في مشهد سياسي لافت أعقب تشكيل الحكومة السورية الانتقالية في 29 مارس الماضي، برز اسم هند قبوات كوزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل، لتكون بذلك الصوت الأنثوي اليتيم في هذا التشكيل، فمن هي؟

مسيرة هند قبوات، التي بدأت من الهند مرورًا بسوريا وكندا والولايات المتحدة، وصولًا إلى قلب العمل السياسي السوري، سنلخصها لكم في هذه السطور التالية، ضمن ملف تسليط الضوء على أبرز الشخصيات في حكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.

هند قبوات.. النشأة والتحصيل الأكاديمي والدور السياسي

ولدت هند قبوات لعائلة مسيحية في الهند، لكن جذورها وسنوات نشأتها الأولى ارتبطت بسوريا، حيث انتقلت إليها في طفولتها وتلقت تعليمها الأساسي والجامعي. من جامعة دمشق، حصلت قبوات على ليسانس في الاقتصاد والقانون، لتنطلق بعدها في رحلة أكاديمية دولية.

محطتها التالية كانت الولايات المتحدة الأميركية، حيث نالت درجة الماجستير في القانون والدبلوماسية من “كلية فليتشر” المرموقة بـ جامعة تافتس، ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد، فحصلت أيضًا على شهادة في القانون من الجامعة العربية في بيروت، ناهيك عن شهادة في حل النزاعات والتحكيم من جامعة تورنتو الكندية.

هند قبوات – (وكالات)

منذ اندلاع “الثورة السورية” في عام 2011، اتخذت هند قبوات موقفًا واضحًا بالانضمام إلى صفوف المعارضة السورية، ولم تكتفِ بالتعبير عن رأيها، بل لعبت دورًا محوريًا في المفاوضات السياسية التي سعت لإيجاد حلول للأزمة المستمرة.

بين عامي 2015 و2017، شغلت مناصب قيادية في الهيئة العليا للمفاوضات، وكانت صوتًا مسموعًا للمعارضة السورية في العديد من المحافل الدولية، كما كانت نائبة لرئيس مكتب لجنة المفاوضات السورية في جنيف، وعضوة سابقة في اللجنة العليا للمفاوضات، لتشارك في جميع الجولات الثماني من محادثات السلام التي استضافتها المدينة السويسرية.

البروز في العمل المجتمعي

تدير هند قبوات حاليًا قسم حوار الأديان وحل النزاعات في معهد الأديان والدبلوماسية بجامعة جورج ميسون في ولاية فيرجينيا الأميركية، وتحمل لقب الأستاذية في ذات الجامعة، وقبل ذلك، كانت عضوًا زائرًا في برنامج التفاوض بكلية القانون في جامعة هارفرد.

لم يقتصر دورها على المؤسسات الأكاديمية، بل امتد ليشمل تأسيس وإدارة مركز الحوار والسلام والمصالحة السوري في تورونتو، كما قادت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التسامح والتعاون بين الأديان، والدعوة إلى التحديث والإصلاح، وتطوير أساليب مبتكرة في تعليم حل النزاعات والدبلوماسية في سياق الأزمة السورية.

تقديرًا لمساهماتها القيمة، حصلت هند قبوات على جائزة من مركز “Tanenbaum” لصانعي السلام في العمل، وجائزة أخرى من جامعة جورج ميسون في مجال الدبلوماسية العامة.

اليوم، تجد هند قبوات نفسها في موقع المسؤولية كوزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة الانتقالية السورية، وهو تحول نوعي في مسيرتها. وكونها المرأة الوحيدة في هذا التشكيل الوزاري، فإن ذلك يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، فنجاحها أو فشلها سيمتد تأثيره ليطال مستقبل دور المرأة وحجم تمثيلها في السلطة السورية، إذ غالبًا ستُقيَّم تجربتها كمعيار هام في هذا السياق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات