يبدو أن مناطق شمال غربي سوريا أمام أزمة غذائية جديدة بعد أن رجحت توقعات صدرت مؤخرا، ارتفاع نسبة التضخم في تركيا، لا سيما وأن هذه المناطق التي تديرها المعارضة السورية المدعومة من أنقرة تحولت إلى الليرة التركية باعتبارها العملة الرئيسية العام الماضي لتحل محل الليرة السورية المتدنية بشدة.

الليرة التركية ستنخفض

شكل ظهور عن نتائج استطلاع شهر نيسان/أبريل للبنك المركزي التركي للمشاركين في السوق، والذي تم إجراؤه مع ممثلين من القطاع صدمة كبيرة، إذ كشفت الحكومة التركية، أمس الجمعة، عن تقديراتها للتضخم بنهاية العام وتوقعاتها لقيم الدولار، والتي أظهرت زيادة كبيرة فوق التوقعات السابقة.

فبالنسبة لقادة الصناعة الذين شاركوا في الاستطلاع، زادت توقعات ارتفاع سعر الدولار في نهاية العام من 16.68 إلى 16.85 ليرة تركية. وكان من المتوقع أيضا ضمن الاستطلاع، أن يبلغ معدل التضخم 46.44 بالمئة بحلول نهاية العام، مرتفعا عن أعلى مستوى له في 20 عاما.

أما توقعات الناتج المحلي الإجمالي السنوي، فأشارت التوقعات إلى انخفاضه من 3.4 بالمئة إلى 3.2 بالمئة، لكن توقعات أسعار الفائدة ظلت دون تغيير عند 14 بالمئة. كما تراجعت توقعات النمو نتيجة لزيادة معدلات التضخم الشهر الماضي، على الرغم من توقع ارتفاع سعر صرف الدولار.

ويبلغ سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار حاليا 14.78 ليرة، مما يشير إلى تحول طفيف. فتعافت العملة التركية مؤخرا من صدمة أرقام التضخم المرتفعة التي تم الكشف عنها، فيما يستعد البنك المركزي التركي لإعلان قريب في الأسبوع المقبل بشأن سعر الفائدة.

للقراءة أو الاستماع: كيف يستقبل أهالي إدلب شهر رمضان؟

أثر تراجع الليرة التركية في سوريا

بعد أن تبنت منطقة شمال سوريا، الخاضعة لسيطرة المعارضة، الليرة التركية في حزيران/يونيو 2020، إثر انهيار متسلسل للعملة السورية، ارتبط المصير الاقتصادي للمنطقة ارتباطا وثيقا بالانخفاض الحاد في تركيا وعملتها المحلية، مما زاد من معاناة النازحين والأهالي.

معدل التضخم في مناطق شمال سوريا بات يرتفع بنفس سرعة ارتفاعه في تركيا المجاورة، ومع وصول المواد الغذائية الأساسية مثل سعربيع الخبز إلى أسعار قياسية والقوة الشرائية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. ينعكس ذلك على الأهالي لا سيما في هذا الوقت الذي تزامن فيه حلول شهر رمضان مع آثار الغزو الروسي على أوكرانيا.

وخلال الفترة الأخيرة، ووسط اضطرابات العملة التركية، برزت دعوات لاعتماد الدولار الأميركي كعملة قانونية أساسية في الصفقات التجارية في شمال غرب سوريا. كما اقترح آخرون أنه من الأفضل العودة إلى الليرة السورية من الليرة التركية.

وتعليقا على الانخفاض الحاد في قيمة الليرة التركية، أكد سوريون على منصات التواصل الاجتماعي أن انخفاض قيمة الليرة السورية وما يصاحبها من تضخم، والذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمواد الأساسية، له تأثير أقل بكثير على الناس من اعتماد الليرة التركية.

للقراءة أو الاستماع: طبخة دمشقية في أول رمضان بربع راتب الموظف

أوضاع اقتصادية قاسية

مع الانخفاض المستمر في قيمة العملة التركية خلال الفترة الماضية، والذي أدى إلى زيادة معدلات الفقر بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، دخل شهر رمضان على السوريين في محافظة إدلب، بموجة استغلال للتجار في مناطق شمال غرب سوريا، وكان السبب برفع الأسعار المواد الأولية المستخدمة في المعيشة، لكثرة الطلب عليها والإقبال.

أهالي مدينة إدلب، وصفوا في وقت سابق كيف كان استقبالهم لشهر رمضان، إذ محمد اليوسف أحد المدنيين، إن “تكلفة أي وجبة إفطار في شهر رمضان قد تصل إلى 150 ليرة تركية، بينما دخلي اليومي من عملي كعامل في العمار لا يتجاوز 60 ليرة يوميا، مما سيزيد من أعباء دخل الأسرة الخاصة بي والمكونة من 7 أطفال وأمهم”.

وأضاف اليوسف بحديثه، أن “أصحاب المحال التجارية وبائعي الخضار، رفعوا من أسعار موادهم الذين يعملون على بيعها، بنسبة تصل إلى 20 بالمئة عن كل مادة، حيث اتهمهم بالتسلط واستغلوا كثرة الطلب على المواد مع بداية شهر رمضان، من أجل كسب الربح الأكبر”.

الجدير ذكره، أن برنامج الغذاء العالمي، ذكر أن عددا قياسيا من السوريين يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، وأن 12.4 مليون شخص يكافحون الآن للحصول على وجبة أساسية. ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، فقد ارتفع سعر سلة الأغذية الأساسية بأكثر من الضعف منذ العام الماضي، وأصبحت الآن بعيدا عن متناول ملايين العائلات.

للقراءة أو الاستماع: اللحوم الحمراء تفوق طاقة الميسورين في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة