تعاني سوريا منذ فترة طويلة من أزمة في إصدار جوازات السفر، حيث ينتظر السوريون شهورا للحصول على جوازات سفر جديدة. وعزا مسؤولون حكوميون ذلك إلى العقوبات التي تمنع استيراد مواد وأحبار كافية لجوازات السفر. وزعم آخرون أن أزمة جوازات السفر صنعتها الحكومة لفرض مزيد من القيود على الراغبين في السفر ولتسهيل أكبر قدر ممكن من الفساد والاستخراج.

كما أن المنصة الإلكترونية، التي تسمح للسوريين بالتقدم بطلب للحصول على جوازات سفر عبر الإنترنت، يمكن الوصول إليها لفترة وجيزة مرتين فقط في اليوم، مما دفع الكثيرين إلى دفع رشاوى لـ “الوسطاء” لحجز المواعيد لهم.

وصول مواد خام لطباعة جوازات السفر

في تصريح جديد، أعلن خالد سالم حديد، مدير إدارة الهجرة والجوازات، عن وصول كمية كبيرة من المواد الأولية اللازمة لطباعة جوازات السفر خلال فترة وجيزة، مما سيساعد على مضاعفة عدد جوازات السفر الصادرة للأشخاص.

وقال حديد، لوكالة “سانا”، أمس الأربعاء، إنه بعد الانتهاء من التأخيرات والتراكمات التي حدثت نتيجة عدم توفر المواد الخام، تم وضع إجراءات عمل جديدة نتيجة الطلب المتزايد على جوازات السفر وعدد المراجعين لفرعي الهجرة والجوازات.

واعترف حديد، بوجود دوريات للإشراف على عملية طلب جوازات السفر ومنع السماسرة ومعقبي المعاملات من استغلال وابتزاز المواطنين، مستشهدا بالاعتقالات اليومية للأشخاص الذين يحاولون استغلال الناس، على الرغم من ندرة هذه الجهود.

وأوضح أنه يتم قبول ما يقرب من ألفي شخص لحجز دور منتظم على المنصة، فيما يبلغ عدد جوازات السفر الصادرة شهريًا حوالي 40 ألفا، مشيرا إلى أنه يتم منح جوازات السفر العاجلة أو الفورية دون الحاجة للتسجيل على المنصة لمن هم في الداخل. ولكن ضمن أولويات معينة مثل المقيمين والطلاب الذين لديهم وثائق والمرضى خارج الدولة.

للقراءة أو الاستماع: ترتيب جوازات السفر في عام 2021: سوريا في المرتبة الأدنى والإمارات الثالثة عالمياً

تكاليف استخراج جواز السفر

وبلغت التكلفة المادية للجواز العادي نحو 50 ألف ليرة لمن هم داخل البلاد، إضافة إلى الرسوم المضافة في المصرف التجاري، بينما تبلغ التكلفة للجواز المستعجل 75 ألف ليرة إضافة إلى الرسوم المضافة في المصرف، بحسب مدير إدارة الهجرة والجوازات.

ووصلت تكلفة جواز السفر العادي لمن هم خارج سوريا إلى نحو 300 دولار أي ما يعادل 757,500 ليرة، ونحو 800 دولار أي مليوني ليرة للجواز المستعجل، وفقاً للسعر الرسمي للدولار في سورية.

وبلغ عدد الجوازات الصادرة خلال عام 2021، وفقا لحديد، نحو 888 ألفا و274 جوازا، وعدد الجوازات الصادرة منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية آذار الماضي نحو 141 ألف جواز سفر.

للقراءة أو الاستماع: مهنة جديدة للارتزاق من جيوب السوريين.. ما علاقة جواز السفر؟

المنصة مقفلة إلا للسماسرة

الصعوبات في الحصول على جوازات السفر تشير إلى قضايا أوسع تتعلق بإصلاح الخدمات الحكومية في سوريا، وهي الفساد المستشري ومحدودية موارد الدولة. ومن المرجح أن يعيق الفساد تقديم الحكومة السورية للخدمات طالما ظلت الرشاوى مصدرا رئيسيا لسبل العيش وتظل الدولة مستخلصة إلى حد كبير.

كانت وما زالت جوازات السفر مصدرا رئيسيا لإيرادات الدولة السورية، لا سيما أولئك الذين يعيشون في الخارج، الذين يدفعون ما يصل إلى 800 دولار أميركي لتجديد جواز السفر السريع، بعد قرار حكومي في كانون الأول/ديسمبر 2021. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أدخلت وزارة الداخلية السورية خدمة جوازات سفر “فوري” – في نفس اليوم- داخل سوريا مقابل 100000 ليرة سورية، أي حوالي ثمانية أضعاف التكلفة العادية.

شكاوى مستمرة من المواطنين بعدم قدرتهم على الحجز، حيث يتم فتح الرابط لوقت قصير فقط، وبعدد مواعيد قليلة جدا. تكاليف الموعد أو الجواز قد وصلت، بحسب شهادات لـ”الحل نت”، إلى مبالغ بين 3-5 مليون ليرة في دمشق مثلا، وهذا المبلغ عبارة عن احتيال.

في حين برزت مكاتب جديدة تدعي أن التكاليف التي يتقاضونها على الحجز تذهب للجهات الخاصة التي توفر الحجز وهم لا يتقاضون  أية أرباح.

ونقل تقرير لموقع “الحل نت”، نهاية العام الماضي، إعلان وزارة الداخلية السورية أنها ستنجز مشروع جوازات السفر الإلكترونية خلال العام 2022، حيث تم نقاش مشروع جواز السفر الإلكتروني في مجلس الشعب، لإقرار موازنته خلال العام الحالي.

ويعمل مشروع الجواز الإلكتروني المفترض، على الربط مع منظومة الدفع الإلكتروني، ومشروع الربط مع منظومة التوقيع الرقمي المتضمن استبدال التوقيع التقليدي للعاملين بالشؤون المدنية بالتوقيع الإلكتروني منعا للتزوير.

للقراءة أو الاستماع: تزايد الطلب على جوزات السفر وسط استمرار الهجرة من شمال وشرق سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.