في تطور لافت، وصلت دفعة من الأوراق النقدية السورية إلى مطار دمشق الدولي على متن طائرة روسية، وذلك بعد يوم واحد من اتصال هاتفي جمع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
هذه الخطوة تأتي في إطار جهود سوريا لمعالجة أزمة السيولة التي تعاني منها البلاد، وسط تكتم رسمي على تفاصيل الاتفاقيات المالية والسياسية التي قد تكون مرتبطة بهذه العملية.
تفاصيل الوصول: كتاب سرّي ودفعة نقدية غامضة
وفقًا لوثيقة سُربت تحمل توقيع حاكمة “مصرف سوريا المركزي”، ميساء صابرين، تم توجيه كتاب رسمي إلى مطار دمشق الدولي بتاريخ 12 شباط/فبراير الجاري، يؤكد التزام المصرف بتسديد بدلات هبوط الطائرة وخدمات الطيران المدني المرتبطة بشحنة الأموال المتوقعة.

الكتاب، الذي حمل الرقم (209/13/ص)، أشار إلى وصول الشحنة بتاريخ 14/2/2025، دون الكشف عن القيمة الإجمالية للأوراق النقدية.
ومع ذلك، كشفت مصادر صحفية مطلعة أن الدفعة النقدية تبلغ 60 تريليون ليرة سورية، وهي من فئة الـ 5000 ليرة، الأعلى قيمة في العملة السورية. في حين نقل موقع “صوت العاصمة” المحلي عن مصدر، أن المبلغ الذي تم نقله من روسيا هو 300 مليار ليرة سورية فقط ولا صحة للأنباء المتداولة حول أرقام أكبر بالعملة الصعبة.
هذه الأوراق تمت طباعتها في إيران بموجب اتفاقية سابقة بين البلدين، حيث زارت ميساء صابرين طهران في أيلول/سبتمبر 2023 للتفاوض على طباعة العملة الجديدة.
يأتي ذلك بينما كشفت مصادر مصرفية سورية، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن 3 طائرات روسية ستصل إلى دمشق، محمّلة بكميات كبيرة من الأوراق النقدية السورية. إذ تبيّن أن هذه الأوراق هي من فئة الـ 5000 ليرة، وهي الأعلى في العملة السورية وفق ما كشفت مصادر مصرفية سورية، بحسب موقع “إرم نيوز” الإماراتي.
روسيا تلعب دور الوسيط
في ظل القطيعة بين “الإدارة السورية الجديدة” وإيران، لعبت روسيا دور الوسيط في نقل الأوراق النقدية إلى دمشق.
ووفقًا للمعطيات المتاحة، فإن موسكو قامت بتسهيل عملية النقل عبر طائراتها، في إطار علاقاتها الاستراتيجية مع سوريا.
هذا التحرك يأتي بالتزامن مع مفاوضات بين البلدين حول مستقبل القواعد العسكرية الروسية في اللاذقية وطرطوس، والتي قد تكون جزءًا من صفقة أوسع تشمل الدعم الاقتصادي والعسكري.
جاء وصول الدفعة النقدية بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري أحمد الشرع، أكد خلاله بوتين استعداد بلاده لمساعدة سوريا في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية. وأعرب بوتين عن تمنياته للشرع بالنجاح في مواجهة التحديات التي تواجه “القيادة السورية الجديدة”.
من جهته، صرّح وزير الدفاع في حكومة “تصريف الأعمال السورية”، مرهف أبو قصرة، لصحيفة “واشنطن بوست” بأن بلاده منفتحة على استمرار الوجود العسكري الروسي في قاعدتي طرطوس وحميميم، ما دام ذلك يخدم المصالح السورية. وأكد السفير الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن بلاده مستعدة لمساعدة سوريا في مرحلة إعادة الإعمار.
صفقة طباعة العملة: إيران في الخلفية
تعود جذور هذه العملية إلى زيارة ميساء صابرين، التي كانت تشغل منصب نائبة حاكم “مصرف سوريا المركزي” آنذاك، إلى طهران في أيلول/سبتمبر 2023. خلال الزيارة، تم تشكيل لجنة فنية ضمت خبراء سوريين وإيرانيين، حيث جرى توقيع اتفاقية مع شركة “بارديش تاسير ريان” الإيرانية لطباعة العملة السورية من فئة الـ 5000 ليرة.
فيما يبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى تخفيف أزمة السيولة في سوريا، إلا أن التساؤلات تظل قائمة حول المقابل الذي قد تقدمه دمشق لموسكو. هل يتعلق الأمر بتمديد الوجود العسكري الروسي في سوريا؟ أم أن هناك تفاهمات أوسع تشمل ملفات سياسية واقتصادية أخرى؟
حتى الآن، لم تصدر أي توضيحات رسمية من “حكومة تصريف الأعمال السورية” حول طبيعة هذه الاتفاقيات، مما يترك المجال مفتوحًا للتكهنات حول مستقبل العلاقات الثلاثية بين سوريا وروسيا وإيران في ظل التطورات الجديدة.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

خيارات بغداد الصعبة.. كيف تتحرك واشنطن لتطويق إيران من العراق؟

عصى ترامب تجلد “الحوثيين”: هل تخلت طهران عن حليفها الأخير؟

تهريب الأسلحة من إيران إلى القرن الإفريقي: توظيف “الحوثيين” لدعم تنظيم “القاعدة”

اضطرابات الساحل السوري: صراع نفوذ إقليمي أم محاولات لبعث الفوضى؟
الأكثر قراءة

وصفت بـالتاريخية لحظة تصديق الشرع على الإعلان الدستوري

هل تستفيد المصارف السورية من تعليق العقوبات عن “البنك المركزي”؟

هجوم لفلول النظام على حاجز للأمن العام بدمشق

نزوح الآلاف من الساحل السوري باتجاه لبنان.. تفاصيل

ميليشيات عراقية تعتدي على سوريين وتعتقلهم

ميليشيا عراقية تعتدي على السوريين.. دمشق تندّد والسوداني يأمر باعتقال المتورّطين
المزيد من مقالات حول سياسة

“قتل وحرق ودمار”.. شهادات جديدة توثق مجازر الساحل السوري

استمرار الاعتصام المفتوح لموظفي شركة كهرباء السويداء.. ما المطالب؟

وزيرة الخارجية الألمانية في دمشق: بداية سياسية جديدة؟

بعد موجة انتقادات.. وزارة الشؤون الاجتماعية توضح التعميم 28

انتشار سيارات “الدعوة” في شوارع دمشق يثير الجدل والتوترات

“لبحث تنفيذ الاتفاق”.. قائد “قسد” يجتمع مع لجنة من الإدارة السورية

“خطوة للتقارب مع دمشق”.. ناقلة نفط روسية متجهة إلى سوريا
