أعلنت جمعية اللحامين في سوريا انخفاض قدرة السوريين على شراء اللحوم، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تشهدها في البلاد.

وقال رئيس الجمعية إدمون قطيش في تصريحات نقلتها صحيفة تشرين إن الشهر الجاري سيشهد زيادةً على تسويق اللحوم بنسبة تتراوح بين 10- 15% خلال الشهر الجاري، تزامناً مع أعياد الميلاد ورأس السنة.

الكهرباء أحد الأسباب

وأوضح قطيش أن قدرة السوريين على شراء اللحوم انخفضت بشكل كبير، إذ تحولت طريقة شراء اللحوم من «شراء كيلوغرامات لحمة إلى أوقيات، أو مخصصات وجبة واحدة، وذلك بسبب انخفاض القدرة الشرائية، إلى جانب انقطاع الكهرباء».

وألمح قطيش في حديثه إلى فشل الجهات المعنية في التعامل مع أزمة الدواجن، معتبراً أنها «لم تكن تكن بالشكل الأفضل برغم كل التحذيرات التي تم الحديث عنها».

وأوضح قطيش، إن الاستهلاك اليومي من اللحوم الحمراء يصل إلى 1500 خروف يومياً، و70 عجلاً وكلها من الإنتاج المحلي.

على صلة: الثروة الحيوانية في سوريا بخطر التراجع لهذه الأسباب

وكان وزيرة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم أعلن قبل يومين ان كميات لحم الدجاج الذي طرحته، الوزارة بسعر 7500 ليرة للكيلو الواحد «هو فروج بلدي سوري، اشترته السورية من المداجن عندما هبطت الأسعار، وقامت بتنظيفه وذبحه بالطريقة النظامية وتجميده بطريقة الصعق، وبالتالي يطرحونه الآن للمواطنين كتدخل إيجابي ريثما يبدأ الموسم القادم بعد نحو الشهر، وتعود الأسعار إلى الانخفاض» حسب قوله.

تصريحات سالم ردّ عليها عضو لجنة مربي الدواجن حكمت حداد الذي أكد عدم وجود موسمين لإنتاج الفروج كما قال سالم، مؤكداً وجود موسم واحد فقط في السنة وهو مستمر حالياً.

وأضاف حداد في تصريحات نقلتها “الوطن”، أن «سعر الفروج ليس مرتفعاً، والمشكلة في دخل المواطن المنخفض، وقال، إنّه من المتوقع أن يخرج نسبة من مربي الفروج عن الإنتاج، لأنه ليس كل المربين لديهم التجهيزات والقدرة على تأمين التدفئة لمداجنهم».

أزمة الثروة الحيوانية

وازدادت مؤخرا مشاكل الثروة الحيوانية، تزامنا مع فقدان السلطات السورية القدرة الاقتصادية لدعم المربين في مناطق نفوذها، وفق التقارير.

يأتي ذلك إلى جانب فقدان الأمن بسبب فوضى الحرب المندلعة في البلاد، الأمر الذي دفع بالكثير من المربين إلى ترك المراعي والهجرة أو حتى التفكير بأعمال أخرى.

وبناء على بيانات وزارة الزراعة السورية، فقد تراجعت أعداد الثروة الحيوانية في سوريا من نحو 25 مليون رأس غنم سنويا قبل 2011، إلى أقل من 10 ملايين.

ذلك بعد أن كانت الثروة الحيوانية في سوريا تساهم بشكل كبير في الأمن الغذائي.

كما كانت تلعب دورا اقتصاديا كبيرا في الدخل وتأمين فرص العمل، وتدخل منتجاتها في العديد من الصناعات النسيجية الرائدة.

أسباب أخرى للتراجع

أشارت التقارير إلى أن هناك أسباب أخرى لتراجع الثروة الحيوانية في سوريا، إلى جانب فقدان الأمن وتدهور الاقتصاد.

إذ تراجع الثروة الحيوانية، بسبب الجفاف ونقص المياه، فضلا عن مشكلة نقص المراعي التي تترافق مع إهمال الحكومة السورية للمربين.

إضافة إلى الأمراض التي تتعرض لها “القطعان”، وعدم إمكانية تأمين الأدوية لها.

وبالتالي، بات مربو المواشي أمام خيارين، إما بيع قطعانهم بالخسارة، أو الهجرة إلى المدن للعمل في مهن أخرى.

اقرأ أيضاً: التنقل في سوريا يحتاج ميزانية.. الحواجز الأمنية تفرض إتاواتها على الإعلاميين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.