شهدت أسعار الذهب في سوريا ارتفاعا جنونيا، ليكسر حاجز المليون ليرة سورية لغرام الذهب، في مشهد يعكس استمرار الضغوط الاقتصادية وتقلبات الأسواق العالمية.

وسجل غرام الذهب عيار 21 قيراط، سعر 1,025,000 ليرة سورية في أسواق الصاغة بالعاصمة السورية دمشق، بانخفاض قدره 20 ألف ليرة مقارنةً بأسعار يوم الخميس.

مستويات غير مسبوقة للأسعار

وصلت الأسعار عند مستويات غير مسبوقة، مدفوعة بعدة عوامل خارجية أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية وارتفاع الطلب العالمي على الذهب كأحد أكثر الملاذات أماناً في ظل حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق، وخاصة بعد القفزات التي سجلتها الأونصة الذهبية عالمياً.

محلياً، تراوحت الأسعار بين مستويات مرتفعة على مختلف العيارات، حيث سجل عيار 18 قيراط 878,000 ليرة. في حين لامست أسعار الليرات الذهبية سقوفاً جديدة، إذ بلغت قيمة الليرة من عيار 21 نحو 8.2 مليون ليرة، بينما وصلت الليرة من عيار 22 إلى 8.5 مليون ليرة.

أما على صعيد السوق العالمية، فقد بلغ سعر أونصة الذهب 3326.83 دولاراً، وهو من أعلى المستويات المسجلة هذا العام، فيما قُدّر سعر الأونصة محلياً بـ36,590,000 ليرة سورية، في مؤشر يعكس شدة تأثر السوق السورية بتقلبات الأسعار العالمية، رغم الانفصال النسبي بين السعر الرسمي والسوق الموازية.

هذا ورجّح متابعون للشأن الاقتصادي أن تبقى الأسعار ضمن هذا النطاق المرتفع خلال الفترة القادمة، خاصة في ظل استمرار التوترات الدولية، إلى جانب ضعف الثقة بالعملات المحلية، مما يدفع الكثير من السوريين إلى اللجوء للذهب كخيار للادخار وتأمين القيمة، في وقت تستمر فيه الليرة السورية بفقدان جزء من قيمتها الشرائية يوماً بعد آخر.

التوترات السياسية والرسوم الأميركية

في هذا الصدد، أرجع رئيس جمعية الصاغة بدمشق، محمود النمر، ارتفاع أسعار الذهب إلى عدة عوامل منها التوترات السياسية في الشرق الأوسط، من بينها الحرب في غزة، والملف النووي الإيراني، وفقًا لموقع “نورث برس”.

وأضاف النمر، أنه من بين العوامل التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب هو فرض الولايات المتحدة الأميركية رسومًا جمركية على عدد من الدول.

وأشار إلى أن هذه الظروف دفعت الشركات العالمية والبنوك الكبرى إلى شراء كميات كبيرة من الذهب كخطوة احتياطية، في مواجهة ما وصفه بالسياسات الأميركية المتهورة إلى حد كبير.

وشهدت أسواق الذهب في عموم البلاد إقبالاً كبيراً على شراء الذهب، حيث بلغت نسبة الشراء نحو 70 بالمئة مقابل 30 بالمئة للمبيع، بحسب النمر

ورجح احتمالية حدوث تراجع طفيف في أسعار الذهب على المدى القصير، نتيجة لعمليات جني أرباح المبيع، كما توقع استمرار ارتفاع أسعار الذهب على المدى البعيد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة