في خطوة تعكس الاهتمام الدولي المتزايد بالشأن السوري والكردي السوري، استضافت أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، اجتماعين منفصلين جمعا القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، بوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ورئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، وذلك بحضور إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية لدى “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.
باريس تدعم “قسد”
الأنباء تضاربت حول فحوى هذه اللقاءات، فبينما أشارت تقارير إعلامية كردية إلى احتمال قيام فرنسا بزيادة قواتها ضمن التحالف الدولي في مناطق سيطرة “قسد”، نفى مصدر مقرب من مظلوم عبدي هذه المعلومات.
إلا أن المصدر ذاته، أكد لموقع “العربية نت”، أن باريس تدرس بجدية سبل دعم “قوات سوريا الديمقراطية” في حال قررت الولايات المتحدة تقليص عدد جنودها في المنطقة.
ويشير هذا التوجه الفرنسي، إلى استمرار دعم باريس لـ “قسد” ومشاركتها “الكاملة” في المرحلة الانتقالية بسوريا، وهو ما عززه وزير الخارجية الفرنسي نفسه بتغريدة على حسابه في منصة “إكس”، مرفقة بصورته مع عبدي.
وأكد الوزير الفرنسي، على “10 سنوات من القتال جنباً إلى جنب ضد داعش”، مشدداً على ضرورة أخذ “كل حقوق ومصالح الكرد في الاعتبار في المرحلة الانتقالية بسوريا”.
وفي سياق متصل، كشف المصدر المقرب من قائد “قسد”، عن مساع فرنسية لتكثيف العمليات ضد تنظيم “داعش” عبر الغارات الجوية، مع الاستمرار في تقديم الدعم الدبلوماسي لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، كما يبرز الدور الفرنسي كوسيط محتمل بين “قسد” والسلطات السورية من جهة، وبين “قسد” وأنقرة من جهة أخرى، في محاولة لتهدئة التوترات الإقليمية.
أربيل والسعي لـ “ترتيب البيت الكردي” في سوريا
أما على صعيد الاجتماع بين مظلوم عبدي ونيجرفان بارزاني، فقد أكد مصدر من دائرة العلاقات الخارجية لدى “الإدارة الذاتية”، أن المباحثات تركزت حول “مسألة ترتيب البيت الكردي” في سوريا.
تأتي هذه المساعي في ظل استعداد الأحزاب الكردية السورية لعقد مؤتمر “وطني” مرتقب يوم السبت القادم، يهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي بشأن تشكيل وفد موحد للتفاوض مع دمشق يضم مختلف الأطراف الكردية السورية.
ووصف المصدر لموقع “العربية نت”، اللقاء بين عبدي وبارزاني بالإيجابي، معرباً عن تفاؤله بأن ينعكس ذلك إيجاباً على أجواء المؤتمر، قائلاً إنه إضافة لذلك، تسعى أربيل إلى لعب دور الوساطة بين “قسد” وأنقرة للوصول إلى هدنة “دائمة”، في خطوة هدفها تحقيق الاستقرار في المنطقة الحدودية.
علاقات “قسد” مع فرنسا تعود إلى عام 2015، حين استقبل الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا هولاند، قيادات كردية بارزة خلال تصدي “قوات سوريا الديمقراطية” لهجوم “داعش” على مدينة كوباني.
وقد استمر هذا التواصل في عهد الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، الذي استقبل مسؤولين من الإدارة الذاتية و”قسد” مرتين على الأقل في السنوات الأخيرة.
وتعمل باريس منذ أشهر بالتعاون مع الولايات المتحدة على تحقيق هدنة “مستدامة” بين “قسد” وتركيا، كما شاركت في التوصل إلى الاتفاق الذي جرى بين مظلوم عبدي والرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع في مارس الماضي، مما يؤكد على الدور الفرنسي النشط في محاولة إيجاد حلول للأزمة السورية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

وسط ترقب لانفراجة من واشنطن.. “المركزي السوري” يخفض سعر الدولار مقابل الليرة

وسط اتهام للمقاتلين الأجانب.. الأمن العام يفتح تحقيقا في مقتل أربعة أشخاص باللاذقية

هل تنجح قرارات المركزي الأخيرة في إعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري؟

هل تنتعش جيوب السوريين بعد رفع العقوبات الأميركية.. خبير يوضح

هل تبيع الحكومة الجديدة القطاع العام السوري كاملًا؟.. مستشار وزير الاقتصاد يجيب

نجوم سوريا يتفاعلون مع رفع العقوبات.. فرح وشكر من كل الأطراف!
المزيد من مقالات حول سياسة

هيئتان لـ العدالة الانتقالية والمفقودين… ما المطلوب لضمان عمل مستقل؟

وزير الدفاع يعلن دمج كافة الوحدات العسكرية.. ما دور بريطانيا بإعادة هيكلة الجيش؟

“سوريا لا تقبل وصاية”.. الشيباني يطلق رسائل خلال القمة العربية ببغداد

القمة العربية تقف مع سوريا.. تفاصيل

وزارة الداخلية تكشف عن خطة أمنية لإدارة سوريا.. تفاصيل

“العفو الدولية” تطالب دمشق بمنع وقوع المزيد من الانتهاكات ومحاسبة المتورطين بمجازر الساحل

المقاتلون الأجانب.. كيف ستتعامل دمشق مع هذا الملف الحسّاس؟
