“الحشد الشعبي” متورط بقمع “مجتمع الميم” في العراق

“الحشد الشعبي” متورط بقمع “مجتمع الميم” في العراق

قتل واغتصاب وتعذيب، كلها جرائم تورط بها “الحشد الشعبي” ضد “مجتمع الميم” في العراق، لكن مهلا، هل “الحشد الشعبي” وحده المتورط أم غير جهات قد تورطت أيضا؟

اتهم تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش“، ليلة الأربعاء، “الحشد الشعبي” بتورطه في جرائم اختطاف واغتصاب وقتل وتعذيب بحق “مجتمع الميم” في العراق.

كما اتهمت المنظمة، الشرطة وقوات الأمن العراقية بالتواطؤ في كثير من الأحيان لمضاعفة أعمال العنف ضد “مجتمع الميم” وباعتقال أفراد بسبب مظهرهم.

يتألف التقرير من 86 صفحة ويحمل عنوان “الجميع يريدني ميتا: أعمال القتل والاختطاف والتعذيب والعنف الجنسي ضد أفراد “مجتمع الميم” على أيدي الجماعات المسلحة في العراق”،

وقالت “رايتس ووتش” في تقرير أعدّته بالتعاون مع منظمة “عراق كوير” المعنية بحقوق “مجتمع الميم”، إن الحكومة العراقية فشلت في محاسبة الجناة.

للقراءة أو الاستماع: “عشرينية قتلها شقيقها”.. ضحية جديدة من العابرات جنسيا في العراق

“ضربني عدة رجال وطعنوني وألقوني في صندوق قمامة وأضرموا النار، قبل أن ينقذهني آخرون”. شهادة لعابرة جنسيا.

“صديقي قتل أمام عيني”. شهادة أخرى لرجل مثلي، وثّقها تقرير “هيومن رايتس ووتش”.

“طُعنت في ساقي. شهادة ثالثة لفتاة مثلية الجنس، وأكدت أنها تلقّت تحذيرات لوقف “سلوكها غير الأخلاقي”.

حياة “مجتمع الميم” لا تطاق

تقرير “رايتس ووتش”، أشار إلى أن أفراد “مجتمع الميم” يعانون نتيجة محاصرتهم من عدة اتجاهات، من بينها العنف الشديد من أفراد الأسرة والمضايقات في الشوارع والاستهداف الرقمي والمضايقات من جانب جماعات مسلحة على مواقع “التواصل الاجتماعي” وتطبيقات المواعدة بين المثليين.

في هذا السياق، آوضحت الباحثة في حقوق “مجتمع الميم” في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”، رشا يونس، أن: “الهجمات ضد “مجتمع الميم” في العراق أمست متعددة الأوجه، كما اتسعت أساليب الاستهداف”.

وبيّنت يونس، أن الأشخاص والمنظمات المدافعة عن حقوق “مجتمع الميم” في معظم أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يواجهون العنف والتمييز، وهناك قوانين تجرم العلاقات المثلية في معظم دول المنطقة.

وأضافت رشا يونس، بأن بعض الدول التي لا تفعل ذلك، تستخدم قوانين أخرى لاستهداف المثليين.

“يعيش أفراد مجتمع الميم العراقيون خوفا دائما من مطاردتهم وقتلهم من قبل الجماعات المسلحة دون عقاب، فضلا عن الاعتقال والعنف من قبل الشرطة العراقية، ما يجعل حياتهم لا تطاق”، بحسب يونس.

وجاء في التقرير، أن الجماعات المسلحة التي يشتبه بتورطها في انتهاكات ضد “مجتمع الميم”، تندرج في الغالب تحت مظلة قوات “الحشد الشعبي”.

بداية القمع مع “الحملة الإيمانية”

واستند تقرير “هيومن رايتس ووتش”، جزئيا إلى 54 مقابلة مع عراقيين من “مجتمع الميم”، وأجرت البحث والمقابلات بين حزيران/ يونيو وتشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2021.

وخلص التقرير، إلى أن “قدرة واستعداد أفراد “مجتمع الميم” للإبلاغ عن الانتهاكات التي يتعرضون لها إلى الشرطة أو تقديم شكاوى ضد موظفي إنفاذ القانون، يعوقها مزيج من أحكام (الأخلاق) فضفاضة التعريف في قانون العقوبات العراقي، وغياب أنظمة وتشريعات الشكاوى الموثوقة لحمايتهم من التمييز”.

“خلق ذلك بيئة يمكن فيها للجهات الحكومية المسلحة، بمن فيهم الشرطة، أن تسيء إلى أفراد “مجتمع الميم” دون عقاب”، وفق تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش”.

ولا توجد إحصائية رسمية عن عدد أفراد “مجتمع الميم” في العراق، لكن المؤشرات تقول إنهم يشكلون الآلاف في البلاد.

ويواجه “مجتمع الميم” الاضطهاد والعنف والقتل بشكل شبه يومي، وذلك الاضطهاد بدأ منذ التسعينيات عندما أقر نظام صدام حسين السابق، “الحملة الإيمانية” بحجة العودة إلى الإيمان.

للقراءة أو الاستماع: العابرات جنسيا في العراق: “إعدام قانوني” يمنعهن من العبور

https://7al.net/2022/01/25/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82/elkarmaly/news/

وترتب على “الحملة الإيمانية” إصدار مرسوم يجرم “مجتمع الميم” بشكل عام، على أن تكون العقوبة هي الإعدام، ونفذت مئات الأحكام بقرارات قضائية.

إحصاءات

كانت “تُقطع رؤوس النساء بالسيف أمام الناس”، وترمى الجثث ليلا أمام منازل أهلهن، ووثقت ذلك “منظمة العفو الدولية” في تقريرها عن حقوق الإنسان في العراق، الصادر عام 2002.

ولم ينته العنف والقتل الذي يطال ”مجتمع الميم” في العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، بل استمر، وزادت حدته بعد “الحرب الأهلية” التي استمرت منذ 2005 وحتى 2009.

إذ بدأ “جيش المهدي” بعد “الحرب الأهلية” بحملة ضد “مجتمع الميم”. وبحسب تقديرات منظمة “عراق كوير”، فإن عدد القتلى عام 2017 بلغ 220 فردا من “مجتمع الميم”.

لاحقا، أصدر زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر في 2016، بيانا دعا فيه إلى ضرورة تقبل “مجتمع الميم”، وإيقاف العنف ضده وهدايته بالطرق العقلانية، فابتعد “جيش المهدي” عن قمعهم.

وبعد فترة هدوء نسبي، عاد العنف والترهيب لينال “مجتمع الميم” منذ عام 2018، وهذه المرة من قبل “عصائب أهل الحق”، فقد وثقت منظمة “ألوان” 368 انتهاكا ضدهم، منذ 2019 وحتى نيسان/ أبريل 2021.

للقراءة أو الاستماع: بعد اعتقال مجموعة منهم.. القلَق يجتاح مجتمع الميم بكُردستان العراق

وبحسب توثيق المنظمة المعنية بحقوق “مجتمع الميم”، فإن “شخصا واحدا يتعرض كل يومين تقريبا إلى نوع من أنواع الانتهاكات، التي شملت الاغتصاب والتعذيب والتهديد والسرقة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.