مقابلة جرى الترويج لها بشكل غير مسبوق، لدرجة أن فيديو إعلان إجراء اللقاء تخطى 100 مليون مشاهدة. ماذا جاء في مقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الصحافي الأميركي تاكر كارلسون، وهل تستحق كل هذه الضجة؟

المقابلة التي أثارت ضجة واسعة حتى قبل عرضها والموجّهة إلى الجمهور الأميركي والغربي، استمرت أكثر من ساعتين في صالة كبيرة في موسكو، وقد شدد الرئيس الروسي خلالها على عدة نقاط خاصة بالحرب الروسية على أوكرانيا.

كارلسون الذي أجرى المقابلة، يتمتّع بشعبية واسعة في الولايات المتحدة، وهو شخصية مثيرة للجدل، طردته شبكة “فوكس نيوز” قبل بضعة أشهر، فانتقل إلى تقديم برنامج يبثّه منذ ذلك الوقت على موقعه الإلكتروني وعلى منصة “إكس” (تويتر سابقا).

وأجرى كارلسون المقابلة مع بوتين في روسيا في زيارة لقيت تغطية واسعة من وسائل الإعلام الرسمية الروسية، وقال المذيع في مقطع فيديو فصّل فيه الأسباب التي دفعته للسفر إلى موسكو لمقابلة بوتين، إن “معظم الأميركيين غير مطّلعين، وليست لديهم أيّ فكرة عمّا يحدث في المنطقة، هنا في روسيا أو على بُعد 600 ميل في أوكرانيا”.

لماذا وافق بوتين على المقابلة؟

“الكرملين” قال، إن بوتين وافق على إجراء المقابلة مع كارلسون -في أول مقابلة له مع الإعلام الغربي منذ بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022- لأن “النهج الذي يتبعه مذيع فوكس نيوز السابق يختلف عن التغطية الأحادية الجانب للصراع الروسي الأوكراني التي تتبعها كثير من وسائل الإعلام الغربية”.

علما أن لكارلسون علاقة وثيقة بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يدعو إلى وقف تصعيد الحرب في أوكرانيا، كما أن بوتين له علاقة شخصية مع ترامب، كما قال في المقابلة.

في تفاصيل المقابلة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو ليست لديها مصلحة في توسيع حربها بأوكرانيا إلى دول أخرى بالمنطقة أو أعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) مثل بولندا ولاتفيا أو دول بالقارة الأوروبية 

وردا على سؤال عما إذا كان يمكنه تصور سيناريو يتم خلاله إرسال قوات روسية إلى بولندا، أجاب بوتين بأن ذلك يمكن أن يحدث في حالة واحدة فقط، وهي إذا هاجمت بولندا روسيا.

وقال بوتين، “كان هناك مؤخرا أصوات تطالب بإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا في ساحة المعركة (…) أصحاب هذه الأصوات بدؤوا يدركون الآن أن تحقيق هذه الغاية أمر مستحيل”.

اتفاق مع أوكرانيا؟

الرئيس الروسي أكد، أن انتخاب رئيس أميركي جديد، في استحقاق مقرر إجراؤه في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ويرجح أن يضع الجمهوري دونالد ترامب في مواجهة الديمقراطي جو بايدن، لن يغيّر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقال بوتين ردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن تتغير العلاقات الأميركية الروسية بوصول رئيس جديد للولايات المتحدة، إنها ليست مسألة من هو الزعيم، كما أن العلاقات بين البلدين لا ترتبط بشخص محدد.

وأعلن بوتين، أن بلاده منفتحة للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن الصحفي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش المحتجز في روسيا منذ نحو عام بتهمة التجسس.

مقابلة بوتين (يمين) مع كارلسون (يسار) هي الأولى بالإعلام الغربي منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا – (أ ف ب)

وقال بوتين: “أعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق. ليست هناك محرمات لتسوية هذه القضية. نحن مستعدون لحلها، لكن بعض الشروط تناقش عبر قنوات أجهزة الاستخبارات”.

وأشار الرئيس الروسي، إلى أن بلاده وأوكرانيا ستتوصلان إلى اتفاق عاجلا أم آجلا، لافتا إلى أن طريق المفاوضات مفتوح.

وذكر بوتين، أن “وقف الحرب كان ممكنا في حال تنفيذ القرارات المتفق عليها في محادثات السلام التي عقدت في إسطنبول بين أوكرانيا وروسيا بوساطة تركيا، إلا أن كييف تراجعت عن ذلك بناء على تعليمات من الغرب، وخاصة واشنطن”.

بروباغندا روسية مفرطة!

بوتين أعرب أيضا، عن انزعاج موسكو من سياسات التوسع التي يتبعها “حلف الناتو” منذ تسعينيات القرن الماضي. “الناتو ليس بحاجة للتوسع. توسع الحلف يعني أن الوضع سيكون كما كان أثناء الحرب الباردة، ولكن بشكل أقرب إلى حدود روسيا”.

“البيت الأبيض” علّق على مقابلة بوتين، قائلا إنها لم تكن ضرورية لكي يدرك الشعب الأميركي “وحشية” الرئيس الروسي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن بوتين يحاول تبرير أفعاله بأوكرانيا بـ”أسباب وهمية وسخيفة”، وحقيقة ما يفعله في أوكرانيا يجب أن تكون واضحة للجميع، بحسب تعبيره.

بحسب المحلل السياسي محمد الحكيم، فإن المقابلة هي “جعجعة بلا طحين”، مردفا في حديث مع “الحل نت”، أنه لا شيء جديد يمكن التماسه من المقابلة، فقط تكرار القديم، والترويج للبروباغندا الروسية بصورة مفرطة؛ لأن الواقع يقول إن موسكو خسرت الكثير منذ غزوها لأوكرانيا وإلى اليوم. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات