وسط تصاعد الأوضاع في قطاع غزة، وخاصة العمليات والاستهدافات في رفح جنوب القطاع، والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تصاحب كل هذه التصعيدات، ثمة أطراف دولية تناقش حالياً في القاهرة، الحلول والسبل الكفيلة لمنع اتساع رقعة الصراع وزيادة التوتر في المنطقة.

وبحسب وسائل إعلام مصرية، بدأ اجتماع رباعي في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور مسؤولين أمنيين من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، لبحث سبل التوصل إلى التهدئة في غزة ووقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة.

في المقابل، ذكرت مصادر إعلامية أن هناك وفداً من حركة “حماس” برئاسة خليل الحيّة في القاهرة، فما التوقعات من مباحثات القاهرة بشأن التوصل إلى اتفاق أو تسوية بين إسرائيل و”حماس”، وسط التوترات التي تشهدها المنطقة بشكل عام.

ما المتوقعات من مباحثات القاهرة؟

من جهتها، أكدت وكالة “فرانس برس” أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس “الموساد” ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اجتمعوا مع مسؤولين مصريين في القاهرة، اليوم الثلاثاء، لبحث موقف التهدئة في قطاع غزة.

استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي 13 شباط 2024 الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر- “الرئاسة المصرية”

وحول المباحثات الجارية في القاهرة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استمرار التشاور والتنسيق المكثف لتحقيق أهداف وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في قطاع غزة وتفعيل حل الدولتين، بما يعزز جهود إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

جاء ذلك خلال استقبال السيسي لويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، اليوم الثلاثاء، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية.

وقال بيان للرئاسة المصرية إن اللقاء شهد استعراض تطورات الموقف الراهن في قطاع غزة، حيث نقل بيرنز تحيات الرئيس الأميركي جو بايدن للسيسي، وتثمينه لجهود مصر الحثيثة في دفع مسار التهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين.

وفيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة الضغط العسكري على رفح جنوب غزة حيث لجأ نحو 1.4 مليون شخص، أكد بايدن، أمس الاثنين، أن اتفاقاً للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، مع وقف “لستة أسابيع على الأقل” للأعمال العدائية بين إسرائيل وحركة “حماس”، هو حالياً قيد البحث.

وحول فرص نجاح هذه المباحثات، يرى محللون أن مشاركة إسرائيل بشكل مفاجئ في هذه المشاورات، رغم نفيه في السابق دخول أي وفد إسرائيلي في مباحثات القاهرة للتفاوض على صفقة تبادل الأسرى، وبالتوازي مع وجود وفد من “حماس” في القاهرة، يشير إلى أن هذه المباحثات قد تحقق خطوات إيجابية نحو التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب، خاصة وأن هناك ضغوطاً دولية على الجانبين. للصراع بشأن ضرورة التوصل إلى تسوية وإنهاء مأساة الحرب في غزة.

كل الخيارات “مفتوحة”

وقد يأتي قبول الجانب الإسرائيلي باتفاقية ما حول الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف إطلاق النار بغزة، بسبب الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو، وفق التقديرات.

أما “حماس” فإن مواقفها قد تلين قليلاً بسبب ضغط الوسطاء على ضرورة وقف إطلاق النار على القطاع، ولو لفترة مؤقتة، وهو ما قد يساعدهم في مرحلة لاحقة على التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة. ولذلك فإن كل الخيارات والتوقعات مرجحة وممكنة من مباحثات القاهرة.

وما يدعم هذه التوقعات هو حديث المسؤولين السياسيين عن “صياغة إسرائيل مسودة جديدة لموقفها من اتفاق إطلاق سراح الرهائن وإتمام صفقة تبادل أسرى مع حماس”، بحسب ما نقلته “هيئة البث الإسرائيلية” عنهم.

وقالت المصادر ذاتها لـ “هيئة البث الإسرائيلية”، إن المسودة الجديدة تتمتع بقدر معين من المرونة من جانب إسرائيل، على أمل أن تؤدي إلى انفراجة في المفاوضات.

من المتوقع أن تتمخض نتائج محادثات القاهرة والتي جمعت عدة أطراف سياسية ومن “حماس” عن مقاربة عملية لبدء مسار نحو الحل وتفاصيله هي أن تكون إدارة غزة ضمن السلطة الفلسطينية ولا تنفرد الحركة بها.

لكن في المقابل، يبدو أن التوصل إلى اتفاق ما ليس بهذه السهولة، ولا شك أن طرفي الصراع ما زالا متمسكين بشروطهما السابقة. وفي هذا الصدد، نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مسؤول كبير قوله إن محادثات القاهرة بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة صعبة، ولا صفقة وشيكة بعد.

وأضافت الشبكة الأميركية نقلاً عن مصدر في حركة “حماس”، أن الساعات الـ24 المقبلة من المفاوضات حاسمة، مشيرة إلى أن هناك إصراراً من الوسطاء على التوصل لتفاهمات بشأن صفقة التبادل.

وعلى ضوء ذلك، فمن المتوقع أن تتمخض نتائج محادثات القاهرة والتي جمعت عدة أطراف سياسية ومن “حماس” عن مقاربة عملية لبدء مسار نحو الحل وتفاصيله هي أن تكون إدارة غزة ضمن السلطة الفلسطينية ولا تنفرد الحركة بها بل تكون هي كذلك ضمن “منظمة التحرير الفلسطينية” المعترف بها بالأمم المتحدة وتتشكل من خلالهما “حكومة تكنوقراط” بما يسمح بأن تكون هناك خطوة نحو الأمام وفك الاعتراضات الاسرائيلية المختلفة ومن ثم وقف الحرب والقبول بإطلاق سراح السجناء والرهائن.

وبالتالي نكون وصلنا إلى حل سياسي له صفة الاستدامة نظرياً وعملياً فضلا عن حل للصراع الناشئ بفعل هجمات “حماس” المباغتة، وإنهاء الحرب التي انتقلت عدوى الصراع لليمن والبحر الأحمر، فضلاً عن ما يجري بسوريا والعراق ولبنان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات