قال الأمين العام لـ “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أن الحلف يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده بهدف التصدي لأي عدوان روسي في المستقبل، وفق صحيفة “تليغراف”، بعد غزو القوات الروسية للأراضي الأوكرانية.

وأضاف ستولتنبرغ، أن حلف “الناتو”، “في خضم تحول جوهري للغاية” سيعبر عن “العواقب على المدى الطويل” لأفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفا أن، “ما نراه الآن هو واقع جديد للأمن الأوروبي. لذلك نطلب الآن من قادتنا العسكريين تقديم خيارات لما نسميه إعادة ضبط، (خطة) للتكيف على المدى الطويل لحلف الأطلسي”.وبين ستولتنبرغ أيضا إن القرارات بشأن إعادة الضبط سيتم اتخاذها في قمة الحلف التي ستعقد في مدريد في تموز/يوليو المقبل.

ما الذي يريده الناتو؟

تعتبر معارضة روسيا لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، أحد أسباب الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك تخوفا من روسيا لوجود الحلف على حدودها، ما سيغير الاستراتيجية الأمنية بالكامل لو تم ذلك. رغم أن الاحتمالات ما تزال مفتوحة في ظل استمرار الغزو الروسي وعدم جدوى المفاوضات الروسية الأوكرانية، واستمرار الدعم الدولي لكييف.

لكن وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، يبدو أن للناتو توجها جديدا كما يقول المحلل السياسي، صدام الجاسر في حديثه لـ”الحل نت”، فالواضح أن الناتو لا يريد إنهاء التوترات مع روسيا، بل يسعى لمواجهة الروس وإشغالهم في تلك المنطقة، وربما لإشغال الصين من خلفها كحليف مهم لروسيا.

أما ديمتري بريجع، الباحث في الشأن الروسي، فيرى خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن تحركات “الناتو” قد تفرض واقعا جديدا، “ما يمكن قوله بأن بوتين سوف يستفيد من تواجد الناتو قرب الحدود للبروباغندا الروسية الموجهة للداخل، أي فكرة مؤامرة الناتو على روسيا”.

إقرأ:تحذيرات من استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية في أوكرانيا

هل ستقبل روسيا بتحركات الناتو؟

تزامنت تصريحات الأمين العام لـ”الناتو” مع إجراء رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، زيارة غير مُعلنة إلى العاصمة الأوكرانية كييف، يوم أمس السبت، لإجراء مباحثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث صرح جونسون، أن بريطانيا بصدد إرسال صواريخ مضادة للسفن و120 مركبة مدرعة في أحدث دفعة من المساعدة العسكرية، حسب تقارير صحفية.

ويرى الجاسر، أن التواجد العسكري الغربي للناتو بدأ بالازدياد مؤخرا، حيث ازداد عدد الجنود 3 أضعاف إضافة لنشر مدرعات خاصة في بولندا، وهذا يحدث لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب تعبير المحلل السياسي.

ولكن وحسب الجاسر، فإن الروس قد لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال ما يقوم به الناتو، وقد تعمل روسيا لشن حروب في المنطقة، واستهداف دول كرومانيا وبولندا، “بشكل أدق لا يمكن التنبؤ بتصرفات القيادة الروسية”.

أما بريجع، فيرى أن روسيا “طبعا لن تقبل بتواجد الناتو قرب حدودها، كما لا يمكن التنبؤ كيف سوف يتصرف بوتين، ولكن ما هو معروف  بأن بوتين هدد بالسلاح النووي إذا تحرك الناتو ضد روسيا، وبكل تأكيد استراتيجية الكرملين سوف تغير في أوكرانيا. كذلك العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والاتحاد الأوروبي سوف تدخل إلى نفق مظلم لا مخرج قريب منه”.

قد يهمك:جرائم حرب روسية في أوكرانيا.. موسكو تنتظر عقوبات جديدة

تطورات متسارعة في أوروبا الشرقية بشكل عام، وحالة من الترقب تسود العالم مع تصريحات الأطراف المختلفة، والتحركات العسكرية لمختلف الأطراف، فيما لا يزال كل شيء غير واضح حتى الآن، ما لم يتوقف الغزو الروسي لأوكرانيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة