أصبحت سرقة الأسلاك الكهربائية إحدى الطرق التي يلجأ إليها المواطنون في العاصمة دمشق وريفها، في ظل الحاجة وتدهور الواقع المعيشي، وتزايد البطالة في أوساط المجتمع السوري. خاصة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

وكشف مدير كهرباء ريف دمشق بسام المصري عن زيادة ملحوظة في التعديات على الشبكة الكهربائية في الريف وذلك في أغلب الأقسام الكهربائية، وأن السرقات هذه شملت مراكز تحويل عديدة في كل من بلدة الكسوة والسيدة زينب والقطيفة وعرطوز وقدسيا، موضحاً أن إجمالي عدد السرقات خلال الأسبوعين وصل إلى 14 حالة بين مركز تحويل وشبكات ارتباط وأمراس.

سرقات أمام الأعين وجرأة غير مسبوقة

وتتعرض محولات الكهرباء لسرقة كافة محتوياتها التي يمكن استخدامها ولو بشكل ضئيل في عدة مناطق في العاصمة وريفها منذ فترة طويلة، في وقت تزايدت شكاوى المواطنين من محولات أحيائهم في سوريا. يتم سرقة الخدمات العامة.

وبيّن المصري في تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية، أن هذه التعديات تشمل سرقة “بارات نحاسية وأكبال ارتباط النازلة من أعلى المحولة إلى اللوحة إضافة إلى سرقة أمراس على مسافات”.

ووفقاً للمصري فإن عمليات السرقة تتم ليلاً خلال فترات التقنين في مناطق مكشوفة وعلى شوارع رئيسية ما يعني جرأة غير مسبوقة من الفاعلين كاشفاً عن توصل إجراءات وزارة الداخلية لعدد من الفاعلين في الكسوة.

تأتي هذه السرقات التي ظهرت بالتزامن مع الظروف الاقتصادية الهشة منذ بدأ الحرب السورية. فأولئك الذين يسرقون يعرفون جيدا ما التبعات التي ستترب عليهم إذا تم القبض عليهم من قبل الشرطة، ولكن في ظروف المعيشة السيئة، يضطر الكثيرون إلى التمسك بأقل ما هو متاح أمامهم.

للقراءة أو الاستماع: خلال يوم واحد.. أكثر من 200 ألف اعتراض للمستبعدين من الدعم في سوريا

الأسلاك الكهربائية تقدر بالملايين

تقدر قيمة هذه المعدات بمبالغ كبيرة، كون مادة النحاس غالي الثمن، وقد اتخذه منذ القدم الكثير من السوريين مهنة وباب رزق لهم، من التجار والحرفيين والصناعيين، حتى الآن هناك من يبحث في الأماكن العامة للخردوات أو عبر حاويات القمامة عن الأسلاك النحاسية. لتجميعها ومن ثم بيعها، حيث يقدّر كيلو غرام الواحد بـ 60 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 15 دولارا.

وحسب صحيفة الوطن، يقول المصري، أن قيمة هذه السرقات تتجاوز مئات ملايين الليرات، مبيناً أنه مثلا في منطقة الكسوة تم سرقة أمراس على أربع مسافات على خط المنخفض بما يقارب 100 متر أمراس نحاسية وفي عرطوز جديدة الفضل تم سرقة مسافتين شبكة تيار متوسط أي نحو 50 متر أكبال نحاسية وهذه شبكات قائمة وعندما يتم استبدال الأكبال المسروقة يتم استبدالها بأمراس ألمنيوم.

يتم إعادة تدوير هذه السرقات عن طريق صهرها أو بيعها ككابلات لأشخاص يقومون بهذا العمل لاحقا. حيث تباع لمحلات الحرفيين لتصنيع الأدوات المنزلية أو الزينة اليدوية، ويتم تصدير جزء آخر منها إلى خارج المحافظة.

في ظل تدهور الليرة مقابل العملة الأجنبية وتدني رواتب الموظفين، يتساءل الناس عن كيفية إدارة شؤونهم ومتوسط ​​رواتبهم، بالكاد يأتي بأسطوانة غاز وبعض المواد الغذائية، والتي لا تكفي لبضعة أيام.

وحيث إنه بدلا من أن تقوم الحكومة بتخفيف العبء عن المواطن وتقديم الحلول لمعالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي، فإنها تذهب وتصدر قرارات تجعل من الصعب على السوريين إدارة شؤونهم اليومية. وقد رفعت مؤخرا أسعار معظم السلع والخدمات الأساسية، وأبرزها الكهرباء، والوقود والغاز، والعديد من المواد الغذائية، مما أثر سلبا على جميع المواد والخدمات في الأسواق.

للقراءة أو الاستماع: دمشق.. حالات سرقة السيارات تقدر بالملايين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.