بعد تولي الرئيس أحمد الشرع مهامه كرئيس “للمرحلة الانتقالية” في سوريا، لم يتضح موقف بغداد الرسمي من دمشق، بينما لم تنجح زيارة وزير الخارجية والمغتربين في “حكومة تصريف الأعمال” السورية، أسعد الشيباني، إلى العراق. 

يأتي ذلك بينما صرح رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بأن لدى بغداد مطالب من دمشق، لكنه لم يوضح فيما إذا كانت بغداد ستغير موقفها إذا استجابت دمشق. 

ماذا تنتظر بغداد؟

رئيس الحكومة العراقية، قال في مقابلة متلفزة، إن بغداد تنتظر من “إدارة سوريا” موقفاً صريحاً بشأن محاربة “داعش”، وموقفاً واضحاً بخصوص التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته إلى طهران – انترنت

وأشار السوداني إلى أن العراق تنسق مع سوريا بشأن تأمين الحدود وعودة اللاجئين، وعلى استعداد لتقديم الدعم، مشدداً على أنه “لا نريد لسوريا أن تكون محطة للصراعات الأجنبية”. 

وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصادر عراقية قولها إن “الإطار الشيعي”، وهو أكبر تكتل سياسي في الحكومة العراقية، برّر عدم تهنئة بغداد للرئيس السوري، أحمد الشرع، بأن عليه قضايا إرهاب لدى السلطات الأمنية العراقية. وأضافت أن “الإطار” أكد أن التعامل مع “السلطات السورية” ما زال يقتصر على الجانب الأمني. 

يأتي ذلك بينما أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين أن استقرار الوضع الأمني في سوريا ينعكس إيجاباً على العراق، إذ قال إن “استقرار الوضع الأمني في سوريا ينعكس إيجاباً على العراق، في حين أن استمرار التوتر يؤثر سلباً على المنطقة بأكملها”. 

المسؤول العراقي، أكد في تصريحات من العاصمة المغربية الرباط، على احترام العراق للإرادة السورية، معرباً عن أمله في أن “تتفهم الإدارة السورية الجديدة أهمية التنوع داخل المجتمع السوري”. 

عرقلة زيارة الشيباني

أمس الخميس، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن عراقيل تعترض ترتيبات زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى العراق، على الرغم من مساعي السعودية وتركيا لتطبيع العلاقات العراقية السورية.

وزير الخارجية والمغترين في حكومة تصريف الأعمال السورية، أسعد الشيباني – انترنت

الوكالة نقلت عن مصادر عراقية قولها إن “الإطار الشيعي”، وهو أكبر تكتل سياسي في الحكومة العراقية، برر عدم تهنئة بغداد للرئيس السوري، أحمد الشرع، بأن عليه قضايا إرهاب لدى السلطات الأمنية العراقية. وأضافت أن الإطار أكد أن التعامل مع “السلطات السورية” ما زال يقتصر على الجانب الأمني. 

وذكرت المصادر أن ترتيبات وزارة الخارجية العراقية لزيارة وزير الخارجية السورية للعراق “لا تسير بصورة جيدة”، مشيرة إلى أن هناك مساعِ من السعودية وتركيا والأردن لتطبيع العلاقات العراقية السورية، وإنجاح زيارة الشيباني لبغداد. 

لم يتضح بعد فيما إذا كانت بغداد ستوجّه دعوة للشرع لحضور القمة العربية في أيار/مايو المقبل، في ظل انقسام الآراء حول ذلك.

إذ قالت وزارة الخارجية العراقية إن لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ترى أن الشرع يحظى بدعم إقليمي وعربي ودولي واسع، وبالتالي الحكومة العراقية مضطرة لدعوة الرئيس السوري لحضور القمة.

في حين أن الإطار الشيعي، أكبر تكتل سياسي في الحكومة، دعا إلى عدم دعوة الشرع للقمة العربية، محذرا من الضغوط التي تمارسها بعض الأطراف العربية ليكون الرئيس السوري حاضرا في قمة بغداد، وفق “مونت كارلو الدولية” 

ورجّح تحالف الزعيم السياسي الشيعي نوري المالكي عدم حضور الشرع لقمة بغداد وان دعته الحكومة العراقية إليها. 

معضلة بغداد

بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا، وجد العراق نفسه أمام تحديات مرتبطة بالعلاقة مع إيران وتركيا والولايات المتحدة، وسط انقسامات داخلية حادة، بحسب تقرير نشره موقع “كراسنايا فيسنا” الروسي، الذي أشار إلى أن العراق يعيش وضعا إستراتيجيا صعبا للغاية.

مدير المخابرات العراقي، حميد الشطري، خلال زيارته إلى دمشق – انترنت

إذ أصبح العراق النقطة التالية المهددة بانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط؛ فقد أدى ضعف ما يسمى “محور المقاومة” الإيراني فضلا عن تراجع نفوذ روسيا في المنطقة، إلى تعزيز دور لاعبين آخرين وهو ما ينذر بحدوث تغيير في العراق، خاصة مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى “البيت الأبيض”، وفق الموقع الروسي. 

في الوقت نفسه، فقد قوض سقوط نظام الأسد نفوذ إيران في المنطقة بعد أن طُردت من سوريا، مما جعل العراق يحظى باهتمام إيراني كبير للحفاظ على نفوذها.

يُذكر أن السلطات العراقية أرسلت مدير مخابراتها الوطنية حميد الشطري للقاء “الحكومة السورية الجديدة” في كانون أول/ديسمبر الماضي، بينما حضر وزير الخارجية العراقي مؤتمرا حول سوريا في السعودية في كانون ثاني/ يناير الفائت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة