تتسارع الأحداث مؤخراً فيما يخص مواجهة تمدد النفوذ الإيراني في سوريا، لا سيما مع بدء التطبيع العربي مع الحكومة السورية، ما يطرح التساؤل حول دور واشنطن في تحمل عبء مواجهة النفوذ الإيراني على الأراضي السورية.

ويعتقد مدير قسم مكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط شارلز ليستر أن موجة الاتصالات مع الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً تبدو لافتة للغاية.

ويقول ليستر في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط إنّ: «التحول في نهج التعامل مع النظام مدفوع بعدد من الديناميكيات، أبرزها الشعور الجماعي بالاستسلام أمام فكرة أن النظام سيبقى، وأنه لا يوجد أحد في المجتمع الدولي يخطط لتغيير هذا الوضع».

الرغبة في تقليص الدور الإيراني

لكنه يؤكد في الوقت ذاته وجود عوامل جيوسياسية تشكل أحد دوافع التقارب العربي مع الحكومة السورية، تتلخص بـ«الرغبة بتقليص الدور الإيراني في قلب الشرق الأوسط»، وذلك في وقت لم تنجح فيه إدارة الرئيس الأميركي بايدن في طمأنة الحلفاء بشأن دور إيران في المنطقة حتى الآن.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة الصراع الدائرة في سوريا لم يعد يشكل أولوية بالنسبة للإدارة الأميركية، في إطار جهودها للضغط على إيران لدفعها نحو تقديم تنازلات تساهم في الحد من سلوكها النووي.

ويقول خليفة في حديثه لـ”الحل نت”: «منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض، لم تكن سوريا والصراع الدائر فيها جزءا اصيلاً من سياسته الخارجية لاحتوائها أو الضغط من خلالها على إيران، ما أدى ببعض الدول العربية بدافع اليأس للتطبيع مع النظام، لأن استمرار النزاع على الجغرافية السورية سيؤدي باقتصاداتهم نحو الهاوية، ولا سيما دول جوار سوريا».

ويعتقد خليفة أن واشنطن لم تعد تهتم بالملف السوري مؤخراً: «خصوصاً بعد تقليص خطر داعش وتمركزها في البادية السورية، وإبقاء الآبار النفطية في أيدي حلفاء واشنطن قوات “قسد” لتأمين التمويل الذاتي لهم» حسب قوله.

أسباب تراجع اهتمام واشنطن بالملف السوري

وحول أسباب تراجع اهتمام واشنطن بالملف السوري يضيف المحلل السياسي قائلاً: «ذا أردنا التركيز على الأسباب الحقيقية، فهي من وجهة نظري ليست مرتبطة بالقضية السورية على وجه الخصوص، إنما ما خلفته جائحة كورونا من اعباء على الأمريكيين، وآثار الحرب الاقتصادية البادرة التي تتبعها مع الصين، والتفرغ لها بعيداً عن الشرق الأوسط وصراعته التي لا تكاد أن تنتهي إطلاقاً».

وتواجه إيران مؤخراً العديد من التغييرات في المنقطة التي باتت تهدد وجودها ونفوذها في سوريا، أبرزها ربما عودة التقارب العربي مع الحكومة السورية، والجهود العسكرية الإسرائيلية في سبيل تقويض النفوذ الإيراني لا سيما في مناطق الشمال السوري.

إسرائيل في مواجهة إيران في سوريا

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية قبل أسابيع أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام القادم، وذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانيّة في كل من سوريا ولبنان.

وبحسب تقارير إسرائيلية فإن «قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بقيادة الجنرال أمير برعام، تدريبات تضمنت محاكاة سيناريوهات قتال تعتمد على قوات الاحتياط، إلى جانب القوات النظامية، في المجالات البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن استخدام الاستخبارات الإلكترونية والطائرات المسيرة العسكرية».

وعملت تل أبيب مؤخراً على نصب منظومات رصد متطورة للكشف المبكر عن أي تهديدات أمنية وعسكرية على الحدود مع سوريا ولبنان.

كذلك نشرت مديرية “حوماه” التابعة لإدارة تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع بالتعاون مع سلاح الجو، نظام منطاد متطور ضخم باسم “تال شمايم” سيعمل كمنصة جوية للكشف والتحذير من التهديدات المتقدمة في الشمال.

اقرأ أيضاً: بسبب تحركات إيران.. هل ترتفع وتيرة القصف الإسرائيلي على حمص؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة