اعتبر الرئيس اللبناني، العماد جوزيف عون، أن “القرار الأميركي برفع العقوبات عن سوريا خطوة إيجابية من شأنها تحسين الاقتصاد السوري، وهو ما سيسهّل عودة النازحين السوريين من لبنان إلى بلادهم”.

وأردف عون خلال استقباله وفدا من “الكونغرس” الأميركي برئاسة السيناتور أنغوس كينغ، وبحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، اليوم الاثنين أن “التواصل مستمر بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها الوضع الأمني على الحدود”.

تصريحات لبنانية حول سوريا

نحو ذلك، أشار الرئيس اللبناني في حديثه إلى أن “القرار الأميركي من شأنه أن يفتح أمام السوريين، إمكانية الإسهام في إعادة إعمار الاقتصاد المحلي”، بحسب بيان لـ”وزارة الإعلام اللبنانية“.

الشرع يلتقي عون على هامش المشاركة في قمة القاهرة الطارئة – 4 آذار 2025- “رئاسة الجمهورية السورية/ تليغرام”

وأوضح عون قائلا: “القرار الأميركي برفع العقوبات الأميركية عن سوريا هو خيار جيد ومن شأنه أن يحسن الاقتصاد في سوريا، ما يجعل إمكانية عودة النازحين السوريين من لبنان الى بلادهم أفضل مما هي الآن، وذلك لمساهمة هؤلاء النازحين في إعادة النهوض باقتصادهم السوري”.

وشدد الرئيس اللبناني على أن “عودة النازحين السوريين من لبنان، باتت ضرورية، خاصة بعد زوال الظروف التي أدت إلى نزوحهم”.

ودعا الرئيس اللبناني “الأمم المتحدة إلى تحويل مساعداتها إلى الداخل السوري لتشجيعهم على العودة”.

“جاهزون لأفضل علاقات مع سوريا”

خلال 19 أيار/مايو الجاري، أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على حرص لبنان على قيام أفضل العلاقات مع الجارة سوريا، مشيرا إلى أهمية التنسيق والتعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة.

ونوّه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، آنذاك إلى حرص لبنان على التنسيق مع سلطات دمشق، خاصة فيما يتعلق بملف النازحين السوريين، وضرورة تأمين عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلادهم.

كذلك، أكد عون دعم بلاده لكل الجهود الهادفة إلى حفظ وحدة سوريا وسيادتها، وتلبية تطلعات شعبها، مُرحبا بقرار رفع العقوبات عنها، آملا أن يساهم في تعافيها واستقرار المنطقة.

وقال عون وفق ما نقلته قناة “العربية”: “اليوم، نحن أمام تحدي السلام لكل منطقتنا، ونحن جاهزون له، نقول للعالم أجمع، وحده سلام العدالة هو السلام الثابت والدائم، ولنا ملء الثقة بأن العالم الساعي إلى السلام الحقيقي، وبفضل مساعدتكم، وبفضل إسماع مصر لصوتها وصوتنا سيسمع وسيلبي واجب الاستجابة”.

يأتي هذا في وقت يشدد فيه الجانبان على أهمية التنسيق بينهما حول ملفات كثيرة بينها مشكلة النازحين، عمليات التهريب على الحدود.

أولويات لبنان

تؤكد الحكومة اللبنانية مرارا على أهمية التنسيق في عدد من القضايا، بما في ذلك أزمة اللاجئين والتهريب عبر الحدود.

ففي الثامن من أيار/مايو الجاري، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، أنها تسلّمت نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية.

وفي الوقت ذاته، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، جولة تفقدية شملت مناطق في البقاع والمعابر الحدودية بين لبنان وسوريا.

ملابس معلقة لتجف في مخيم للاجئين السوريين في مرجعيون، جنوب لبنان، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. الصورة ملتقطة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. “رويترز”

وشدد سلام خلال جولته الحدودية على أن “الإصلاح يبدأ من استعادة الدولة الكاملة إدارة حدودها، وتحويلها إلى بوابات مشرعة للشرعية والانتظام، لا منفذا للفوضى والتجاوز”.

وتعيد هذه التحركات مسألة ترسيم الحدود اللبنانية-السورية إلى صدارة النقاش السياسي، وسط ضغوط داخلية وخارجية لإعادة ضبط المعابر ووقف التهريب وضبط الحدود الشرقية للبلاد.

كما وخلال الزيارة التي قام بها سلام للعاصمة السورية دمشق في 14 نيسان/أبريل الفائت، ولقائه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ناقش عدة قضايا، كان أبرزها ملف اللاجئين السوريين وترسيم الحدود بين البلدين، وضبط الحدود.

وبالتالي، يمكن القول إن لبنان يرى في رفع العقوبات عن سوريا فرصة مهمة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، إذ يعد تحسين الوضع الاقتصادي في سوريا شرطا أساسيا لعودة النازحين. وهي مقاربة عملية يدرك أن العودة الآمنة والمستدامة تتطلب بيئة معيشية للسوري العائد إلى موطنه، وليس مجرد قرار سياسي، خاصة وأن استقرار سوريا يخدم الاستقرار اللبناني أيضا، ويخفف من الأعباء التي تتحملها بيروت منذ أكثر من عقد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة