يرتبط سعر الذهب عادة بعوامل مختلفة، منها ارتفاع أو انخفاض الدولار، إضافة إلى النزاعات العالمية، والسبب الأهم طرح الذهب أو الدولار في الأسواق أو سحب أحدهما من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي الذي يملك الاحتياطي الأكبر من الذهب عالميا.

ويمارس الفيدرالي الأمريكي، ما يعرف اقتصاديا بالأسفنجة الأمريكية، وهي عملية يتم بموجبها إما طرح الذهب في الأسواق وسحب الدولار، أو العكس، وذلك لضمان استقرار الاقتصاد الأمريكي والدولار عند حدود معينة.

كيف تبدل سعر الذهب في نفس اليوم؟

قام الفيدرالي الأمريكي، يوم أمس، برفع أسعار الفائدة بـنحو 25 نقطة أساس، ومن ثم كان حديث مكتب رئاسة الاحتياطي الفيدرالي بشكل عام أقرب إلى الإيجابية للدولار الأمريكي، إلا أن أسعار الذهب أجرت اختبارا سريعا عند مستوى 1895 دولار للأنصة وارتدت سريعا.

وهذا الهبوط السريع كان بسبب التأثير النفسي لرفع أسعار الفائدة، وذلك بعد عامين من تاريخ آخر تخفيض لأسعار الفائدة، حسب متابعة “الحل نت”.

وهناك تداول بشكل عرضي لأسعار الذهب منذ نحو أسبوع لغاية اليوم، حيث اختبرت الأسعار مستوى 1950 دولار للأونصة يوم الأربعاء الماضي، ومن ثم عادت لتستقر بشكل أوضح بين مستويات 1920 و 1940 دولار للأونصة حتى يوم أمس.

هذه التحركات والتداول الذي يقوم به الفيدرالي الأمريكي تؤثر بشكل مباشر كعوامل خارجية على أسعار تداول الذهب في العالم، إضافة إلى الأسباب الداخلية وأهمها عمليتي العرض الطلب في السوق، وهي ما تؤدي لارتفاع أو انخفاض لكن بشكل طفيف ومحدود.

وفي هذا السياق، أصدرت جمعية الصاغة وصنع المجوهرات في دمشق، يوم أمس، نشرتي أسعار للذهب بفارق أقل من ساعة، إذ أعلنت صباحا استقرار الغرام عند 210 آلاف ليرة سورية، إلا أنها عادت وأصدرت  نشرة جديدة للذهب، خفضت بموجبها سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطا إلى 206 آلاف ليرة، بينما بلغ سعر الغرام عيار 18 قيراطاً 176 ألف و571 ليرة سورية،حسب موقع “أثر برس” المحلي.

ونقل الموقع عن رئيس جمعية الصاغة وصنع المجوهرات في دمشق، غسان جزماتي، أن حركة مبيع الذهب في الأسواق المحلية تعتبر فوق متوسط المبيع اليومي لمثل هذه الفترة من العام، معللا سبب إقبال الناس على شراء الذهب في هذا الوقت إلى مخاوفهم من استمرار ارتفاع سعره، واتجاه أصحاب الأصول المالية “كل من لديه سيولة نقدية” إلى تبديل مدخراتهم المالية بالذهب للحفاظ على قيمة أموالهم.

ومن جهته، أرجع رئيس الجمعية سبب ارتفاع أسعار مبيع الذهب محليا في سوريا، إلى المتغيرات الاقتصادية العالمية، منوها إلى أنه لا يمكن التنبؤ بحركة مؤشر أسعار الذهب في الفترة المقبلة، نتيجة عدم وجود استقرار في الاقتصاد العالمي، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب لكونه الملاذ الآمن في مثل ظروف كهذه.

إقرأ:قفزة جديدة للذهب والليرة داخل سوريا.. الأسعار العالمية هي السبب؟

تبدل أسعار الذهب مستمر

لم يكن التبدل في سعر الذهب يوم أمس، كتبدل في يوم واحد أمرا خارجا عن المألوف خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية العالمية الحالية وما تشهده من تورات ونزاعات مختلف، فقد تابع “الحل نت” في الأيام الأخيرة أسعار الذهب في سوريا، فقد ارتفع سعر غرام الذهب، قبل يومين، في السوق المحلية السورية، من عيار 21 ثلاثة آلاف ليرة سورية، فحسب النشرة الصادرة عن الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق، سجل غرام الذهب عيار 21 سعر مبيع 188 ألف ليرة سورية وسعر شراء 187500 ليرة.

كما بلغ الغرام عيار 18 سعر مبيع 161142 ليرة وسعر شراء 160642 ليرة. وكان سعر غرام الذهب ارتفع في السوق المحلية السبت الماضي ألفي ليرة متأثرا بارتفاع سعر الأونصة عالميا إلى 1860 دولارا.

وكان موقع “الحل نت”، نقل عن أحد أصحاب محلات الذهب في سوريا، يوم الأحد الفائت، أن سعر غرام الذهب في الأسواق السورية عيار 21 قيراط، وصل إلى 190 ألف ليرة سورية اليوم الأحد، حيث تشهد أسعار الذهب في الفترة الأخيرة حالة من التأرجح ما بين الارتفاع ثم الانخفاض، وسجل الذهب أعلى ارتفاع له في مارس/آذار عام 2021 حيث وصل سعر الغرام إلى 230 ألف ليرة سورية.

وأوضح الصائغ، أن محال الذهب تشهد في سوريا وخلال شهر شباط/فبراير من كل عام ازدهارا على غير العادة، بسبب الإقبال على شراء الذهب وخصوصا مع وجود مناسبات كعيد الأم وعيد الحب.

قد يهمك:الذهب ينخفض وأسعار الوقود تسجل أعلى سعر بسوريا منذ 7 سنوات

يشار إلى أن الأسواق المالية في سوريا،كما بقية دول العالم تعيش حاليا في حالة اضطراب، حيث لم يكد العالم يبدأ بالخروج من جائحة كورونا، حتى دخل في دوامة الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أثار تقلبات اقتصادية عالمية كبيرة، أما سوريا، فبالإضافة لكل ذلك فهي تعاني من انهيار اقتصادي يضف لتلك العوامل، ما يجعل السوق السورية في حالة مستمرة من عدم الاستقرار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.