واقعيا، يطمح السوريون إلى وضع جديد أكثر إيجابية على شتى الأصعدة في سوريا الجديدة، بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، فنظام الأسد كان مهملا لكل شيء، ومنها الرقابة، فلا رقابة له على محلات الغذاء مثلا، والتي تعد من أهم متطلبات الإنسان، حيث يبتاع منها المواد والوجبات اللازمة للطبخ والأكل.

يعاني السوريون كثيرا من قلة الاهتمام بنظافة محلات الأغذية، حيث تنتشر فيها “الوساخة” وعدم الاهتمام الكافي بنظافتها من قبل أصحاب المحلات والمتاجر والمطاعم، وهذا ما بنعكس بشكل سلبي كبير على حياة الناس، حيث يتسبب بحالات تسمم خطيرة، قد تؤدي إلى وفاتهم أحيانا.

نظافة محلات الغذاء مسؤولية الحكومة الجديدة

اليوم، يطالب السوريون، الحكومة الجديدة بوضع حد لهذه الأزمة عبر الرقابة الدائمة لمحلات الغذاء، وعدم تكرار سياسة الإهمال التي كانت سائدة إبان النظام السوري السابق، فالوضع حتى الآن لم يشهد أي تغيير ملموس من ناحية نظافة محلات ومتاجر الأغذية.

علي – اسم مستعار – مواطن دمشقي، أدلى بشهادته عن هذه الأزمة لـ “الحل نت”، بقوله، إنه من خلال اطلاعه على محلات الغذاء في العاصمة السورية دمشق، لاحظ أن هنالك عدم انضباط في النظافة من قبل أصحاب المحلات، حيث يتعمد معظمهم إلى إتباع السلوك التقليدي في بيع المواد الغذائية.

أحد أسواق دمشق – (وكالات)

وأردف علي، أن بائع اللحمة يقوم بملامسة يديه بالنقود أثناء الحساب مع الزبون، من دون استعماله القفازات اليدوية الصحية، وكذلك الحال مع بائع الحلويات، وبائع الفروج المشوي والنيئ، لافتا إلى أن معظم البائعين للمواد الغذائية ليس لديهم أي معرفة عن برامج القواعد الصحية لكي يتم اتباعها، حيث لم يتوفر الإرشاد الصحي المطلوب من قبل النظام السوري السابق.

وبحسب علي، فإن نظافة محلات الغذاء، تقع على عاتق الحكومة السورية الجديدة، إذ من الضروري نشر التوعية الصحية من حيث نظافة المحلات واتباعها لقواعد الصحة، انتهاءا بإنشاء تصاميم المحلات التجارية بطراز حديث شبيه بالدول الجارة، حيث أن معظم مراكز إنتاج المواد الغذائية تتعمد تتخذ إجراءات النظافة الأكثر صرامة.

حالات تسمم متكررة وافتقار لأبسط مقومات النظافة

في السياق ذاته، كان أكثر علي حدة في تعليقه لـ “الحل نت” حول هذا الموضوع، قائلا: “ما هذا القرف.. بائع اللحمة يقوم بالتدخين ومن ثم يقوم برمي سيجارته في الشارع وبعد ذلك يقوم بقطع اللحم للزبون لبيعه بنفس اليدين المتسختين، فضلا عن أنه لا يلبس سترة العمل الخاصة باللحام”.

وأضاف، أن معظم محلات الغذاء في دمشق، لا سيما في المناطق الشعبية، تفتقر لأدنى مقومات النظافة. “بشكل شخصي، تعرض جاري لحالة تسمم بسبب سوء نظافة اللحمة التي اشتراها من متجر اللحوم، لكننا سارعنا لإنقاذه بعد نقلنا له بالوقت المناسب إلى المشفى”.

وطالب علي في حديثه مع “الحل نت”، الحكومة السورية الجديدة بفحص جميع المواد الغذائية وغير الغذائية المصنعة محليا والمستوردة من الخارج عبر المراكز التخصصية، قائلا: “يعني تصوّر معي، أن علبة شامبو من أجل الاستحمام إذا لم تصنع حسب المواصفات الطبية، يمكن أن تسبب العمى لدى مستعمليها، بالإضافة إلى تساقط الشعر، وهو ما حصل بشكل متكرر مع الكثير من الناس”.

وما يمكن ذكره، أن المستشفيات في دمشق تستقبل يوميا عشرات حالات التسمم، أغلبها نتيجة تناول الأطعمة غيرة النظيفة، ومعظم الحالات تكون التهاب معدة وأمعاء، نتيجة تناول المواطنين لطعام غير نظيف بشكل جيد، كما يقول الأطباء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة