مع استمرار التصعيد الروسي في أوكرانيا، ومحاولة وقوف الغرب أمام الغزو الروسي، عبر العقوبات الاقتصادية، والحشد الإعلامي الذي يسعى إليه الغرب لفضح ممارسات القوات الروسية، بدأت تظهر بعض المخاوف من ارتدادات ردود الفعل الغربية، واحتمالية انتقام موسكو لا سيما في سوريا باستخدام العديد من الأوراق.

تحذيرات من إغلاق المعابر الإنسانية في سوريا

قبل أيام أطلق مسؤولون في منظمات غير حكومية أميركية، تحذيرات من لجوء روسيا إلى الانتقام من الدول الأوروبية، في ظل التوتر بين الجانبين، في أعقاب غزوها لأوكرانيا، وذلك عبر إغلاق آخر ممر إنساني أمام إيصال المساعدات الأممية إلى مناطق سيطرة المعارضة في سوريا.

ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن نائب رئيس البرامج والسياسات في “منظمة اللاجئين الدولية” هاردين لانغ، قوله للمشرعين في مجلس النواب الأمريكي خلال جلسة استماع للجنة الفرعية بشأن سوريا: “بالنظر إلى ما يحدث في أوكرانيا ومشاهدة موقف الروس في مجلس الأمن خلال الأسبوعين الماضيين، أعتقد أنه من الإنصاف القول إننا في طريق صعب للغاية“.

قد يهمك: مناكفات إيرانية جديدة في مفاوضات الاتفاق النووي

من جانبه أكد رئيس اللجنة، النائب تيد دويتش، على ضرورة رفض إيصال المساعدات عبر مناطق سيطرة الحكومة السورية وقال إن:“دمشق تتلاعب بالمساعدات منذ أكثر من عقد، وتسرق ملايين الدولارات من المانحين الدوليين والمنظمات الإنسانية، من خلال حجب المساعدات عن المعارضين، وتحويلها إلى مواليه، والانخراط في التلاعب بالعملة“.

سيف ذو حدين

ويرى الباحث السياسي صدام الجاسر، أن قضية المعابر الإنسانية في سوريا، تمثل “سيف ذو حدين” بالنسبة لروسيا، فيما إذا قررت استخدام هذا الملف للانتقام من الدول الأوروبية.

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“: “اذا قررت موسكو تحريك هذا الملف، فالغرب بالتأكيد سيستخدمه ضد موسكو لزيادة الضغط عليها، وإظهارها بمظهر المنتهك لحقوق الإنسان، ومظهر الدولة المعتدية على الشعوب وليس على الدول“.

ويضيف: “برأيي الأمر غير وارد حاليا، طريقة الانتقام من الغرب، ستكون بزيادة روسيا العمل على زيادة عدد اللاجئين الأوكران إلى أوروبا، هذا الأمر سيسبب مزيد من الضغوط على الغرب، الغرب لا يهمه تحرك موسكو في المعابر الإنسانية، فهو يستطيع عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتخاذ قرار ملزم بفتح معابر إنسانية أخرى“.

وحول لجوء موسكو إلى مزيد من الخطوات للانتقام من أوروبا يزيد الجاسر بالقول: “طريقة الانتقام قد تكون عن طريق إيقاف الغاز، وإيقاف التصدير، بذلك يتم حرمان أوروبا من العديد من المواد الأولية القادمة من روسيا وأوكرانيا“.

وحول أسباب امتناع روسيا عن القيام بخطوة إغلاق المعابر الإنسانية يضيف الجاسر: “هذا المعبر الإنساني خاص بتركيا، زيادة التوتر مع تركيا ليس من مصلحة روسيا حاليا، يعني روسيا قد تخسر دولة لم تجاهر بالعداء بشكل كامل ضد روسيا، لا تزال تركيا تتخذ موقف متوازي بين الغرب وروسيا“.

واستخدمت موسكو ملف المعابر الإنسانية، في عديد المناسبات للضغط على خصومها الدوليين، وأبرزهم الولايات المتحدة الأميركية، وذلك عبر محاولتها عرقلة وصول المساعدات إلى المدنيين في سوريا مقابل حصولها على العديد من المكاسب.

فسبق وأن أعلن نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري تشوماكوف، في أيلول/سبتمبر الفائت، أن التمديد التلقائي لآلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر “باب الهوى” إلى سوريا “غير مرجّح“.

واعترضت روسيا والصين أمام مجلس الأمن، بداية عام 2020، على فتح معبر اليعربية في شمال وشرق سوريا، أمام المساعدات الإنسانية.

وكان مجلس الأمن الدولي، أقر في تموز/يوليو الفائت، بالإجماع تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية على مرحلتين لمدة عام، بعد موافقة روسيا عليه.

وقال المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، إنّ: “قرار تجديد آلية دخول المساعدات الإنسانية بما في ذلك اللقاحات لسوريا كان مشتركا“.

وكان القرار الروسي الأميركي، ينص على تسليم المساعدات عبر المعبر لـ6 أشهر قابلة للتجديد ستة أشهر أخرى.

وتحذّر العديد من المنظمات الدولية والإنسانية من “عواقب وخيمة” حال الفشل في تجديد التفويض الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

مما قد يشكل كارثة إنسانية على أكثر من 3 ملايين سوري يقطنون شمال غربي سوريا.

إقرأ أيضا:“مفاوضات فيينا”.. هل يمكن إعادة إحياء الاتفاق النووي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.