تحاول إيران و”حزب الله” اللبناني إعادة تفعيل طرق تهريب السلاح والذخائر إلى لبنان عبر الأراضي السورية، حيث توجد مستودعات أسلحة وذخائر ما زالت هناك، خاصة في منطقة القصير، القريبة من الحدود مع لبنان.
لكن تلك المحاولات لم تنجح حتى الآن، حيث أحبط الأمن العام السوري محاولة تهريب شحنة أسلحة في محافظة طرطوس كانت في طريقها إلى لبنان، أمس الجمعة، بينما شهدت المناطق الحدودية اشتباكات في وقت سابق، تتعلق بملاحقة مجموعات تهريب.
ماذا تحتوي الشحنات؟
مديرية الأمن العام في طرطوس، أعلنت إحباط محاولة تهريب شحنة أسلحة إلى لبنان، عبر معابر غير شرعية، في عملية نفذتها في محافظة طرطوس، غربي سوريا. وأوضحت أن هذه العملية جاءت بعد التنسيق مع جهاز الاستخبارات في المحافظة ومتابعة ورصد مستمرين.

وأشارت المديرية إلى أنه جرى مصادرة الأسلحة والصواريخ قبيل دخولها الأراضي اللبنانية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”. بينما أظهرت الصور التي نشرتها “سانا” صواريخ وأسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة.
الأسلحة المضبوطة تحتوي أيضا على طائرات من دون طيار من طراز “شاهد” إيرانية الصنع، بحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ “الحل نت”.
الإعلان عن إحباط عملية تهريب أسلحة إلى لبنان جاء بعد يوم واحد من نفي قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع وجود إيران و”حزب الله” في سوريا، وهو ما تستخدمه إسرائيل ذريعة للتوغل داخل الأراضي السورية.
إذ قال إن تقدم إسرائيل في المنطقة كان بسبب وجود الميليشيات الإيرانية و”حزب الله”. وأضاف: “بعد تحرير دمشق، أعتقد أنه لم يعد لهم أي وجود. ولم تعد هناك ذرائع تستخدمها إسرائيل، اليوم، للتقدم في المناطق السورية، بما في ذلك المنطقة العازلة.”
وكانت إيران تستخدم الأراضي السورية لعبور الأسلحة والذخائر إلى “حزب الله” في لبنان عبر طرق شرعية وغير شرعية، إضافة إلى الأنفاق. حيث استهدفت إسرائيل تلك المعابر للحد من وصول الأسلحة الإيرانية إلى “الحزب” بينما دمرت، في تشرين ثاني/نوفمبر 2024، نفقاً بطول 3.5 كم بين سوريا ولبنان، تم إنشاؤه بين عامي 2009 و2019.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان” أعلن، الثلاثاء الماضي، أن “حزب الله” يحاول سحب السلاح المخزَّن في سوريا إلى لبنان، وتحديداً من منطقة القصير التي كان يسيطر عليها الحزب منذ 2013.
بينما قال مسؤول أمني في منطقة القصير، إن الاشتباكات التي شهدتها المناطق الحدودية تتعلق بملاحقات مجموعات تهريب، وصراعات بين عصابات التهريب على جانبَي الحدود، وفق صحيفة “الشرق الأوسط“.
ما علاقة روسيا و”لواء فاطميون”؟
لم تعلن السلطات السورية عن الجهة المسؤولة عن محاولة تهريب الأسلحة عبر معابر غير شرعية إلى “حزب الله” في لبنان، لكن مصادر استخباراتية مطلعة رجحت أن تكون موسكو قد قدمت تسهيلات لذلك عبر أذرعها في المنطقة.

إذ قالت المصادر لـ “الحل نت”: “من المرجح أن تكون عمليات تهريب الأسلحة إلى حزب الله تتم بغطاء روسي لـ لواء فاطميون، الذي ما زال متخفيا في مناطق الساحل السوري”.
المصادر أكدت أن 2000 عنصر من “لواء فاطميون” ما زالوا في سوريا، خاصة في محافظتي طرطوس واللاذقية، حيث لم تتمكن روسيا من إجلائهم من الأراضي السورية عقب سقوط النظام المخلوع، بينما تقدم موسكو غطاء لهم.
ونشأ “لواء فاطميون” تحت إشراف “الحرس الثوري الإيراني” في عام 2013 من اللاجئين الأفغان، ليكون قوة مقاتلة عقائدية تحمي نظام الأسد وتعزز النفوذ الإيراني في سوريا.
لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الأشخاص الذين قاتلوا ضمن “لواء فاطميون” في سوريا، لكن قوام اللواء يقدر بنحو 20 ألف مقاتل، وتمتلئ صفوف اللواء باللاجئين الأفغان الذين لجأوا إلى إيران، وينحدر الكثير منهم من أقلية الهزارة الشيعية، وفق تقرير سابق لـ “الحل نت“.
وكان المسؤول الإعلامي لهذه الميليشيات زهير مجاهد أعلن عام 2016 مقتل 2000 مقاتل، وإصابة نحو 8 آلاف من العناصر التي تعمل في صفوف “لواء فاطميون”، إذ يُعتقد أن هذه الأرقام ارتفعت في السنوات الأخيرة.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

بعد معارك لأيام.. هدوء نسبي يسود الحدود السورية اللبنانية

عملية أمنية على الحدود السورية اللبنانية تتحول إلى معركة.. تفاصيل

ضبط شحنة أسلحة متجهة لـ “حزب الله” للمرة الثانية.. من المسؤول؟

دوريات أمنية تحمي فلول نظام الأسد في لبنان: ما موقف بيروت الرسمي من توافد الآلاف إليها؟
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول سياسة

درعا تُعيد بناء نفسها.. حملة تبرعات للمستشفيات والبدء بإزالة آثار الحرب

الشرع.. أول رئيس سوري يزور إدلب منذ سبعينيات القرن الماضي

طهران تتلقى “رسائل إيجابية” من الشرع.. تفاصيل

الشيباني من باريس يكشف مصير الأسد والعقود الروسية والبعثات القنصلية

السجناء السوريون بلبنان يضربون عن الطعام.. وهذا مطلبهم

وسط استياء شعبي.. روسيا تؤكد استمرار المفاوضات على وجودها العسكري في سوريا

مؤتمر باريس حول سوريا ينتهي دون موافقة أميركية.. ما توجه إدارة ترامب تجاه دمشق؟
