استعاد السوريون أجواء البهجة خلال استقبالهم شهر رمضان المبارك، بعد أن غابت عنهم لأكثر من عقد عقب اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام الأسد، لتتزين الشوارع والشرفات والمنازل ما يعكس عودة الطقوس الرمضانية التي فقدوها. 

ورغم أن رغبة السوريين هي أن يكون رمضان هذا العام مختلفًا، إلا أن واقعهم المعيشي الصعب ما زال قائمًا بفعل سنوات من الركود الاقتصادي وقلة الحركة الشرائية، ما يؤثر بشكل مباشر على حركة الأسواق وانتعاشها. 

وفرة السلع ورواتب غير كافية 

المشهد في الأسواق السورية أيضًا كان مختلفًا في رمضان هذا العام، حيث اكتظت بالبضائع لكن دون حركة شراء تُذكر، رغم انخفاض الأسعار بنسبة تزيد عن 60 بالمئة على العديد من السلع مقارنة بالعام الماضي، إلا أن المواطنين لا يستطيعون الشراء إذا لم يكن لديهم المال الكافي لذلك. 

ويعيش السوريون أوضاع اقتصادية خانقة، ولا تتجاوز رواتب الموظفين حاجز 50 دولار في الوقت الحالي عند سعر صرف بحدود 9000 ليرة سورية لكل دولار أميركي واحد، ما يجعلهم عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الأساسية للشهر الكريم. 

تقول سيدة سورية- تعمل موظفة، إن السلع متوفرة في الأسواق بأسعار أقل من العام الماضي لكن المشكلة، ليست في وفرة المنتجات، بل في ضعف القدرة الشرائية، مردفة: “لا يوجد مال لشراء السلع.. ما في مصاري.. أنا موظفة راتبي ما بيكفي ايجار”.  

وأكدت إحدى ربّات البيوت، أن السلع الغذائية توفرت في الأسواق بشكل ملحوظ عن العام الماضي، وبأسعار أقل، حيث وجدت أنها فرصة لتأمين احتياجات البيوت السورية. 

حركة بيع سيئة

وصف أحد الباعة حركة الأسواق لهذا العام بأنها “حركة بلا بركة”، قائلاً “إن حركة البيع سيئة مع بداية شهر رمضان”، إذ ما زالت الناس تشتري بكميات قليلة جدًا بالقطعة، بعد أن كانت في العام الفائت تموّن المواد الأساسية لشهر رمضان قبل بدايته بأيام، وفق وصفه.  

بينما أوضح أحد باعة الدواجن، أن حركة البيع والشراء متوسطة، لافتًا إلى أن كثيراً من السوريين ليس بإمكانهم أن يشتروا دائمًا الدجاج، مؤكدًا أن الحركة كانت أقوى بالعام الماضي. 

وفقًا لأسعار الأسواق السورية، سجل سعر طبق البيض 34 ألف ليرة وسطيا، بعد أن لامس 60 ألف ليرة قبيل رمضان الماضي. 

أما التمر الذي يُعد وجوده رئيسيًا على كل الموائد خلال رمضان سجل سعر الكيلو منه 25 ألف ليرة وسطيا، بينما كان يصل إلى 50 ألف ليرة خلال العام الماضي. 

هذا وانخفضت أسعار اللحوم بنسبة 50 بالمئة تقريبا؛ إذ بلغ سعر كيلو لحم الخروف 100 ألف ليرة بعد أن لامس 300 ألف ليرة خلال العام الماضي، في حين سجلت الشرحات سعر 45 ألف ليرة للكيلو بعد أن لامست 70 ألف ليرة خلال العام الفائت. 

غياب الرقابة 

اشتكى كثير من السوريين مع بدء الشهر المبارك، من غياب الرقابة الفعالة على الأسواق والذي فاقم من الأزمة، إذ لا يلتزم بعض التجار بالأسعار المحددة، ما يزيد من أعباء المواطنين في تأمين احتياجاتهم الأساسية. 

قال أبو مهند: “شعب سوريا مُعجزة شقد تحمل الظروف الظالمة والتجار لارقيب ولا حسيب”. 

وهو ما اتفق معه فيه، وضاح سالم، الذي قال أيضًا: “عادي حقن التجار يرفعوا الأسعار لارقيب ولاحسيب ولا تموين”. 

وندد أحمد زكي، بقيام بعض التجار بزيادة الأسعار مع بداية شهر رمضان، وقال: “الأسعار قبل رمضان غير الأسعار بداية رمضان.. عليهم ما يستحقون من الله كل من رفع السعر على الرغم كان هذا الأمر متوقع مثل كل رمضان فالمواطن مضطر أن يشتري، حتى لو استدان حتى يتمكن من الصيام والقيام لطاعة الله”. 

إقبال متوسط 

في هذا الصدد، أوضح أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة، أن أسعار المواد الغذائية انخفضت مع بداية شهر رمضان المبارك بنسبة 55 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. 

وأرجع خلال تصريح نقله عنه موقع “هاشتاغ” سبب انخفاض الأسعار إلى التنافس مع البسطات في ظل تدفق المواد الغذائية الكبير في الأسواق، مشيراً إلى ضرورة استمرار تخفيض المنتجين المحليين أسعار موادهم وخاصة بعد توفر المحروقات وانخفاض أسعار المواد الأولية وعدم وجود إتاوات عليهم. 

وأشار حبزة، إلى وجود إقبال متوسط الشدة على الأسواق لشراء احتياجات المنازل لشهر رمضان لعدم وجود قدرة شرائية لدى المواطنين. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة