تنطلق المرحلة الأولى من الاننتخابات الرئاسية الفرنسية بعد عدة أيام، وسط تنوع المرشحين لها والتيارات السياسيةالتي ينتمون إليها،وحسب تقارير صحفية فإن الانتخابات ستنحصر ضمن أسماء محدة ضمن تيارات سياسية من اليمين واليسار والوسط، حيث يتنافس فيها 12 مرشحا.

أبرز المرشحين للانتخابات الفرنسية

هناك ثلاثة تيارات سياسية رئيسية في فرنسا تخوض الانتخابات، فتيار الوسط الذي يضم أحزابا غير إيديولوجية وتتبنى سياسات ليبرالية بشكل متفاوت، ويبرز في هذا التيار الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، حيث حصل على نسبة 27 بالمئة وفق استطلاعات رأي حول المرشح الفائز.

أما اليسار الفرنسي، بشقيه التقليدي وأقصى اليسار، فمشارك بشقيه في الانتخابات، فاليسار التقليدي يضم الأحزاب الإصلاحية ويمثلها حاليا المرشحة هيدالغو من الحزب الاشتراكي وحصلت على نسبة 2 بالمئة، أما مرشح أقصى اليسار جان لوك بيلانشسون فقد حصل على نسبة 16.2 بالمئة في الاستطلاعات.

وهناك التيار اليميني، وتتقاسمه توجهات تعرف بالديغولية، وهناك 3 مرشحين بارزين في هذا التيار، وهم فاليري بيكريس من حزب الجمهوريين وحصلت على نسبة 8 بالمئة، وهناك أقصى اليمين والذي يتبنى نزعة شعبوية وتيارارت راديكالية ومعادية للمهاجرين واللاجئين وحتى الاتحاد الأوربي، ومرشحته مارين لوبين زعيمة الجبهة الوطنية وحصلت على نسبة 20,5 بالمئة، ولكنها ستخوض معركة انتخابية داخل تياراها مع المرشح المنافس لها إيريك زيمور والذي اتسم بالتشدد في خطابه، واستقطب الكثير من المؤيدين بسبب تطرفه الكبير وحصل على نسبة 11,7 بالمئة حسب الاستطلاعات.

قد يهمك:فرنسا تدعو إلى صفقة سياسية في سوريا.. ما مضمونها؟

موقف المرشحين من سوريا

بشكل عام تعتبر سوريا حاليا من لقضايا المؤجلة من قبل كل دول العالم، خاصة مع تصاعد الأزمة الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويرى الدكتور طارق وهبي، الباحث والمحلل السياسي،خلال حديثه لموقع “الحل نت”، أن الأزمة السورية ليست على أولويات اليمين الفرنسي، ولكن سوريا هي نقطة ساخنة في الشرق الأوسط وهذا اليمين سنرى مدى عمق علاقته مع إسرائيل التي هي المنسقة الاولى في الشرق الوسط، مضيفا أنه من الممكن لليمين الفرنسي أن يدفع وفق الموقف الروسي على وضع حد لتجزئة سوريا واستعادة الاقاليم الشمالية الشرقية وإدلب والعمل على إشراكهم بالحكم،

أما ماكرون فموقفه من سوريا مرتبط بحل الأزمة الأوكرانية العالقة حتى اللحظة، والتي تعتمد على مصير روسيا في هذه الحرب غير العادلة والمدمرة التي جربت فيها الأسلحة التي جربت في سوريا وأدت لقتل الأبرياء، لكن هذا الموضوع قد يتغير سريعا إذا تدخلت الولايات المتحدة وتم زعزعة إيران وأذرعها في المنطقة عبر التدخل الاسرائيلي الدائم في سوريا.

ما موقف المرشحين من اللجوء والهجرة

وفق كل استطلاعات الرأي حتى اللحظة لا يوجد أي مرشح من اليمين او أقصى اليمين قد يكون له حظوظ الى ان ينتخب رئيساً لان كل التوقعات تعطي ألرئيس ماكرون فائزاً ولو بفارق بسيط اقل من ٢بالمئة.

ويرى وهبي، أنه  لو فازت مارين لوبن المرشحة عن حزب التجمع الوطني، والذي هو حزب من أقصى اليمين وأقل خطورة مما هو حزب الاسترداد للسيد ايريك زيمور، سيكون هناك إقفال تام لموضوع الهجرة واللجوء ليس فقط من الشرق الاوسط ولكن من شمال أفريقيا وافريقيا عامة.

ويمكن أن يتم تغيير عدد من القوانين في الترحيل الفوري وحتى المساجين الذين ليسوا فرنسين وقد يتم طرح إسقاط الجنسية عن البعض في حال ارتكاب أي جنحة قانونية وهذا للتخفيف من عدد السجناء، وضع حد للمساعدات الاجتماعية الاوتوماتيكية لكل من يحصل على اللجوء السياسي، وستذهب أكثر للمساعدات الصحية التي ستكون أكثر الامور غير إنسانية ولكنها ستكون شعبوية لإثارة نوع من مصطلح “فقط للفرنسين”.

وأيضا وحسب وهبي، فإن كل الذين لم يحصلوا على الموافقة المبدئية من الإدارة الخاصة بشؤون اللاجئين سيتم إنذارهم وتحذيرهم بالترحيل وهذا سيحصل بدرجة عالية ولكن لن يمر دون معارضة داخلية، وقد يكون الموضوع خلافيا كبيرا،  كما سنشهد هروبا لعدد من هؤلاء الى الدول الاوروبية الملاصقة لفرنسا كألمانيا بلجيكا وإسبانيا في البحث عن دول تستطيع أن تأويهم دون موضوع الترحيل.

أما في في حال فوز ماكرون، سيتم طرح بعض قوانين اللجوء التي ستحد من إقامة الذين تم رفض قبولهم، ويمكن أن تتغير قوانين الدخول لفرنسا وخصوصا القادمين من شمال افريقيا، ولكن الأهم هو العمل على قبول طلبات اللجوء من بلاد المصدر وهذا سيبعد مراكب الموت وطرقات التهريب.

إقرأ:سوريون مهددون في فرنسا.. بقايا رفعت الأسد بعد عودته إلى سوريا

تأثير الانتخابات الفرنسية على الأزمة الأوكرانية

يقول طارق وهبي، أنه في حال فوز أقصى اليمين لن يستطيع أن يخرج عن التوافق الأوروبي ولو أن نجاح أوربان في هنغاريا سيكون دعما لإنشاء حلف “قد يساعد” في زعزعة الوحدة الأوروبية، وسيكون هناك عدم ثقة أوربية بروسيا ما لم يتوقف الغزو، ويتم التوصل لاتفاق ملائم.

فالغزو لأوكرانيا كان تهورا كبيرا أطاح بكل المعايير الدبلوماسية وخصوصا الجيو سياسية ولن تكون هناك أي حلول قريبة إلا بتنازلات من جميع الاطراف ومنها الغرب الداعم لأوكرانيا.

ترقب تعيشه العديد من الدول الأوربية، والشرق أوسطية، وحتى الأفراد المهاجرين واللاجئين في انتظار نتائج الانتخابات الفرنسية، لتقدير كيفية التعامل مع الإدارة الفرنسية الجديدة، وكيفية تعاطي هذه الإدارة مع ملفات مختلفة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.