مسائل عديدة ومُلحّة تتصل بالملف السوري، من المُنتظر بحثها على طاولة اجتماعات وفود سوريّة تصل إلى الولايات المتحدة على هامش الأعمال الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.

الوفود التي وصلت إلى مقر اجتماعات الجمعية العامة، تُمثل 3 أطراف سوريّة، سواء تلك القادمة من مناطق شمال شرقي سوريا، والتي تمثل “الإدارة الذاتية” ومجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، أو الوفد الذي يمثل “الائتلاف” المُعارض المدعوم من تركيا، وكذلك الوفد الثالث القادم من دمشق الذي يمثل الحكومة السورية.

لعل أبرز الملفات التي يجدر الحديث حولها وقد يُفرد لها أكثر من وفد الوقت الكثير خلال مباحثاته في نيويورك، هو الدور الأميركي في الملف السوري خلال الفترة المقبلة وإمكانية استمرار الحضور العسكري ومآلاته وتأثيراته على تداخلات الملف السوري والعملية السياسية في سوريا.

وكذلك تأثير التفاهمات الروسية التركية في سوريا على الحل السياسي، فضلاً عن تبعاتها على عدة ملفات، لا سيما ملف القوى الإرهابية في الشمال الغربي من سوريا.

عضو العلاقات العامة في “مسد”، علي رحمون، قال خلال حديث لـ(الحل نت) بأن من أبرز المهام التي سيبحثها وفدهم خلال الزيارة، هو وضع الملف السوري على الطاولة الأميركية، بخاصة وأنه مع مجيء الرئيس الأميركي جو بايدن، قد تم إهمال القضية السورية، بحسب تعبيره.

وتابع «الوفد سيعمل على جعل الإدارة الأميركية تهتم بالأزمة السورية بخاصة وأن واشنطن لها دور فعال في حل الأزمة السورية، والضغط على الأطراف التي لها دور في الوضع السوري، وبالتالي تكون مهمة مركزية، بخاصة وأن (مسد) سابقا لم يكن لها أي دور في أي من مسارات الحل السياسي مع الدول الفاعلة في الشأن السوري».

وأضاف بأنه ستكون هناك «محاولة من قبل وفد مسد للتوافق مع واشنطن كي تهتم بالقضية السورية وفق القرار الدولي 2254، وإدراج مسد والإدارة الذاتية في أي حل سياسي قد يكون لسوريا».

كما أشار إلى أنه وفي ظل العلاقة الجيدة بين واشنطن و”مسد”، فإن ذلك سيلعب دور إيجابي من ناحية إبراز الملف السوري لتحريكه أمام الإدارة الأميركية.

وتابع مشيراً إلى أن «واشنطن تصر دائما على أهمية مكافحة داعش، وبالتالي سيتم تعزيز هذا الجانب في هذه الزيارة من خلال زيادة التعاون مع قسد ودعمها لمواجهة الإرهاب، فضلا عن الدعم الاقتصادي للإدارة الذاتية من أجل أمانها واستقرارها، إضافة إلى محاولة تجنب عقوبات قيصر على مناطق شمال شرق سوريا».

عضو الهيئة السياسية في الائتلاف ‘‘يحيى مكتبي’’ قال لـ(الحل نت) أن وفدهم سيكون له لقاءات مع مجموعات من الجهات في الإدارة الأميركية. مشيراً إلى أن النقاط الأساسية التي ستبحث خلال تلك اللقاءات تتمحور حول إعادة إحياء العملية السياسية.

وأضاف أيضاً «سيتم كذلك بحث الخروقات التي قامت بها القوات الحكومية في كل من محافظة درعا، ومنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وكذلك التفاهمات الروسية التركية في الشمال الغربي من سوريا، وأيضاً بحث أوضاع السوريين في ظل تراجع الدعم الدولي للمساعدات الإنسانية، فضلاً عن بحث موضوع قانون قيصر وسبب تخامد التفاعل من الإدارة الأميركية الجديدة معه».

من جانبه، قال المحلل السياسي، حسام نجار، أنه رغم مرور ما يزيد عن عشر سنوات من انطلاق الحراك الشعبي، ما زالت حكومة دمشق، «هي السائدة والمتواجدة داخل هذه الأروقة، و تبقى وفود المعارضة السورية ومسد ضيوف خلف الستار، تشكي همها وتريد البحث عن موطئ قدم داخل تلك الأروقة، ورغم ضعف هذه الوفود وقلة حيلتها ودعم بعض الدول لها، لكن تبقى في الحدود الدنيا».

وتابع «الوفود الثلاثة سوف تبحث في حلول من نقاط المصالح الفردية بمعنى أن وفد دمشق يريد التشكيك بالطرفين الباقيين. بالخلاصة يبقى وفد دمشق الأعلى صوتاً من البقية وبجواره دعماً بالفيتو الذي يحقق لدمشق ثباتاً أكثر من الباقي».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.