
أفاد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري، محمد طه الأحمد، بأنه يأمل أن تكون المناطق الزراعية التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية (قسد)” تحت إدارة وزارة الزراعة في “الإدارة السورية الجديدة” خلال شهر لا أكثر.
وذكر الوزير، أن المناطق التي تسيطر عليها “قسد” تمثل ثلثي المساحات القابلة للزراعة في سوريا، مردفًا : “مازلنا نقدم الخدمات في مناطق (قسد) عن طريق مديريات الزراعة.. ونتابع بشكل حثيث فرض ضرائب وإتاوات في مناطق قسد ونبلغ الإدارة السياسية”.

وشدد الأحمد على أن أي خلل في سد تشرين من شأنه أن يخرج العديد من محطات المياه عن الخدمة، وقال: “أخذنا عهداً بتحييد منطقة سد تشرين عن الصراعات العسكرية”.
وأشار إلى أن الحكومة الانتقالية تحاول التخفيف على المواطنين من ممارسات “قسد” بتوفير المواد بأسعار مخفضة، موضحاً أن عودة المناطق الزراعية بمناطق “قسد” لإدارة وزارة الزراعة الحكومة الانتقالية مرتبط بالشأن السياسي والعسكري والأمني.
يتميز القطاع الزراعي في سوريا بتنوعه، حيث يتم زراعة مختلف المحاصيل، بما في ذلك القمح والشعير، والشاي، والقطن، والزيتون. كما يتمتع القطاع الزراعي بالموارد المائية اللازمة، حيث يبلغ طول نهر الفرات نحو 675 كيلومتراً في سوريا.
خطط لإقامة سدود ومكافحة زراعة المخدرات
قال وزير الزراعة السورية، إنه يجري إعادة دراسة المعاهدات الدولية الخاصة بأنهار دجلة والفرات والعاصي، مشيرًا إلى أنه ناقش مع وزير الزراعة التركي إعادة دراسة المعاهدات السابقة لنهري دجلة والفرات، كما أنه يجري البحث مع الحكومة في لبنان بشأن حصة سوريا من نهر العاصي”.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة السورية وضعت خططاً لإقامة سدود على مجرى نهر الفرات حال توافر التمويل.
وكشف وزير الزراعة السوري، إنه كان هناك مخطط تخريبي من النظام السابق لسوريا ودول الجوار عبر المواد المخدرة، لكن عمليات مكافحة من الوزارة مع جهاز الأمن العام بدأت للقضاء على مناطق زراعة المواد المخدرة.
وأضاف أن المساحات المزروعة بالمواد المخدرة صغيرة، وتوجد في مناطق جبلية.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول اقتصاد

بريطانيا تعتزم تعديل نظام العقوبات المفروضة على سوريا.. ما شرطها الوحيد؟

ما تفاصيل لجنة “الشرع” لاستهداف رجال الأعمال الموالين للأسد؟

حماية المستهلك يراهن على “السوق الحر” ويؤكد: انخفاض قريب بالأسعار

اللاجئون السوريون.. ما هي أصعب التحديات التي تقف عقبة أمام عودتهم؟

بعد أزمة فصل الموظفين.. القطاع العام السوري نحو تقليص العدد أم إعادة الهيكلة؟

انعكاسات محتملة.. ما مردود قرار تركيا رفع القيود عن الواردات السورية؟

رغم رفع جزء من العقوبات.. لماذا تفشل الإدارة السورية في جذب استثمارات جديدة؟
