على الرغم من المطالب الملحة لاعتماد 18 آذار عيدا لانطلاقة الثورة السورية، إلا أن هذا المطلب لم يلق آذانا صاغية لدى الإدارة السورية الجديدة، بل اعتمدت بقرار غير رسمي الخامس عشر من آذار.
يأتي ذلك وسط انقسام في الآراء بين من يرى أن 18 آذار هو عيد انطلاقة الثورة، حيث اكتسب زخما في المظاهرات بينما سقط “أول شهيدين” في سوريا بمحافظة درعا، مهد الثورة السورية، في حين أن آخرين يرون أن الخامس عشر، عندما خرج العشرات لدقائق بدمشق.
رمزية 18 آذار
في الثامن عشر من آذار 2011، خرجت مظاهرة في مدينة درعا جنوبي سوريا بعد صلاة الجمعة من حي درعا البلد، حيث هتف المشاركون بالحرية، إذ شارك الآلاف من أبناء المحافظة، على إثر غضب شعبي بعد اعتقال أطفال درعا وإساءة عاطف نجيب لوجهاء المدينة.
وطالبت المتظاهرون بالإفراج عن الأطفال المعتقلين بتهمة كتابة عبارات ضد النظام على جدران المدارس، وهتفوا للحرية وضد المحافظ فيصل كلثوم والأجهزة الأمنية والفساد، وطالبوا بإسقاط حالة الطوارئ وإتاحة الحريات السياسية.
في 18 آذار قُتل أول متظاهرين على برصاص قوات الأمن، وهما محمود الجوابرة وحسام عياش، وأُصيب العشرات بجروح، بينما نفذت القوات الأمنية حينها حملة اعتقالات شملت المصابين في مستشفى درعا الوطني.
وأصدر عدد من النقابات في محافظة درعا أمس الجمعة، بياناً مشتركاً تطالب من خلاله رئاسة الجمهورية العربية السورية باعتماد يوم 18 آذار تاريخ رسمي لانطلاق الثورة السورية.
“من الحق والثورة تسمية هذا اليوم الوطني رسميًا، حقوقًا أو دورًا، وهو تأكيد على دور السوريين كـشعب عابر للمدن والانتماءات في الثورة السورية، يوم 18 آذار سيبقى يومًا لتكريس هذه الوحدة الشعبية والاعتراف بتضحياتها”، وفق البيان.
إلى جانب درعا، خرجت مظاهرات في 18 آذار 2011، في عدد من المحافظات والمدن السورية، بينها حمص وبانياس.
أما ما حصل في 15 آذار بدمشق، فقد احتشد عدد من المتظاهرين لدقائق في سوق الحميدية وهتفوا بالحرية قبل أن تتحول الهتافات إلى تأييد للرئيس المخلوع، بشار الأسد.
تهميش لدرعا؟
الناشط الإعلامي، براء العودات، اعتبر أن تجاهل “الإدارة السورية الجديدة” لمطلب اعتماد 18 آذار تاريخ انطلاق الثورة هو استهتار وإضاعة حقوق محافظة درعا كاملة، إضافة إلى أنه سوء إدارة ومعاملة مع بوابة سوريا مع الشرق الأوسط بالكامل.

وأضاف في حديث لـ “الحل نت” أن هناك تهميش متعمد لمحافظة درعا منذ الإطاحة بالنظام المخلوع في 8 كانون أول/ديسمبر 2024.
“تمسك البعض بأن 15 آذار تاريخ انطلاقة الثورة هو تزوير وسرقة من أهالي حوران، وكل ما جرى قبل 18 آذار كان عبارة عن إرهاصات، ومن ضمنها اعتقال أطفال درعا في شباط/فبراير 2011″، وفق العودات.
واعتمدت “الإدارة السورية” بقرار غير رسمي الـ 15 من آذار عيدا لانطلاقة الثورة السورية، حيث شارك سلاح الجو في الجيش العربي السوري في الاحتفالات اليوم السبت، بينما ألقت الطائرات المروحية الورود على الحشود المتواضعة، في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق.
من جهتها، دعت محافظة دمشق، “جماهير الثورة للمشاركة في استكمال فعاليات احتفال ذكرى الثورة السورية المباركة، التي ستُقام اليوم السبت عند الساعة الثامنة والنصف مساءً في ساحة الأمويين، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً”.
وكانت تجمعات ثورية، بينها الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية، اعتمدت في السنوات الأولى لانطلاقة الثورة تاريخ 18 آذار.
وقالت لجان التنسيق في بيان، “إنها تكرم الحراك الشعبي الذي أعلن عن نفسه بقوة في هذا اليوم انطلاقاً من درعا مهد الثورة، مروراً بمدن ثائرة أخرى كدمشق وحمص وبانياس ودير الزور وجبلة، ما لبث أن امتد بعد أيام ليشمل كامل الجغرافية السورية، وهو إضافة إلى ذلك اختيار يقدر هذا اليوم الذي قدم فيه ثوار حوران أول قطرة دم لشهيد فداء لحرية سوريا.”
- مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل
- في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا
- مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي
- رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات
- تديّن أم موضة؟.. هجوم حاد من سارة نخلة على حجاب حلا شيحة “الموسمي”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول سياسة

مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل

في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا

مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي

رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات

لقاء ودي بين مسؤولي استخبارات دمشق وموسكو: إحياء العلاقات؟

الشرع يضع شرطا أساسيا للتطبيع مع إسرائيل

باريس وأربيل تكثفان الجهود لدعم “قسد” وترتيب البيت الكردي في سوريا.. تفاصيل
