لطالما كانت التغيرات والحركة المشتركة في أسعار الذهب والنفط موضع اهتمام عالمي لا سيما بعد غزو روسيا لأوكرانيا. لكن الذهب كان من أكثر السلع الإستراتيجية في العالم حظي باهتمام كبير مؤخرا، ويرجع ذلك جزئيا إلى الارتفاع الكبير في أسعاره والزيادة في تطبيقاته الاقتصادية. أما النفط الخام وبسبب العقوبات على روسيا بات السلعة الأكثر تداولا في العالم، وسعره هو الأكثر تقلبا في سوق السلع الأساسية حتى أنه أثر على السوق المحلية السورية التي تنتظر الإمدادات من موسكو.

ذهب دمشق يرتفع

بما أن الذهب هو الرائد في سوق المعادن الثمينة، فإن زيادة أسعار تؤدي إلى تحركات موازية في أسعار المعادن الثمينة الأخرى، وهو ما انعكس على السوق المحلية في العاصمة دمشق خلال تعاملات اليوم الخميس.

الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات في دمشق، نشرت أسعار تضمنت زيادة أسعار الذهب، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21، 210 ألف ليرة للبيع، و209،500 ليرة للشراء، في حين بلغ سعر عيار 18 قيراط 180 ألف ليرة للجرام الواحد مبيع، و179 ألف للشراء.

في غضون ذلك، أصدرت الجمعية تعميما يذكّر الحرفيين بالالتزام بتسعيراتها، مؤكدة أن أي حرفي يبيع أو يشتري الذهب بسعر يختلف عن السعر يخضع لإجراءات قانونية.

هذا وارتفعت أسعار الذهب بالتزامن مع ارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن، بما في ذلك المعدن الثمين، نتيجة للأزمة التي تسببت فيها روسيا بأوكرانيا، لكن المكاسب كانت مقيدة بسبب ارتفاع الدولار.

وارتفع الذهب إلى 1979.86 دولارا للأونصة في التداولات الفورية، وأغلقت عقود الذهب الأميركية الآجلة عند 1983.60 دولارا للأونصة، بينما ارتفعت الفضة إلى 25.58 دولارا للأونصة في المعاملات الفورية، وارتفع البلاتين إلى 984.90 دولارا للأونصة، وارتفع البلاديوم إلى 2375.80 دولارا للأونصة.

للقراءة أو الاستماع: قفزة جديدة للذهب في سوريا

سوريا تنتظر نفط موسكو

إلى ذلك، لوحت صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الخميس، بتصريح نيكولاي شولغين، وزير الطاقة الروسي، بأن سعر النفط قد يرتفع إلى 150 دولارا للبرميل، بينما أشار أيضا إلى أن السيناريو الجيوسياسي والاقتصادي الحالي يعيق تطور التوقعات.

وقال شولجين لصحيفة “ازفستيا” اليومية، إنه “من المحتمل أن يتراوح سعر النفط بين 80 و150 دولارا للبرميل، لكن عملنا لا يقتصر على التنبؤ بتكلفة النفط، بل على ضمان عمل قطاع النفط”.

وفي الوقت نفسه، أكد استعداد روسيا لتصدير النفط ومنتجاته إلى الدول الصديقة بأي ثمن، وأضاف: “إن حالة عدم اليقين الحالية تعيق التوقعات، لا سيما في ظل السلوك غير البناء للدول الغربية”.

وبين شولغين، أن التوقعات السابقة قد أدت إلى تفاقم الأوضاع لأنها لم تؤخذ في الاعتبار التغيرات في الوضع الجيوسياسي والاقتصادي.

للقراءة أو الاستماع: مؤشر الدولار الأميركي يضرب آمال تحسن الليرة

إيران تستغل أزمة روسيا لرفع إنتاجها

ومع انشغال روسيا بأزمة عدم قدرتها على تصدير النفط بسبب العقوبات الدولية عليها والتي شلّت الاقتصاد الروسي، نما إنتاج النفط الإيراني بمقدار 2،546 مليون برميل يوميا في آذار/مارس مقارنة بالشهر السابق.

وبحسب تقرير للأمانة العامة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، فقد ارتفع إنتاج النفط الإيراني بمتوسط ​​7000 برميل يوميا في آذار/مارس مقارنة بشهر شباط/فبراير، مشيرا إلى أن قيمة الخام الإيراني الثقيل من خامات “أوبك” ارتفعت أيضا.

وبلغ متوسط ​​سعر البرميل 112.40 دولار في آذار/مارس، بزيادة قدرها 19.36 دولار، أو 20.8 بالمئة شهريا، مقارنة بشهر شباط/فبراير الذي سجل متوسطا 04.93 دولارا للبرميل.

وفي تطور ذي صلة، خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول، توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي لعام 2022 من 4.2 بالمئة، إلى 3.9 بالمئة في تقريرها الشهري، مستشهدة بأن الطلب العالمي سيرتفع بمقدار 3.67 مليون برميل يوميا في عام 2022 بانخفاض 480 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة.

وتوقعت “أوبك”، أن الاستهلاك العالمي للنفط سينخفض ​​بمقدار 500 ألف برميل يوميا في عام 2022، بينما سينخفض ​​نمو الإمدادات من خارج أوبك بمقدار 300 ألف برميل يوميا.

للقراءة أو الاستماع: شمال سوريا أمام منعطف خطير.. انخفاض قادم لليرة التركية والتضخم لن يتوقف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.